قطر الراعية للإرهاب.. كشف خيوط الدعم القطري المشبوهة لجمعيات خيرية بريطانية
الإثنين 19/أغسطس/2019 - 01:22 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا يكاد يذكر اسم قطر إلا وتُثار الشبهات بشأن دور محتمل يتعلق بدعم مشبوه للإرهاب، تمويلات وإن حاولت الدوحة في كثير من الأحيان أن تمررها تحت مظلة العمل الخيري، إلا أن ملامحها بدأت تتكشف في كثير من الدول بما فيها بريطانيا.
وفي هذا الإطار كشفت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية أمس الأول السبت عن خيوط جديدة تربط الدوحة بتمويلات مشبوهة لجمعيات خيرية داخل بريطانيا، وأكدت الصحيفة وجود تحذيرات اطلقتها اللجنة المسؤولة عن مراقبة أنشطة الجمعيات الخيرية في بريطانيا، تشير فيها إلى علاقة جمعية خيرية بريطانية بمؤسسة قطر الخيرية بالدوحة التي تصنفها الدول المقاطعة لقطر كمنظمة إرهابية.
وقالت الصحيفة: إن إثارة اللجنة المسؤولة عن مراقبة أنشطة الجمعيات الخيرية في بريطانيا المخاوف حول هذه المؤسسة، يأتي في وقت تنخرط فيه في تقديم ملايين من الجنيهات الاسترلينية، إلى المساجد وغيرها من المؤسسات في شتى أنحاء المملكة المتحدة.
وفي تقرير، أعده كبير المحررين السياسيين في العدد الأسبوعي للصحيفة، إدوارد مالنيك، قالت "صنداي تليجراف" إن تدخل اللجنة لمراجعة أنشطة "قطر الخيرية- فرع بريطانيا" جاء بعدما اكتشفت قبل أكثر من أربع سنوات أن تمويلها كله تقريباً يأتي من المؤسسة الأم في الدوحة التي تحدد كذلك المشروعات، التي يوجه إليها الفرع البريطاني من الجمعية أمواله.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنها اطلعت على تقرير بشأن مدى امتثال المؤسسة القطرية المثيرة للجدل لقواعد العمل الخيري المعمول بها في المملكة المتحدة، قائلة إن التقرير يتضمن إعراب اللجنة المعنية بضبط تلك الأنشطة، عن قلقها من "أن ثلاثة من المسؤولين السبعة عن الجمعية العاملة في بريطانيا، هم إما مديرون أو موظفون في قطر الخيرية الأم، أما الأربعة المتبقون فهم مرتبطون بالجمعية القطرية نفسها".
كما أوضح التقرير، أن المسؤولين الثلاثة كانوا يتقاضون رواتبهم مباشرةً من تلك المؤسسة التي تأسست عام 1992، بدعوى العمل على تطوير المجتمع القطري والمجتمعات المعوزة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن التقرير، قوله إن "هذه الترتيبات تثير مخاوف تنظيمية بشأن استقلالية تلك الجمعية، وقدرة أمنائها على اتخاذ قرارات مستقلة لا علاقة لها بتضارب المصالح و/أو اعتبارات الولاء لجمعية قطر الخيرية، وقدرتهم أيضاً على جعل هذه القرارات تصب فقط في صالح جمعيتهم الخيرية ليس إلا"
وأضاف التقرير بالقول "لدى أمناء (قطر الخيرية - المملكة المتحدة) ممن وُظِفوا من جانب قطر الخيرية أو بمشورة منها، تضارب في الولاء"، مُعرباً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الاتهامات الموجهة لـقطر الخيرية بالارتباط بعمليات تمويل للإرهاب في مناطق مختلفة من العالم.
وبحسب الصحيفة التحذير الجديد يعيد إلى الواجهة علاقات قطر بالتمويلات المشبوهة عبر العالم ، فمؤسسة قطر الخيرية تعد واحدة من بين 12 منظمة أدرجتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضمن قوائم الإرهاب عام 2017.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن "قطر الخيرية- المملكة المتحدة" غيرت اسمها فيما بعد إلى "نكتار ترست"، وهو ما قد يشكل محاولة للنأي بنفسها عن الأنشطة القطرية المشبوهة.
ولكنها أكدت أن تفاصيل الحسابات المصرفية، تفيد بأن هذه الجمعية تلقت في عام 2017 وحده ما يربو على 28 مليون جنيه إسترليني (نحو 33.6 مليون دولا). كما وصلت إلى أن تمويل الجمعية يتم في الغالب تحت غطاء تمويل بناء المساجد والقيام ببعض الأنشطة الخيرية.
وأشار تقرير الهيئة الرقابية البريطانية، إلى الشبهات التي تحاصر "قطر الخيرية - المملكة المتحدة" بأنها توجه جانباً من أموالها لمنظمات مرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، مثل حركة حماس.
وعلى صعيد متصل، ينضم صوت جديد للهجوم والاتهام بالارتباط بين قطر والإرهاب، فقط طالبت مجلة "ذافيدراليست" الأمريكية في مقال مطول حكومة واشنطن بفعل ما يجب فعله منذ سنوات بحق الدوحة، فلقد آن الأوان لتسمية الأمور بمسمياتها، وكما صنفت واشنطن دول أخرى في قوائم الإرهاب عليها أن تفعل المثل بحق قطر، لأن الدوحة مستمرة بدعم الجماعات الإرهابية.
وهو المطلب الذي أرفقه الصحفي الأمريكي غوردان كوب كاتب المقال باتهام لحكومته، بالتغاضي عن هذا الدور الإرهابي لقطر لسنوات، فواشنطن اعتادت أن تحتفي بعشرات المليارات التي تنفقها الدوحة على شراء معداتها العسكرية كما تفعل لصالح استضافه القاعدة الأمريكية على أراضيها، وهي العلاقة التي يدعو كاتب المقالة بصوت عالي إلى إنهائها، حيث سرد دعمًا لمطلبه هذا بجملة من الحقائق، تمثلت في صرف الدوحة لعشرات المليارات من الدولارات على مدى سنوات على عمليات ومصالح المجموعات الإرهابية وقياداتها في دائرة إرهابية شملت كل اسم إرهابي معروف في المنطقة، دوائر إرهابية يختلف قطرها واتساعها وتبقى الدوحة مركزها في قضايا حاضرة اليوم في أروقة محاكم دولية عدة، من بينها تلك التي فجرتها فضيحة كتبت عنها صحيفة وول ستريت جورنال حين كشفت عن استغلال النظام القطري لثغرات في قانون العقوبات الدولية سمحت لأسماء مدرجة في قوائم الإرهاب بالوصول إلى أصولهم المجمدة ومنهم الإرهابي خليفة السبيعي واحد من أبرز ممولي القاعدة في قطر.
واختتم جوردان كوب مقاله في مجلة "ذا فيدراليست" بالقول: "لقطر علاقات راسخة بالإرهاب، ومن خلال إيواء وتمويل الدوحة لعدد من الجماعات الإرهابية سيئة السمعة في العالم، أصبحت قطر، بأي تعريف منطقي، دولة راعية للإرهاب. لقد حان الوقت للولايات المتحدة وبقية العالم إدراك حجم تهديد قطر للأمن العالمي وتصنيف قطر وفقاً لتلك المعطيات".