مؤشرات العودة بالعراق تتزايد.. «داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير «كربلاء»
الأحد 22/سبتمبر/2019 - 01:26 م
طباعة
معاذ محمد
أعلن تنظيم داعش، السبت 21 سبتمبر 2019، مسؤوليته عن التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 12 شخصًا، قرب مدينة كربلاء العراقية، وفق ما ذكرت وكالة «فرانس برس».
ووقع الهجوم الذي تبناه «داعش» عند مدينة كربلاء جنوب بغداد، الجمعة 20 سبتمبر 2019، وتم بتفجير عبوة ناسفة في حافلة صغيرة أثناء مرورها عبر نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب المدينة في اتجاه بلدة الحلة.
وكانت عبوة ناسفة استهدفت حافلة ركاب صغيرة عند المدخل الشمالي لمحافظة كربلاء، الجمعة 20 سبتمبر 2019، وقالت مديرية الصحة بالمحافظة إن التفجير أسفر عن استشهاد 12 مواطناً وجرح 5 آخرين.
وعززت قوات الأمن العراقية، السبت 21 سبتمبر 2019، وجودها حول كربلاء، وجرى تشديد الإجراءات الأمنية على الطرق المؤدية إلى المحافظة، وإضافة نقاط لتفتيش السيارات.
وكان رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أعلن السبت 21 سبتمبر، أن قوات الأمن اعتقلت رجلًا يشتبه في تنفيذه للتفجير.
عودة «داعش» مجددًا
منذ إعلان العراق عن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في أرضه عسكريًّا، أواخر عام 2017، هدأت سطوة العمليات الإجرامية التي كان ينفذها بها التنظيم، غير أن هناك العديد من العمليات المحدودة التي تقع في مناطق متفرقة ببغداد، كـ«قتل عسكريين، وتفجير عبوة ناسفة، وتفخيخ الأبقار».
العمليات المحدودة التي وقعت في العراق خلال الفترات الماضية، يٌعتقد أنها من تنفيذ خلايا «داعش» النائمة في أنحاء متفرقة من البلاد، بحسب المصادر الأمنية، إلا أن التنظيم لم يكن يعلن مسؤوليته عنها.
السبت 21 سبتمبر 2019 أعلن «داعش» مسؤوليته عن الاعتداء الذي أدى لمقتل 12 شخصًا، قرب مدينة كربلاء العراقية، وهذه المرة تُعد الأولى منذ أكثر من 4 أشهر، التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته بشكل واضح عن الاعتداءات أو التفجيرات في العراق.
وكانت المرة الأخيرة، التي تبنى تنظيم داعش الإرهابي، المسؤولية عن الأحداث الدامية في العراق، في 10 مايو 2019، عندما أعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف سوق «جميلة» التجاري، شرقي بغداد.
مؤشرات العودة تتزايد
يأتي هذه في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير كثيرة عن عودة تنظيم داعش مجددًا في العراق، فبحسب إحصاءات لمرصد الأزهر للفتاوى، فإن التنظيم يسعى إلى العودة للواجهة مرة أخرى، خصوصًا أن نفوذه وأيديولوجيته ما زالت قائمة، وتهديده مازال مستمرًا، لاسيّما أنّه يمتلك الوسائل ليُصبح لاعبًا رئيسيًّا مرة أخرى في الهجمات الإرهابية الدامية، التي تستهدف دول التحالف الدولي الذي يتصدّى له.
وأشار تقرير مرصد الأزهر، إلى أن التنظيم يسعى جاهدًا إلى إعادة تشكيل صفوفه عبر تنشيط خلاياه النائمة داخل العراق وسوريا، وأن الإحصاءات أظهرت أن هجماته في بغداد بلغت الضعف مقارنة بغيرها من الدول، في حين أشارت بيانات صادرة عن الذراع الإعلامي للتنظيم إلى أنه نفذ 73 هجومًا بالبلاد ذاتها خلال أسبوع.
كما حذر تقرير للأمم المتحدة، من أنّ خطر الجماعات المتطرفة لايزال متصاعدًا، كاشفًا عن صورة مفزعة حول الحركة العالمية للجماعات المتطرفة، لا سيما التي تُمثل تهديدًا كبيرًا على الرغم من انتكاستها التي شهدتها في الآونة الأخيرة.
وأوضح التقرير القائم على المعلومات المُقدمة من قِبل أجهزة مخابرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أنه رغم أنّ دولة الخلافة المزعومة لم يعد لها وجود على أرض الواقع، فإنّ العديد من العوامل التي أفرزت تلك الدولة المزعومة، والتي أدّت إلى ظهورها لا تزال قائمة.
وأشار التقرير، إلى أن نحو ما يقرب من 30 ألف أجنبيّ قد انضموا لصفوف داعش بغرض القتال، من بينهم 6 آلاف أوروبيّ، ويحتجز الأكراد منهم نحو 14.500 أجنبيّ، والنصف الآخر حُر، وربما لا يزال الكثير منهم على قيد الحياة؛ لأنّ غالبيتهم لم يتم التحقق رسميًّا من موتهم.
وفي مطلع الشهر الجاري، قال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش: إن خلايا التنظيم بدأت مجددًا في إعادة تنظيم صفوفها، وشنت عمليات في عدد من المناطق العراقية.
وأكد «كاميرا» خلال لقائه مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، في أربيل، أن تلك الخلايا لاتزال تمثل خطرًا جديًّا في هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية؛ لمواجهة خطر تنظيم داعش.
من جهته، شدد مسرور بارزاني، على أن العوامل التي أدت إلى ظهور داعش ما زالت قائمة، مؤكدًا أن التنظيم بدأ بتنفيذ نشاطات إرهابية في عدد من المناطق؛ ما يشكل تهديدًا جديًّا لسكانها.
وفي 7 أغسطس 2019، أشار مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية، في تقرير صادر عن «البنتاجون»، إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي عزز قدراته في العراق خلال الربع الحالي من العام الجاري، برغم خسارته على المستوى الإقليمي.
وحذر تقرير أمريكي، أعده «معهد دراسة الحرب» في 2 يوليو 2019، من عودة تنظيم «داعش» مجدداً بشكل أشد خطورة في سوريا والعراق، رغم خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها هناك، مؤكدًا أن التنظيم لا يزال يقود نحو 30 ألف مسلح في البلدين، أي ما يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل ومدن أخرى في بغداد، وكذلك شرق البلد المجاورة في ثلاث سنوات فقط.