جيش سري لأردوغان.. يضم عناصر من داعش والقاعدة والنصرة
الخميس 05/سبتمبر/2019 - 11:34 ص
طباعة
روبير الفارس
أكدت مصادر إعلامية تركية أن خليفة الأرهاب أردوغان قام بتأسيس جيش سري خاص به لارتكاب جرائم في صالحه كما أسس أيضا مجموعة تسمي مجموعة "البجع" تهدف إلي تضليل الرأي العام والقتل المعنوي، وقد وصلت قضية “مجموعة البجع” التي ثار الحديث عنها مؤخرًا إلى ساحة القضاء في تركيا، بعدما تزايدت اتهامات للقائمين عليها بتوجيه الرأي العام في البلاد، والقتل المعنوي للغير مرضي عنهم.
تقَّدم محاميان للنيابة العامة في إسطنبول ببلاغ يطالب بفتح تحقيقات حول “مجموعة البجع” (بليكان)، التي قال رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إنها استهدفته في فترة رئاسته للوزراء.
وكان داود أوغلو أعاد للأذهان كيف أنه اضطر إلى إعلان استقالته من منصبه في مايو 2016، عقب بيانٍ وجه له عديدًا من الاتهامات، بينها “العمالة لصالح ألمانيا”، نشرته مجموعة أو عصابة البجع” -على حد وصف داود أوغلو-، التي يترأسها “سرهاد ألبيراق”، شقيق وزير الخزانة والمالية “برات ألبيراق”، وهو في نفس الوقت صهر الرئيس أردوغان.
وقال المحاميان في المذكرة المقدمة إلى النيابة العامة في إسطنبول: “إن تنظيم البجع يقوم باستهداف الأشخاص من خلال طرق مشابهة لتنظيم (غلاديو) السري -منظمة أنشأها حلف الناتو بعد الحرب العالمية الثانية ضد الشيوعيين-، وزعما أن التنظيم هو السبب الرئيسي وراء خسارة حزب العدالة والتنمية لانتخابات المحليات في إسطنبول.
من جانبها أصدرت النيابة العامة، قرارًا بفتح إدارة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول، تحقيقات دون توجيه أي اتهامات لأشخاص بعينهم.
وأشار أيهان سفر أوستون، النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية إلى انتهاء عصر المشورة في آليات القرار داخل حزب العدالة والتنمية، مفيدا أن مجموعة البجع، التي تردد اسمها بنشرها بيانًا تسبب في استقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء، أصبحت صاحبة القرار في الحزب.
وأضاف أوستون أن مجموعة البجع باتت هي من تتخذ وتنفذ القرارات الاستراتيجية داخل الحزب، بدلاً من اللجان القانونية المعروفة المسندة إليها اتخاذ وتنفيذ القرارات.
وفي حديثه مع موقع Medyafaresi.com، ذكر أوستون أن مجموعة البجع التي تحاول تشريع وحماية نفسها من خلال الدفاع عن أردوغان، توغلت في حزب العدالة والتنمية كخلية سرطانية خبيثة، داعيا حزب العدالة والتنمية إلى تصفية هذا الكيان غير الشرعي أولا.
وأوضح أوستون أنه في بادئ الأمر كان هدف تشكيل المجموعة هو تنشط على حسابات التواصل الاجتماعي لحزب العدالة والتنمية، والرد على الانتقادات الموجهة للحزب الحاكم، قائلا: “في بادئ الأمر كانت مبادرة حسنة النية، غير أن هذه المجموعات بدأت تترحك لاحقا وفقًا لتوجيهات ومطالب ورغبات مؤسسيها. وبدأت المجموعات ترعى مصالح مؤسسها عوضا عن مراعاة مصالح الحزب، ورؤسائها الجدد منحوها إمكانات استثنائية”.
ورأي أوستون أن مجموعة “البجع” وجعلوا من انتخابات إسطنبول مسألة مصيرية بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية ارتكب خلال 17 يوما الخطأ الذي لم يرتكبه خلال 17 عاما، وهذا ببقائه تحت تأثير عصابة البجع وهذه الكيانات الموازية للحزب.وفي السياق ذاته اكد صحفي تركي أن الرئيس رجب طيب أردوغان أسس “جيشًا خاصًا”، من أجل خدمة أيدولوجيته وسياساته الخاصة.
وعبر قناته”Mercek” على موقع “يوتيوب” قال الكاتب التركي أركام طوفان آيتاف: إن أردوغان لا يثق في الجيش ولاجهاز الأمن الداخلي، وأضاف: “من المحتمل أن تكون هذه استعدادات لحرب داخلية. لهذا السبب تم وضع حصانة على هذه التنظيمات. سيتم استخدام (أطفال وادي الذئاب) من تنظيمات داعش والقاعدة والنصرة والجيش السوري الحر في هذا التنظيم. وهم يجهزون ويدربون عناصر ذلك الجيش في شركات الأمن الخاصة التي أسسوها”.
أضاف: “لماذا يحتاج أردوغان إلى تنظيم مسلح في ظل وجود القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي؟ ما تكوين هذه التنظيم وممن تتكون؟ ما دور روسيا في هذا التنظيم”.
وفي عام 2017 شهدت تركيا موجة كبيرة من الجدل على خلفية ظهور شركة الاستشارات الدفاعية الدولية “سادات”، مما دفع المحللين والكُتّاب إلى إطلاق العديد من المسميات بشأنها، وتنوعت مثل “بلاك ووتر تركيا” و”ميليشيات أردوغان” و”الحرس الثوري التركي” و”الجيش السري لأردوغان”.
ومن المثير أنه تكم تعين الجنرال المتقاعد عدنان تانري فيردي، مؤسس شركة “سادات”، بوظيفة كبير المستشارين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 16 أغسطس 2016، بالتزامن مع بدء عملية “درع الفرات” العسكرية في سوريا وبعد نحو شهر من الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته تركيا في عام 2016.
ودفع ذلك العديد من الكتاب والمحللين في تركيا إلى تفسير هذا الأمر على أنه إشارة صريحة حول نيّة أردوغان إعادة هيكلة الجيش التركي والأجهزة الأمنية وفق رؤى أردوغان وخطط العدالة والتنمية.
يرى الكاتب والباحث التركي بوراق بكديل في دراسته بمعهد “جيت ستون” للدراسات السياسية الدولية الأمريكي، أن “جنون الشك ” يقود أردوغان إلى الهاوية والحرب الأهلية، وأن تعيينه تانري فيردي كبيراً لمستشاريه رغم كل اللغط الذي يحيط به، يعد دليلاً على استعداده لخوض حرب شاملة داخل تركيا ضد أي عدو يواجهه.