الأراضي التركية.. الموطن الاستراتيجي لعناصر «داعش»

الإثنين 23/سبتمبر/2019 - 09:55 ص
طباعة الأراضي التركية.. شيماء يحيى
 
تعد تركيا حاليًّا منصة العمل المركزية للتنظيمات الإرهابية، خاصةً «داعش»؛ وبحكم القرب الجغرافي من الحدود السورية، أتاح ذلك وجود الكثير من العناصر الإرهابية في المنطقة، وهو ما فتح الباب أما العديد من التساؤلات حول علاقة أنقرة الوثيقة بالتنظيم.



في عملية أمنية لقوات مكافحة الإرهاب في ولاية قيصري، الجمعة 20 سبتمبر، ألقت السلطات التركية القبض على 4 عراقيين، يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش، من ضمنهم شخص يكنى بـ«أمير تلعفر»، وهو أحد القياديين بالتنظيم، الذى قال إنه دخل الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، بحسب مواقع إخبارية تركية.



ووجود داعش في تركيا ليس بجديد، وحتى قبل إعلان الخلافة المزعومة في عام 2014، كانت تركيا معبرًا رئيسيًّا للإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية والعراقية، وقامت عناصر تنظيم داعش بالاستيلاء على مناطق شاسعة في محافظتي الحسكة ودير الزور بسوريا، ومحافظة نينوي بالعراق، المجاورات لجنوب تركيا.



وهناك دلالات تؤكد تورط تركيا في علاقات وثيقة مع داعش وقياداته، وتم الكشف عن جانب منها من قبل وزارة الدفاع الروسية في ديسمبر 2015؛ إذ نشرت فيديو يظهر صهاريج نفط تمر عبر الحدود السورية، دون المساس بها من قبل الجانب التركي، إضافةً لعربات الناقلة للنفط الذي اشترته أنقرة بثمن ضئيل من التنظيم.



كما تناقلت العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية ووسائل الإعلام العديد من التقارير التي تؤكد تورط تركيا في نقل مقاتلي التنظيم، وإنشاء مخيمات ومعسكرات تدريب لهم في المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا، ووجود الكثير مما يطلق عليهم المجاهدون العرب في منطقة وزيرستان الواقعة في شمال باكستان؛ ليتم إرسالهم إلى سوريا بعد إتمام فترة تدريبهم هناك، وهناك الكثير منهم يتم الإبقاء عليهم في بيوت آمنة بجنوب تركيا قبل تهريبهم عبر الحدود إلى سوريا.



ولعل الدافع الأكبر في دعم أنقرة لداعش، هو مواجهة الطموحات الكردية في سوريا والعراق، ومن ثم تحولت الأراضي التركية إلى ممر آمن ومقر لعناصر داعش.



ومن خلال هذه العلاقة يمكن طرح فرضية أساسية، وهي أن هناك ظروفًا موضوعية مكنت تركيا والتنظيم المتطرف من تكوين شراكة قائمة على المصالح المشتركة بين الجانبين، خاصة بعد السياسات التي تتخذها أنقرة برفضها التعاون مع التحالف الدولي لمواجهة التنظيم الإرهابي، وتوظيف التنظيم لخدمة المصالح التركية في كل من سوريا والعراق، وفي العديد من دول المنطقة.

قيادات داعشية
في مقطع فيديو سابق لأبي حمزة الكردي، هو أمير ما يسمى بهيئة الحرب الداعشية، قال إنه دخل تركيا ومكث بها فترة قبل أن يعود إلى العراق، ويستقر بالعاصمة بغداد.



ووفقًا لتقارير سابقة لـ«المرجع»، فإن للأتراك طموحات أكبر من مجرد السيطرة على الأكراد، لقد أرادوا السيطرة على كل الشمال السوري، بداية من كساب أقصى نقطة في شمال سوريا، وصولًا إلى الموصل العراقية.



وفي تصريح لـ«المرجع»، قال محمد ربيع، الباحث في الشأن التركي: إن القبض على 4 أشخاص في ولاية قيصري وسط تركيا، لانتمائهم لـ«داعش»، يثير الكثير من التساؤلات حول الوجود الداعشي في تركيا، وبالنظر إلى تاريخ وجود التنظيم، نجد أن تركيا كانت موطنًا استراتيجيًّا لانطلاق التنظيم في عملياته الإرهابية في كل من العراق وسوريا؛ وتشير تقارير دولية إلى أن تركيا سهلت مرور أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي إلى داخل الأراضي السورية والعراقية.



وأشار الباحث إلى تقارير تؤكد وجود علاقة بين داعش وتركيا؛ إذ تورطت الأخيرة في شراء النفط من التنظيم الإرهابي؛ ونشر موقع «world policy »، في 17 أكتوبر 2016، وثائق تحت عنوان «رسائل بريد إلكتروني مخترقة تكشف صلة وزير تركي بالنفط غير المشروع»، تثبت تهريب النفط الذي سيطر عليه تنظيم داعش إلى تركيا.



وأضاف الباحث في الشأن التركي، أن الأمم المتحدة حذرت من احتمالية هروب 30 ألفًا من المقاتلين الأجانب في صفوف داعش، الذين لا يزالون على قيد الحياة إلى تركيا، وفي الواقع أن هناك استفادة تركية من وجود عناصر داعش، ففضلًا عن النفط، فوجود داعش أعطى أنقرة مبررًا للتدخل في سوريا ومنطقة شرق الفرات.

شارك