أعلنت المملكة العربية السعودية، أن الهجوم على منشأتي نفط "أرامكو" الذي وقع في 14 سبتمبر الجاري، لم يكن مصدره جماعة الحوثي باليمن، كما زعمت، ولكنه جاء من الشمال بدعم من إيران، فيما قررت الولايات المتحدة الأمريكية تصعيد العقوبات ضد طهران على خلفية هذا الهجوم.

وقال العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية :إن المملكة تؤكد قدرتها على الدفاع عن أراضيها، وإن الحكومة لديها أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها.

وأضاف أنه لدى السعودية أدلة على أن الهجوم لم ينطلق من اليمن كما "زعمت أذرع إيران"ــــــ في إشارة إلى ميليشيات الحوثي ـــــ، مضيفًا أن المعمل المستهدف خارج نطاق الطائرات المسيرة من مناطق ميليشيات الحوثي، التي ادعت مسؤوليتها عن الهجوم.

واعتبر «المالكي»، أن "هجوم أرامكو لم يستهدف السعودية فقط بل أيضًا المجتمع الدولي وأمن الطاقة، وأنه على المجتمع الدولي للتعامل مع ممارسات إيران الخبيثة في المنطقة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أن طائرات مسيرة إيرانية الصنع (درون) من طراز "دلتا-ونج" شاركت في الهجوم على "أرامكو"، وعرض خلال مؤتمر صحفي في الرياض مقطعًا يظهر أن تلك الطائرات كانت تحلق من الشمال للجنوب.

تورط إيران

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية أنه تم استخدام صواريخ "كروز" دقيقة من طراز (ياعلي) في الهجوم على معملي أرامكو، وأن الطائرات المسيرة التي هاجمت المنشأتين استخدمت نظام تموضع متقدم.

وتتكشف العلاقة بين إيران والهجوم على أرامكو، في أن الحرس الثوري الإيراني سبق وأعلن فبراير الماضي امتلاكه طرازًا متقدمًا من تلك الصواريخ.

وعرض «المالكي» صورًا للصواريخ التي تم فحصها، وتشير المعلومات إلى مصدره الإيراني، مشيرًا إلى أنه تم استخدام 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز للهجوم على المنشأتين في السعودية، وأن 3 صواريخ لم تصب أهدافها في الهجوم.

وأكد المتحدث أنه التحقيق سيتواصل في الهجوم على «أرامكو» عبر القنوات الدولية المعتمدة، منوها بالقول: "نفخر بقدرة دفاعاتنا الجوية التي صدت أكثر من 200 صاروخ باليستي".

خبراء: إيران متورطة

يقول الخبير العسكري، اللواء محمد القبيان، فى مداخلة مع قناة "الغد العربي" إن دلائل تورط إيران ظهرت بوضوح في الهجوم على المنشآت النفطية، موضحًا أن وزيري الخارجية والطاقة الأمريكيين أكدا أن إيران تقف وراء التفجير الإرهاب، مشيرًا إلى أنه لم يقبل ادعاء ميليشيا الحوثي بأنها من نفذت الحادث.

فيما قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، إن جريمة العدوان الإيراني شملت 3 أركان أساسية وفقًا للقانون الدولي، موضحًا في تصريحات لتليفزيون "سكاي نيوز عربية" أن الأركان الثلاثة لجريمة العدوان الإيراني، وفقًا للقانون الدولي، تمثلت في مدى الهجوم العسكري، وجسامته، وهي كبيرة بحسب خبراء النفط، والثالثة هي طبيعة الهجوم.

وأضاف: "أحسنت المملكة العربية السعودية بعرضها دلائل لا تقبل الشك، ستوثق من قبل الخبراء الدوليين، وستؤكد أن الدولة التي اعتادت على شن الهجمات الإرهابية منذ مايو الماضي، هي من قامت بالهجمات الأخيرة". 

أمريكا تصعد عقوبات إيران

وكرد فعل على تكشف علاقة طهران بالهجوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تشديد "كبير" للعقوبات المفروضة على إيران.

وكتب ترامب على "تويتر": «لقد أمرت للتو وزير الخزانة (ستيفن منوتشين) بتشديد العقوبات ضد الدولة الإيرانية!»، دون مزيد من التفاصيل.

وتضاف هذه العقوبات، التي لم تصدر تفاصيل عن طبيعتها بعد، إلى تدابير عقابية غير مسبوقة فرضتها واشنطن على طهران منذ أن انسحبت إدارة "ترامب" من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني المبرم في مايو 2018، والذي يعتبره "ترامب" غير كافٍ لمنع طهران من حيازة قنبلة نووية وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

ورأى "ترامب" أن طهران هي المشتبه به الأساسي في هجمات "أرامكو"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "جاهزة للرد" ومشيرًا إلى خيارات "عديدة" بهذا الصدد.

ولا تستبعد الإدارة الأمريكية القيام بردود عسكرية، بعد تنديدها بما اعتبرته "هجومًا غير مسبوق" ضدّ إمدادات النفط العالمية.