ابتكار القهر.. الملالي يربطون سوار الكتروني في رجل " بهائي" لمراقبته عن بُعد
الثلاثاء 20/أغسطس/2019 - 12:48 م
طباعة
روبير الفارس
بين اعتراف الملالي بتعذيب مواطن وربط سوار اليكتروني في قدم مواطن اخر يظهر الواقع المر لشعب ايران المقهور في سجن الملالي المحكوم ظلما باسم الدين تحت سلطة ارهابية فقد نشر المواطن البهائي من مدينة يزد الإيرانية، والتى تقع في وسط ايران " معين محمدي" على حسابه في "تويتر"، صورة من سواره الإلكتروني الذي تم ربطه في رجله لمراقبته عن بُعد، حتى قضاء فترة عقوبته.
كان محمدي قد حُكم عليه بالسجن لمدة عام تحت مراقبة النظام الإلكتروني بتهمة "الدعاية ضد النظام، والترويج للديانة البهائية في الفضاء الافتراضي".
وكان موقع "إيران واير" قد نشر، في وقت سابق، نقلا عن محمدي، أن قاضي محكمة الاستئناف طلب من محاميه أن يقدم طلب السوار الإلكتروني لتتبع المتهم.
وأضاف محمدي سابقًا: "يبدو أن القضاء يأخذ مبلغًا ماليًا عند تركيب هذا السوار الإكتروني، حتى يتم تصليحه إذا واجه خطأ أو عطلاً فنيًا، بالإضافة إلى إيجاره الشهري".
وأكد هذا المواطن البهائي أنه "لم يرتكب جريمة"، معربًا عن قلقه من إمكانية تركيب جهاز للتنصت مع السوار الإلكتروني والتى تعد طريقة حديثة لوضع المواطن تحت المراقبة الدائمة
يذكران السيّدة "أسمى جهانجير"، المقرِّرة الخاصّة، آنذاك، لحريّة الدّين أوالعقيدة بالامم المتحدة عن حقوق البهائين في ايران قد اعبرت عن قلقها العميق إزاء وثيقة سرية حصلت عليها في ذلك الوقت. في تلك الرسالة أبلغ القائد الأعلي للقوات المسلحة وزارة الإعلام، والحرس الجمهوري، والباسيج، والشرطة، والجيش، وآخرين أنه "طبقا لتعليمات المرجع الأعلى"(آية الله خامينئي)، عليهم تحديد ومعرفة جميع البهائيين في إيران. منذ ذلك الوقت، ازدادت الانتهاكات ضدّ أعضاء هذه الجامعة الدينية بشكل هائل. وفي الوقت الحاضر، انتُهكِت حقوق عشرات الآلاف من البهائيين بسبب عقيدتهم الدينيّة لا غير. فأكثر من (١٠٠) بهائي يقبعون داخل السجون، ولا يزال عدة مئات آخرين في إنتظار نتيجة الإجراءات القانونية ضدّهم. كما يقضي سبعة إداريين سابقين للجامعة البهائية في إيران فترة حكمهم البالغة عشرين سنة، وهي أطول مدة حكم ضد سجناء الضمير حتى الآن.
لقد أوضحت المقرِّرة الخاصّة بشؤون إيران في تقريرها لهذه الجلسة أنّه من الواضح أنّ البهائيين ليس لهم حقوق في تلك الدولة. فالحكومة تحكم عليهم بالحبس التعسفي والإعتداء والسجن الإنفرادي لفترات طويلة، الأمر الّذي وصَفته المقرِّرة على أنّه (شكل من أشكال التعذيب). كما أنّ إجراءات محاكماتهم تخالف حتّي القوانين الإيرانية ذاتها. ويتمّ التنديد بالمحامين المسلمين الشجعان بسبب الدفاع عنهم، وتتمّ مصادرة منازل البهائيين وممتلكاتهم، ويُحرمون من التوظيف أو دخول الجامعات...كما يتمّ سجن المعلّمين البهائيين الذين يقدمون تدريسًا بديلاً في الدراسات العليا للطلاّب البهائيين في منازلهم الخاصّة.
ويقدَّر عدد البهائيين الذين ما يزالون يعيشون حتى يومنا هذا في إيران التي تعتبر البلد الذي تأسست فيه هذه الديانة بنحو ثلاثمائة وخمسين ألف بهائي؛ وبذلك فهم يؤلِّفون أكبر أقلية دينية في إيران. وعلى عكس حال اليهود والمسيحيين لا يسري عليهم طبقًا للدستور ما يعرف باسم أحكام الذميين الخاصة بالأقليات الدينية.
وفي سياق اهدار الكرامة الانسانية للايرانين .أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، تصريحات المواطن " مازيار إبراهيمي" حول تعرضه للتعذيب أثناء فترة اعتقاله من أجل إجباره على الاعتراف باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
وكان مازيار إبراهيمي قد تم اعتقاله عام 2012 بتهمة التورط في "اغتيال العلماء النوويين"، وتم الإفراج عنه عام 2014.
وأوضح إبراهيمي سابقًا في تصريح لقناة "بي بي سي" الناطقة باللغة الفارسية، وكذلك قناة "إيران إنترناشيونال" حول عمليات التعذيب التي جرت عليه من أجل انتزاع الاعتراف منه.
وعقب التصريحات التي أدلى بها إبراهيمي، المواطن الذي أُجبر على الاعتراف بالتورط في اغتيال العلماء النوويين، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: "لقد استعطفنا خاطر إبراهيمي".
غير أن إبراهيمي، خلال مقابلاته، لم يشر إلى استعطاف واعتذار المسؤولين الإيرانيين منه.
وقال البرلماني الإيراني، محمود صادقي، إنه سأل وزير الاستخبارات الإيراني حول هذ الموضوع أيضًا.
وخلال مؤتمر صحافي ، أكد علي ربيعي على أن "هذا لم يحدث في الحكومة الحالية"، مضيفًا أنه "وفقًا لمعلوماتي، فإن خبراء مكافحة التجسس لم يحضروا في قضية مازيار إبراهيمي، بل إن هناك خبراء آخرين شاركوا في هذه القضية".
وادعى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أنه في ذلك الوقت تم الاعتذار واستعطاف الأشخاص المتهمين في هذه القضية.
كانت قناة "بي بي سي" الناطقة باللغة الفارسية، وقناة "إيران إنترناشيونال" قد بثتا، في وقت سابق، مقابلة مع إبراهيمي، أعلن فيها عن تعرضه لضغوط وتعذيب من قبل وزارة الاستخبارات، من أجل انتزاع الاعتراف منه باغتيال العلماء النوويين بمن فيهم مجيد شهرياري، ومسعود علي محمدي. وهكذا يحكم الملالي ايران بالرقابة والتعذيب ؟