رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يحذر من الإرهاب وقوة استقطابه

الأربعاء 21/أغسطس/2019 - 01:57 م
طباعة رئيس مجلس الإمارات أميرة الشريف
 
حذر الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم، من الإرهاب وقوة استقطابه التي جعلت منه تحديا وجوديا أمام كل محبي السلام، وجعلت الديانات جميعها في قفص الاتهام؛ حيث يعتبرها البعض المسؤولة عن العنف والحروب. 
ويتشارك في المؤتمر أكثر من 100 دولة ونحو ألف شخصية عالمية رفيعة المستوى من كبار الشخصيات الدينية وممثلين لحكومات دول العالم، والأمم المتحدة والنشطاء في مجال التسامح الديني.
جاء ذلك في كلمة له بأعمال النسخة العاشرة من المؤتمر العالمي لمؤسسة "الأديان من أجل السلام" التي بدأت أمس وتستمر 4 أيام في مدينة لنداو الألمانية تحت شعار "رعاية مستقبلنا".
ودعا بن بيه قادة الديانات إلى أن يبرهنوا على فعالية أفضل وانخراط أكبر في هموم المجتمعات البشرية لإعادة الرشد وإبعاد شبح الحروب والفتن المهلكة.
وقال: "إن الحديث عن المستقبل، الذي هو شعار المؤتمر، هو في الواقع حديث بشكل أو بآخر عن الحاضر، فما نصنعه في حاضرنا هو ما يشكل مستقبلنا".
وأضاف أن مصائر الأمم متشابكة؛ فلا مستقبل لبعضنا إذا لم نهتم بمستقبل الجميع، تلك هي طبيعة العصر الذي نعيش فيه".
وحذر الشيخ عبدالله بن بيه في كلمته من فشل حضاري، يحط من قيمة الإنسان، متسائلا "ما جدوى أن يغزو الإنسان الفضاء ويبلغ أقصى الكواكب، بينما يظل عاجزا عن التفاهم مع أخيه ونظيره وجاره على هذا الكوكب؟".
ونوه بالجهود الكبيرة المبذولة في نطاق كل الديانات من أجل السلام، وفي مقدمتها ما تقوم به الإمارات وما تقدمه من نموذج للتعايش السعيد بين الديانات والأعراق.
وأشار إلى أن من بين هذه المبادرات وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إضافة إلى إعلان مراكش لحقوق الأقليات وقوافل السلام الأمريكية للعائلة الإبراهيمية، وهو ما يعبر عن ديناميكية وإيجابية ترفض الكراهية والعنف وتقدم الرواية الصحيحة للدين، رواية المحبة والتسامح.
وأكد الشيخ عبدالله بن بيه أهمية هذا المؤتمر، موجها الشكر إلى جمهورية ألمانيا على استضافته.
وكان فرانك والتر شتاينماير رئيس ألمانيا قد استقبل الشيخ عبدالله بن بيه بمناسبة المؤتمر العالمي لمؤسسة "الأديان من أجل السلام" وعبر الرئيس الألماني عن بالغ ترحيبه به، مضيفا أن حضوره هذا المؤتمر يُعَد نجاحا له.
وناقش الجانبان سبل تعزيز السلم بين الأديان في العالم ونشر الأخوة الإنسانية ومستقبل الإسلام في أوروبا، ومجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان أكد نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج بالحزب الاشتراكي الألماني، حسين خضر، أن المؤتمر العالمي لمؤسسة "الأديان من أجل السلام" والذي يعقد في ألمانيا يعد من أحد أهم المؤتمرات وذلك لأهمية أسباب انعقاده وهي محاربة التطرف الديني، موضحًا أن ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وكل هذه الحروب كان لأسباب طائفية دينية نتيجة انتشار الاضطهادات القائمة على التطرف الديني فكان لا بد من انعقاد مثل هذا المؤتمر لتجمع القادة والزعماء الدينيين من جميع دول العالم للعمل من أجل السلام.

شارك