«العثماني - بنكيران».. صراع الأجنحة يضرب «العدالة والتنمية» بالمغرب

الأحد 22/سبتمبر/2019 - 10:05 ص
طباعة «العثماني - بنكيران».. أسماء البتاكوشي
 
بوادر جديدة لصراع أجنحة داخل حزب العدالة والتنمية المغربي، امتداد جماعة الإخوان في المملكة، بعد إسناد رئاسة مؤسسة عبدالكريم الخطيب للفكر والدراسات، إلى الأمين العام الحالي للحزب سعد الدين العثماني، وإقصاء التيار المحسوب على الزعيم السابق عبد الإله بنكيران.

وشهدت نهاية الأسبوع المنصرم، إطلاق مؤسسة جديدة تابعة لحزب العدالة والتنمية، تحمل اسم «مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات»؛ إذ تم انتخاب سعد الدين العثماني، رئيسًا لها، إضافةً إلى اختيار قياديين آخرين ووزراء محسوبين على تيار القيادة الحالية أعضاء فيها.



وبذلك تم إقصاء الموالين للزعيم السابق عبد الإله بنكيران، الذي قاطع أعمال الاجتماع العام التأسيسي للمؤسسة، بعدما علم أنه ليس ضمن مجلس قيادتها.



ووفق وسائل إعلام مغربية فإن مقاطعة «بنكيران» للاجتماع التأسيسي كان؛ لإخباره المتأخر بالاجتماع من طرف العثماني، ولفتت وسائل الإعلام إلى أن إقصاء بنكيران وداعميه؛ أدى إلى حالة من الانشقاق داخل الحزب؛ الذي عبروا عن غضبهم؛ مما وصفوه باقتسام تركة مناصب المؤسسة بين القياديين والوزراء وإقصاء أعضاء آخرين، فيما ذهب البعض إلى وصف الأمر بـ«المهزلة والمسرحية العبثية».



وقال أعضاء من الحزب إنهم تفاجأوا بدعوتهم كأعضاء مؤسسين للمؤسسة، لكنهم لم يعلموا بحضور أي اجتماع تأسيسي وليس بحوزتهم أي وثيقة حول المؤسسة، قبل أن يكتشفوا أن الدعوة كانت لتأثيث المشهد فقط.



وسارع عدد من الأعضاء إلى الانسحاب من أعمال الاجتماع العام التأسيسي بعد اكتشافهم أن المناصب تم توزيعها بشكل مسبق بين المحسوبين على القيادة الحالية؛ ما أثار استغرابهم من إسناد بعض مهام المؤسسة لوزراء ليس لديهم الوقت الكافي لتخصيصه لتحقيق أهداف المؤسسة.

«العثماني».. «بنكيران» صراع لا ينتهي

وتعيد أفعال رئيس الحكومة الصراع داخل الحزب مرة أخرى؛ إذ شهد الحزب خلال الشهور الماضية عددًا من الخلافات القوية بين قياداته، والتي من آخرها تصويت أعضاء الحزب على قانون فرنسة التعليم.



وفي سابقة من نوعها، فتح عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد، الذي شغل منصب رئيس الحكومة في الفترة من عام 2012 إلى 2016، النار في وجه العثماني، معلنًا في فيديو له أنه يفكر في مغادرة الحزب، بعد وقوع ما أسماه بـ«الفضيحة»، التي ارتكبها فريق سعد الدين العثماني بمجلس النواب، مشيرًا إلى أنه لا يشرفه الانتماء إلى حزب صوتت أمانته العامة على إسقاط العربية من تدريس العلوم، وتعويضها بالفرنسية، رغم أنه حزب يحمل مرجعية إسلامية، وفق تعبيره.



واستغل بنكيران الملتقى الوطني، وشرع في مهاجمة رئيس الحكومة، بعد أن تمكن الأخير من الانتصار عليه أثناء التصويت على مشروع قانون الإطار المتعلق بـ«فرنسة التعليم»، قائلًا: إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني أقرب إليّ منطقًا وقلبًا من العثماني.



وفيما يتعلق بتعيين العثماني رئيسًا للحكومة من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس قال بنكيران: رغم أن الأزمي قريب إليّ قلبًا وقالبًا من العثماني، لكنني لم أقل كلمة واحدة، وكنت أميل إلى أن تبقى رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب مجتمعة، لكن عندما تمس المبادئ لا أستطيع السكوت. 



مرحلة اقتسام الغنائم

يقول الباحث المغربي، منتصر حمادة إنه على غرار باقي الأحزاب السياسية، يمر العدالة والتنمية بمرحلة اقتسام الغنائم، مبينًا أن التناقضات الداخلية التي يعيشها الحزب وحالة التيه السياسي، وإفلاس المصداقية الشعبية والرصيد الانتخابي له، عوامل تؤكد اقتراب نهايته، خاصة مع حالة  الصراع بين العثماني وبنكيران.



وتابع في تصريحات لـ«لمرجع»، قائلا: إن الصراعات التنظيمية، بين تيارين اثنين، تيار محسوب على الأمين العام السابق بنكيران، والمعروف بخطابه الإسلاموي الشعبوي، والذي أساء كثيرًا إلى مؤسسة رئاسة الحكومة، وتيار محسوب على العثماني؛ أفرز صراعات على الظفر بمناصب عدة متعلقة بالحزب.



ولفت الباحث المغربي إلى أن اعتراض بنكيران في الوقت الحالي يندرج في إطار الصراع بينه والعثماني من جهة، وبينه ومصطفى الرميد القيادي البارز في الحزب وزير الدولة المغربي من جهة ثانية، موضحًا  أن هذا الصراع هو صراع الأقطاب في الداخل، ويشمل جزءًا كبيرًا من السياسيين بحزب العدالة والتنمية.

شارك