بعد سقوطه في «الباغوز».. هل يعود داعش إلى العراق عبر الخلايا النائمة؟

الأحد 22/سبتمبر/2019 - 10:12 ص
طباعة بعد سقوطه في «الباغوز».. محمود محمدي
 
واصل تنظيم داعش الإرهابي استعراض حجم عملياته التخريبية في العراق؛ ما يشير إلى أن سقوطه في «الباغوز» -آخر معاقل التنظيم في سوريا- لم يكتب نهاية التنظيم المتطرف بشكل نهائي.

ويسعى «داعش» إلى العودة للوجاهة مرة أخرى، خاصة أن نفوذه وأيديولوجيته ما زالت قائمة، وتهديده ما زال مستمرًا، لا سيّما أنّ التنظيم يمتلك الوسائل ليُصبح لاعبًا رئيسيًّا مرة أخرى في الهجمات الإرهابية الدامية التي تستهدف دول التحالف الدولي الذي يتصدّى لإرهاب داعش، بحسب إحصاءات لمرصد الأزهر للفتاوى.

وأشار التقرير إلى أن التنظيم يسعى جاهدًا إلى إعادة تشكيل صفوفه عبر تنشيط خلاياه النائمة داخل العراق وسوريا، وكذلك خلاياه النائمة داخل الدول الأوروبية، إضافة إلى أنّ التنظيم لا يزال يمتلك ثروة تقدر بنحو (50 – 300 مليون) دولار، وهذا مبلغ بلا شك يكفي لتنشيط الآلة الدعائية والإعلامية الخاصة به، ويكفي أيضًا لتكثيف العمليات الخارجية التي سيستهدف بها العديد من دول العالم.

وأظهرت الإحصاءات أن هجمات داعش في العراق بلغت الضعف مقارنة بغيرها من الدول، في حين أشارت بيانات صادرة عن الذراع الإعلامي للتنظيم إلى أنه نفذ 73 هجومًا في العراق خلال أسبوع، وجاءت سوريا بفارق كبير في عدد الهجمات عند 43 هجومًا.

ويأتي تصاعد عمليات التنظيم الإرهابي في العراق مخالفًا للمنطق وفق محللين، فهناك عدة دول أخرى كانت مرشحة لتكون الملاذ للتنظيم بعد القضاء عليه في العراق، وتراجع نفوذه في سوريا، بسبب عدم استقرار تلك الدول مثل المناطق النائية في أفغانستان وباكستان والصومال.

هل يعود «داعش» بعد انتكاسته؟
على صعيد متصل، حذر تقرير للأمم المتحدة، من أنّ خطر الجماعات المتطرفة لا يزال متصاعدًا، كاشفًا عن صورة مفزعة حول الحركة العالمية للجماعات المتطرفة، لا سيما التي تُمثل تهديدًا كبيرًا على الرغم من انتكاستها التي شهدتها في الآونة الأخيرة.

وأوضح التقرير القائم على المعلومات المُقدمة من قِبل أجهزة مخابرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أنه رغم أنّ دولة الخلافة المزعومة لم يعد لها وجود على أرض الواقع، إلا أنّ العديد من العوامل التي أفرزت تلك الدولة المزعومة، والتي أدّت إلى ظهورها لا تزال قائمة.

وأوضح التقرير الذي يُقدم نظرة عامة عن التفكير الجماعي لأجهزة الأمن في جميع أنحاء العالم، أن نحو ما يقرب من 30 ألف أجنبيّ قد انضموا لصفوف داعش بغرض القتال، من بينهم 6 آلاف أوروبيّ، ويحتجز الأكراد منهم نحو 14.500 أجنبيّ، والنصف الآخر حُر، وربما لا يزال الكثير منهم على قيد الحياة؛ لأنّ غالبيتهم لم يتم التحقق رسميًّا من موتهم.

وأشار التقرير إلى أن توجهات العناصر الحرة المستقبلية ستُشكل مصدر قلق دولي في المستقبل القريب، مضيفًا أنه قد ينضم البعض منهم إلى تنظيم «القاعدة» أو غيرها من الجماعات الإرهابية التي قد تظهر، والبعض الآخر سيصبح قادة أو متطرفين شديدي الخطورة.

وحذرت الأمم المتحدة من أنّ الهدنة الحالية للعنف الإرهابي الدولي المتمثلة في التوقف المؤقت قد تزول قريبًا، عبر موجة جديدة من الهجمات المحتملة التي تضرب العالم نهاية هذا العام.

شارك