الاختفاء القسري كذب الإخوان ولو صدقوا
الأحد 15/سبتمبر/2019 - 12:31 م
طباعة
هند الضوي
منذ وقت طويل وتقوم جماعة الإخوان الإرهابية بنشر الأكاذيب والشائعات على الدولة المصرية خصوصا بعد عزل الجماعة ورئيسها في يوليو 2013، وزادت أكاذيب الجماعة وشائعاتها خلال الشهور القليلة الماضية وتم تركيز شائعاتها حول الأكذوبة الكبرى "الاختفاء القسري في مصر"، ورغم أنه تم الكشف عن عدد كبير من الحالات التي ادعت الجماعة اختفائها قسريا، من خلال انضمام هذه الحالات إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، أو الهروب لخارج البلاد مثل سوريا أو العراق أو ليبيا، إلا أن جماعة الإخوان تردد نفس الأكاذيب.
فبعد أن تقوم الجماعة بجذب الشباب وإقناعهم بالقيام بالعمليات الإرهابية يختفى الشاب من بيته ويتم نشر شائعة بأن الداخلية قامت باختطافه وإخفاءه قسريا وتذهب أسرته لتحرير المحاضر ويقدموا مذكرة للنيابة العامة ويستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الشائعة جيدا، وعندما تتم العملية الإرهابية أو يتم تصفية مجموعة من الإرهابيين ويكون من بينهم من ادعوا سابقاً أنهم تم إخفاءهم قسريا يبدأ الفصل الثاني من المسرحية بأن الداخلية هي من قامت بقتله وهو محبوس وتم وضع جثته في مكان الحادث .
و يشن تنظيم الإخوان الإرهابي حملة دعائية ضخمة بتمويل من التنظيم الدولي لاستغلال عدد من منظمات المجتمع المدني، سواء الدولية أو المحلية، والترويج بوجود حالات اختفاء قسري في مصر من أجل تشكيل ضغط على الحكومة المصرية، وغل يدها عن إحباط المخططات الإرهابية للجماعة من جانب، وملاحقة عناصرها المتورطة في الأعمال الإرهابية من جانب آخر.
كما يقوم التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية بعمليات لتسهيل سفر الشباب المنتمي إليها لخارج البلاد بطريقة غير شرعية للانضمام إلى التنظيمات المسلحة في سوريا عبر تركيا أو إلى ليبيا عبر السودان للاستفادة من العائد المادي في تسفيرهم والإبلاغ لاحقا عن اختفائهم واعتقالهم تعسفيًا من قبل الأجهزة الأمنية لتشويه صورة وزارة الداخلية، من خلال الاستعانة بعدد من منظمات حقوق الإنسان الممولة من الخارج لنشر بيانات كاذبة عن اختطافهم.
وللتدليل على كذب وافتراء الجماعة الإرهابية نذكرها بالضجة الكبيرة التي أحدثتها بشأن البراء نجل القيادي الإخواني حسن الجمل، المبلغ باختفائه قسريًا، وكان نجل القيادي الإخواني أفرج عنه في 23 يناير 2016 من سجن وادى النطرون، عقب قضائه سنتين فترة محبسه، في قضية التظاهر بغير ترخيص والانضمام لجماعة محظورة عقب القبض عليه في 13 يناير 2014 بالمنصورة، كما قبض عليه في 2013 إبان ثورة 30 يونيو على ذمة قضية تظاهر، وقضى 3 أشهر في الحبس، ثم أخلت المحكمة سبيله.
و سافر البراء إلى السودان ومنها إلى تركيا بطريقة غير مشروعة، ولم يمر على المنافذ والمطارات المصرية، بعدها دخل سوريا، قبل أن تتقدم أسرته ببلاغ تفيد فيه باختفائه في شهر يونيو 2016 بعد تغيبه عن المرور الدوري بالقسم التابع له وهى الإجراءات الروتينية للمفرج عنهم الموضوعين تحت المراقبة .
وظهر البراء بعد ذلك في سوريا وأعلنت جبهة النصرة الإرهابية مقتله بسوريا الذى كان أنضم إلى صفوفها .
ومثال آخر، هو امام مرعي مفجر مديرية أمن الدقهلية في مساء 24 ديسمبر 2013 بعد أشهر قليلة من عزل الرئيس الأسبق مرسي ومع انطلاق عمليات الإرهاب المنظم بعد فض اعتصام رابعة حيث استيقظت مدينة المنصورة على انفجار مروع استهدف بسيارة مفخخة مديرية أمن الدقهلية استشهد فيه 16 من قيادات وافراد الشرطة واصيب 150 أخرون، وبعد الحادث بأيام ظهرت نتيجة تحليل الحمض النووي لأشلاء الانتحاري الذي كان في السيارة المفخخة وأعلنت الداخلية حينها أنه يسمى إمام مرعي امام محفوظ، حينها انطلقت حملة الكترونية على المواقع الحقوقية ومواقع وحسابات جماعة الإخوان منددين بهذا الإعلان مدّعين أن إمام مرعي مختفي من شهر اكتوبر قسريا وأن احد الضباط هدده بالاعتقال ان لم يبلغ عن أسماء المنظمين لمظاهرات الإخوان فرفض الإبلاغ عن زملاءه فتم اعتقاله رغم أنه معاق في يده على حسب زعم المصادر الحقوقية والإخوانية .. واستمرت هذه الادعاءات حتى أصدر تنظيم أنصار بيت المقدس (الذي بايع داعش فيما بعد وتحول لولاية سيناء) في يناير 2014 إصدار يسمى (غزوة الثأر لمسلمي مصر) ردا على فض اعتصام رابعة بتفجير مديرية أمن الدقهلية وكانت المفاجأة أن إمام مرعي _ رب الأسرة، المعاق، المختفي قسريا _ ظهر في الفيديو يتلو وصيته قبل أن ينطلق بسيارة مفخخة لتفجير مديرية أمن الدقهلية
ولم يعد خفيا للجميع سواء داخل مصر وخارجها، أن الإعلام الاخوانى التابع للجماعة الإرهابية هو من أوجد مصطلح الاختفاء القسري، وروجوه في مراكز الأبحاث الغربية والعالمية لنقل الأمر كأنهم واقع في مصر، خاصة أن "صناعة المظلومية" من الأساسيات التي تعتمد عليها هذه القنوات الإخوانية.
وفى هذا الإطار قال هيثم شرابي ، الناشط الحقوقي، إن جماعة الإخوان دائما ما تستغل من خلال مراكزها الحقوقية والجمعيات التابعة لها في الخارج، مثل بث الأكاذيب المتعلقة بالاختفاء القسري وغيرها من الأرقام الوهمية التي تذكر في قنواتها وفى التقارير التي يتم بثها عبر تقارير المراكز الحقوقية، وهى فى الأصل أرقام لا أساس ووجود لها ، فكل الأرقام التي تذيعها قنوات الإخوان عن المختفين قسريا ما هي إلا أكذوبة كبرى يتم استغلالها فى أوقات كثيرة.
وأضاف الناشط الحقوقي، في تصريح له، أن المتابع لما تروجه قنوات الإرهاب، يجد ذلك لأن كل قناة منهم تروج أرقام خيالية ووهمية، ومن قبل أعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان والمؤسسات الرسمية، أنه لا وجود لأى اختفاء قسري فى مصر، وما يتم ترويجه ما هو إلا معلومات نابعة من مراكز حقوقية تابعة للإخوان الإرهابية، وتحصل على تمويلات من التنظيم الدولي لخدمة الجماعة، واستغلال قضايا حقوق الإنسان خارجيا لتشويه سمعة الدولة المصرية.
ولا شك أن لجوء جماعة الإخوان الإرهابية إلى حيلة الترويج لوجود اختفاء قسري، لعلمهم أن مصر من ضمن الدول الموقعة على اتفاقية منع الاختفاء القسري في محاولة منهم لتشكيل نوع من الضغط على الحكومة، وإلهائها عن مواصلة التصدي لإرهابهم، ومنع اتخاذ إجراءات حاسمة رغبة منهم في مواصلة مخططاتهم الهدامة فلجؤوا خلال الفترة الماضية إلى حملة دعائية ضخمة على المستوى الدولي، والمحلي بتمويل، ومساعدة من التنظيم الدولي للإخوان.
حيث إنهم أنفقوا مبالغ باهظة لتكريس الادعاءات بوجود انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في مصر، وعدم التزام الدولة بالقانون، ثم تصاعد الأمر إلى ترديد ادعاءات بوجود حالات اختفاء قسري متعددة في محاولة لصنع حالة من التعتيم على الجرائم الإرهابية