ببيان تعبوي.. الشباب الإرهابية تؤلب الصوماليين ضد كينيا والهدف تجنيدهم لاحقًا
الأحد 22/سبتمبر/2019 - 10:03 ص
طباعة
أحمد عادل
في إطار التهديد الواضح والصريح، تحدت ما تسمى حركة شباب المجاهدين الإرهابية، الدولة الكينية، في ظلِّ النزاع الحدودي القائم بين كينيا والصومال؛ حيث بثت تسجيلًا صوتيًّا لشخص يُدعى أحمد ديري أبو عبيدة الذي عرف نفسه بأنه أمير الحركة المسلحة، الخميس 19 سبتمبر 2019، قال فيه: إن حركته ترفض قرارات محكمة العدل الدولية بشأن النزاع في الحدود البحرية بين الصومال وكينيا.
كينيا الصومال.. علاقة متوترة
أزمة دبلوماسية جديدة هي الأولى من نوعها على صعيد العلاقات بين نيروبي ومقديشو؛ بسبب النزاع الحدودي البحري بينهما؛ لتظهر الخلافات بين البلدين جلية على الساحة السياسية الدولية؛ حيث استدعت كينيا سفيرها لدى الصومال، لوكاس تومبو في فبراير 2019، وطالبت سفير الصومال لدى كينيا محمد نور ترسن، بمغادرة البلاد دون تحديد مهلة زمنية لعودته مرة أخرى؛ بسبب الخلافات سابقة الذكر.
وتعتبر كينيا، المنطقة المتنازع عليها جزءًا من الإقليم البحري الكيني، على النحو الذي حدده الرئيس الكيني الأسبق دانييل أراب موي من جانب واحد عام 1979، وفي عام 2009 حاولت كينيا إكساب موقفها الشرعية الكاملة حين وقعت الحكومة الكينية مذكرة تفاهم مع الحكومة الصومالية الانتقالية بغرض تمديد الجرف القاري الكيني، إلا أن البرلمان الصومالي المؤقت آنذاك ألغى الاتفاقية في جلسته المنعقدة عام 2011، مؤكدًا عدم أحقية مؤسسات الحكم الانتقالي بإعادة النظر في ترسيم الحدود البرية والبحرية للبلاد.
التدويل واللجوء للمحكمة
وعلى جانب آخر، بادر الصومال بتدويل القضية باللجوء لمحكمة العدل الدولية، فيما تطمح الحكومة الكينية للتوصل لحل سياسي، أو هو ما أعلنت عنه مرارًا على لسان سايروس أوجونا المتحدث باسم الحكومة الكينية، والذي أكد أن الحوار يظل الوسيلة المثلى لحل النزاع بين كينيا والصومال، مجددًا التزام بلاده بالمسار السلمي حتى الآن.
ومع بداية عام 2019 دخل النزاع على الحدود البحرية بين الصومال وكينيا إطارًا جديدًا، اكتسب فيه المزيد من التعقيد، فخلال مؤتمر لندن الاقتصادي الذي عقد في 7 فبراير الماضي قامت الحكومة الصومالية بطرح عطاءات للتنقيب عن النفط والغاز في 50 حقلًا بحريًّا، تضمنت الحقوق الواقعة في المنطقة المتنازع عليها مع كينيا، الأمر الذي اعتبرته الخارجية الكينية استيلاء غير مسبوق وغير قانوني على موارد كينيا، مؤكدة أن كينيا مستعدة للدفاع عن مواردها بأي ثمن.
وأبدت محكمة العدل الدولية، جديتها في التعامل مع القضية رأت العديد من الأطراف الدولية ذات الاهتمام بمنطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، ضرورة التوسط للعودة لمسار الحلول السياسية مرة أخرى، ففي 27 يونيو 2019 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تدخلها كوسيط لحل الأزمة، الناجمة عن النزاع على الحدود البحرية بين الصومال وكينيا.
بيان تعبوي.. والتجنيد هو الهدف
ومن جانبه، يرى محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، أن بيان ما تسمى حركة الشباب الإرهابية هو بيان تعبوي؛ حيث تأمل الحركة الموالية لتنظيم القاعدة، في اللعب على الشباب وحشدهم وإثارتهم على الجانب الكيني؛ حتى يتم التحاقهم فيما بعد ضمن صفوف حركة شباب المجاهدين.
وأكد عز الدين في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الحركة الإرهابية تعاني في الفترة الحالية من قلة عدد عناصرها الإرهابية، وذلك لهجرة شباب الصومال وكينيا من الحرب والأحداث الجارية في البلاد.