رغم تزايد عمليات طالبان الارهابية.. مساع روسية للسلام في أفغانستان

الأحد 22/سبتمبر/2019 - 01:33 م
طباعة رغم تزايد عمليات حسام الحداد
 
ذكر مسؤولو أمن أن انفجارا وقع بإقليم باروان شمال أفغانستان، مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين بعد ظهر أمس السبت، طبقا لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء اليوم الأحد.
وقال نصرت رحيمي، أحد المتحدثين باسم وزارة الداخلية إن عبوة ناسفة انفجرت حوالي الساعة الرابعة و20 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي أمس السبت في قرية "شاه ماست كالاندار".
وأضاف رحيمي أن الانفجار أسفر عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين على الأقل.
وألقى رحيمي باللوم على حركة طالبان في زرع العبوة الناسفة، لكن مسلحي طالبان لم يعلقوا على الحادث حتى الآن.
وكثيرا ما تستخدم طالبان العبوات الناسفة لاستهداف قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين.
لكن معظم تلك الهجمات تسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.
فيما نجحت قوات الأمن الأفغانية في تفس الوقت، في تصفية 11 مسلحًا من حركة طالبان خلال عملية في إقليم لوجار الواقع وسط البلاد.
وذكرت وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية، نقلا عن مسؤولين بالجيش، أن القوات الخاصة نفذت العملية في منطقة بل علم، ودمرت كذلك مستودع أسلحة تابعة للحركة.
وتدهور الوضع الأمني في لوجار خلال الشهور الأخيرة. وينشط مسلحو طالبان في عدد من ضواحيه حيث يقومون بأنشطة إرهابية.
وتنفذ قوات الأمن الأفغانية عمليات لمكافحة الإرهاب ضد الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في الإقليم.
وتشن القوات الأمريكية ضربات جوية بصورة منتظمة على مناطق نائية في الإقليم بهدف دحر طالبان والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وفي ظل هذه الأوضاع الملتهبة بين الجانبين هناك مساعي عديدة لمحاولات التهدئة وهذه المرة تأتي من روسيا حيث أعلن المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف في وقت سابق أن بلاده تتوقع عقد جولة جديدة من المشاورات حول أفغانستان في وقت لاحق من الشهر الجاري مع كل من الصين والولايات المتحدة وباكستان، وتأمل روسيا في مساعدة الولايات المتحدة، وحركة "طالبان" في التغلب على هذا المأزق، في أعقاب قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإلغاء المحادثات في "كامب ديفيد" مع "طالبان" والحكومة الأفغانية مؤخراً، التي كانت تبدو في طريقها إلى التوصل لاتفاق.
وأكد كابولوف أن "موسكو تشدد على ضرورة مواصلة الحوار، في حين أكدت طالبان جاهزيتها لاستعادة مكانها على طاولة المفاوضات".
وأضاف: "إلى جانب ذلك، فإننا نعول على إجراء مشاورات مع شركائنا الأمريكيين في المستقبل القريب، ونحثهم على العودة إلى الحوار".
وتابع قائلاً "نحن أيضًا على اتصال مع شركاء من دول أخرى (لم يسمها) حول التسوية الأفغانية، ومناقشة توقف الحوار بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".
وقال كابولوف، إن "موسكو واثقة من أنه لا يوجد بديل للمسارين السياسي والدبلوماسي من أجل التسوية الأفغانية، وتتطلع إلى استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" بتوقيع اتفاق سلام نتيجة لذلك".
وأردف: "وفقًا لمثل معروف، عندما يصمت الدبلوماسيون، تبدأ الأسلحة في الحديث.. لسوء الحظ، فإن إطالة أمد وقف عملية التفاوض، يؤدي إلى تصاعد الأعمال العدائية.. نشهد بالفعل زيادة في النشاط المسلح من جانب كل من القوات الموالية للحكومة والمعارضة المسلحة".
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن "اندلاع دورة جديدة من العنف" سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، ومزيد من المعاناة لشعب أفغانستان، ومزيد من اللاجئين والدمار".
وأضاف "لذلك ندعو الأطراف إلى الامتناع عن تصعيد الأعمال العدائية، والعودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن".
ونوّه إلى أن "ثمة تأثير آخر للأزمة الراهنة على الحياة السياسية الأفغانية، يتمثل في إحياء الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر/أيلول الجاري، حيث اقترح اتفاق الولايات المتحدة وطالبان تشكيل حكومة مؤقتة مع إتاحة تمثيل الحركة".
وأشار إلى أن "التوقيع المزمع لاتفاقية سلام بين الولايات المتحدة و"طالبان" كان من شأنه أن يؤجل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، حيث كان هناك احتمالية لإلغائها بسبب تشكيل حكومة مؤقتة بمشاركة الحركة".
وأردف "الآن، ومع تجميد عملية التفاوض، أصبحت مسألة التصويت واقعية مجددا.. وإذا لم يكن هناك تقدم في الوضع بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قبل ذلك، فمن الواضح أن التصويت سيجري في الوقت المحدد".
وحث كابولوف، حال حدوث ذلك، علينا النظر في الدروس المستفادة من الانتخابات الرئاسية لعام 2014، والانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي في أفغانستان، التي قال إنها "شهدت انتهاكات كبيرة".
ومضى بالقول: "نعوّل على أن التصويت الحالي سيجري بحرية وبدون تزوير قدر الإمكان، حتى تكون نتائجه ذات مصداقية بالنسبة لشعب أفغانستان".
ورجح المبعوث الروسي أن "الولايات المتحدة ربما تستخدم وقف المحادثات للضغط من أجل الحصول على مزيد من التنازلات من طالبان، لكنه يشك في أن الجماعة ستقدمها، لأن لديها موقف متشدد".
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن "أشهر العمل التي قام بها الممثل الخاص الأمريكي للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد بهدف إيجاد شروط مقبولة للطرفين للاتفاق مع المجموعة تستحق تقييمًا إيجابيًا عاليًا، ما يجعل أي تنازلات أخرى أقل احتمالاً".
وحول سبب إلغاء المحادثات فجأة، رفض كابولوف إشارة ترامب بأصابع الاتهام إلى حركة طالبان التي قتلت جنديًا أمريكيًا.
ومضى قائلًا: "في الواقع، الهجمات الإرهابية التي تشنها طالبان حدثت من قبل، نعتقد أن مقتل جندي أمريكي في إطار عمل إرهابي آخر لطالبان كان مجرد ذريعة لإعلان الرئيس الأمريكي إنهاء المحادثات مع المعارضة الأفغانية المسلحة، والسبب الحقيقي ربما يكمن في عدم وجود موقف موحد في واشنطن بشأن مسألة إبرام اتفاق مع طالبان".
ومع ذلك، تأمل موسكو في التوصل إلى حل سلمي للأزمة الحالية وتحقيق السلام في أفغانستان، أولاً عن طريق إيجاد تسوية بين الولايات المتحدة وطالبان، ثم التوصل إلى سلام دائم من خلال المحادثات الأفغانية الشاملة.
وذكر كابولوف، أنه بعد إلغاء الاجتماعات، ألقت كابل باللائمة على طالبان ولفتت الانتباه إلى الحاجة إلى وقف لإطلاق النار للمضي قدما في عملية السلام الأفغانية.
وأعلنت حركة طالبان، في المقابل، استعدادها سواء لمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، أوالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الأمريكيين، لتوقيع الاتفاق، الذي تم التوصل إليه سابقًا في الدوحة، ثم البدء في محدثات سلام شاملة بين الأطراف الأفغانية.
واختتم بالقول: " آمل أن يكون السيناريو الثاني هو الذي ستبذل جميع الأطراف جهدًا لتنفيذه".
وفي 7 سبتمبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المحادثات مع حركة "طالبان"، حيث ألغى محادثات مع قادة طالبان في كامب ديفيد كان يعد لها بشكل سري.
وأجرى خليل زاد تسع جولات من المفاوضات مع طالبان في الدوحة بقطر، دون أن يكشف الكثير عن تفاصيلها.
وتشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعا بين حركة طالبان من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وتشن "طالبان"، التي تسيطر على نصف البلاد تقريبًا، هجمات شبه يومية ضد الحكومة، وترفض إجراء مفاوضات مباشرة معها بحجة أنها "غير شرعية"، وتشترط بغية التوصل لسلام معها خروج القوات الأمريكية من البلاد.

شارك