كاتب أمريكي يفضح التمويل القطري للإرهاب
الثلاثاء 20/أغسطس/2019 - 01:47 م
طباعة
حسام الحداد
الإرهاب القطري أصبح عنوانا رئيسيا في معظم الصحف والمواقع الالكترونية وكلما واصلت قطر محاولاتها المستميتة للتملص من تهم دعم وتمويل الإرهاب، إقليميا ودوليا، تتكشف حقيقة جديدة تثبت تورط الدوحة في "تقديم اللازم" للجماعات المتطرفة، وفي دول مختلفة قد لا تخطر على البال.
وخلال السنوات القليلة الماضية، ثبت بالأدلة تورط مسؤولين قطريين كبار في تقديم الدعم المادي أو العسكري أو حتى اللوجستي للإرهاب، في عدد من دول العالم.
وكانت أحدث الفضائح القطرية، ما كشفته صحيفة "تايمز" البريطانية، التي قالت إن بنكا بريطانيا مملوكا لقطر تورط في تقديم خدمات مالية لمنظمات مرتبطة بـ"جماعات متشددة" في المملكة المتحدة.
وأوردت الصحيفة أن عددا من زبائن مصرف الريان القطري تم تجميد حساباتهم في بنوك غربية أخرى، في إطار حملات أمنية ضد الإرهاب، من بينهم منظمة تقول إنها خيرية؛ وهي محظورة في الولايات المتحدة إثر تصنيفها بمثابة كيان إرهابي، من جراء دعمها للخطاب المتشدد.
ومؤخرا دعا الكاتب الأميركي جوردان كوب، في مقال له في مجلة "ذا فيدراليست"، الولايات المتحدة إلى الاعتراف رسميا بأن قطر دولة راعية للإرهاب، تقوم بتقديم الدعم والتمويل للجماعات الإرهابية التي تهدد المصالح الأميركية وحلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
وحث كوب في مقاله وزارة الخارجية الأميركية على أن تسمي الأمور بمسمياتها وتصنف قطر كدولة راعية للإرهاب، كما صنفت واشنطن دولا أخرى "قدمت مرارًا وتكرارًا دعمًا للأعمال الإرهابية الدولية".
يقول الكاتب حسب ما نشره موقع سكاي نيوز: إنه على الرغم من الدعم الذي تقدمه الدوحة للداخل الأميركي؛ كالتبرع مثلا بأكثر من 1.5 مليار دولار لبعض المؤسسات الأميركية التعليمية مثل جامعة ميشيغان، وجامعة نورث كارولينا، ونورثويسترن، وتكساس إيه آند إم، وكورنيل، إلا أن قطر تخفي جانبا مظلما بتقديم الدعم للإرهابيين بشكل علني وكبير بالمقارنة بحجمها.
ويشير إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة وحتى إدارة ترامب، غضت الطرف عن حقيقة دعم قطر للإرهاب، وبدلاً من ذلك، كانت تميل للاحتفاء بعشرات المليارات من الدولارات التي تنفقها الدوحة بشراء المعدات العسكرية والتجارية الأميركية، واستضافتها لآلاف الجنود من القوات الأميركية.
رغم هذا - يضيف جوردان كوب- قامت قطر بتحدي المصالح الأمنية الأميركية، وقدمت الدعم للحركات الإرهابية الشهيرة في العالم. فقد دعمت الدوحة حركة حماس الإرهابية بأكثر من 1.1 مليار دولار منذ عام 2012 بالإضافة للجماعات إرهابية أخرى. وفي حين أن قطر غالباً ما تبرر تمويلها على أنه من منطلق إنساني، فإن مسار تمويلها، وكذلك تصريحات الأمير الحالية، تشير إلى دوافع حقيقية مختلفة.
"ومثلما احتضنت قطر حماس في الخارج، فقد رحبت أيضًا بحماس داخل حدودها، مع توفير الحماية لتلك الجماعة الإرهابية. فمنذ عام 2012، آوت الدوحة خالد مشعل أحد أبرز أعضاء حماس، والرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، وقامت بتمكين ودعم أجندة حركة حماس ونشاطاتها من خلال منصاتها الإعلامية عبر توفير تغطيات إخبارية وإفراد مساحات واسعة لمؤتمرات وخطب الحركة على شبكة الجزيرة المملوكة للدولة.
ويستطرد كوب بالقول: "مثلما قدمت قطر الملاذ الآمن والتمويل لحركة حماس، فقد فعلت نفس الشيء للمنظمات الأخرى المصنفة إرهابية سواء في أميركا أو في الخارج. فعلى سبيل المثال قدمت الحكومة القطرية أكثر من مليار دولار لجماعة الإخوان التي تصنف على قائمة الإرهاب من قبل العديد من الدول كالبحرين ومصر وروسيا وسوريا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويضرب الكاتب أمثلة عدة على دعم قطر للإرهاب من بينها قيام الدوحة بإيواء 20 من كبار عناصر حركة طالبان الأفغانية، وتقديم الدعم لهيئة تحرير الشام، وهي ميليشيا متشددة في سوريا، قاتلت في السابق إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية التي بايعت تنظيم القاعدة. وفي عام 2017 قامت قطر بدفع 360 مليون دولار لتحرير رهينتين احتجزتهما كتائب حزب الله - وهي منظمة إرهابية موالية لإيران طالما نصبت كمائن عدة للقوات الأميركية في العراق. وفي حين أن هذه المنظمات ليست تابعة مباشرة لحماس، كما يقول الكاتب، إلا أن هناك توجها سائدًا للدوحة يتمثل في الدعم الاستباقي للجماعات الإرهابية.
ويختتم جوردان كوب مقاله في مجلة "ذا فيدراليست" بالقول: "لقطر علاقات راسخة بالإرهاب، ومن خلال إيواء وتمويل الدوحة لعدد من الجماعات الإرهابية سيئة السمعة في العالم، أصبحت قطر، بأي تعريف منطقي، دولة راعية للإرهاب. لقد حان الوقت للولايات المتحدة وبقية العالم إدراك حجم تهديد قطر للأمن العالمي وتصنيف قطر وفقا لتلك المعطيات."