5 سنوات من الإرهاب الحوثي.. «اليمن» لم يعد سعيدًا

الإثنين 23/سبتمبر/2019 - 09:58 ص
طباعة 5 سنوات من الإرهاب نورا بنداري
 
منذ 5 سنوات ويشهد اليمن انتكاسة حقيقية وشاملة بشتى مجالات الحياة في ظل استمرار انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ويعيش اليمنيون في عهد الانقلابيين أوضاعًا إنسانية ومعيشية مأساوية بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث.

 

وعملت ميليشيات الحوثي الانقلابية على تجويع الشعب اليمني في مناطق سيطرتها، واعتدت على دور العبادة من أجل تطبيق مناهج الملالي ونشر الفكر الطائفي في الأوساط اليمنية، ولتحقيق أهدافها المشبوهة استولت على المدارس، وحولت المستشفيات إلى ثكنات عسكرية لها تنفذ أعمالها الإرهابية.

فوضى أمنية

وخلفت ميليشيا الحوثي الانقلابية في الفترة من 1 يناير 2016 وحتى أغسطس 2019، فوضى أمنية تمثلت في زيادة معدلات الجريمة في صنعاء، تنوعت بين القتل وسرقة منازل ومحلات تجارية وسيارات وممتلكات أخرى، بالإضافة إلى اختطاف نساء وأطفال، وتوثيق حالات اغتصاب، وانتحار، وفقًا لما أوضحه مدير مركز العاصمة الإعلامي «عبدالباسط الشاجع» خلال الندوة التي نظمها المركز في مدينة مأرب اليمنية في ذكري النكبة الأحد 23 سبتمبر 2019.

 

وبلغت حالات قتل مواطنين مدنيين برصاص قيادات في جماعة الحوثي أو عصابات مسلحة نحو 2955 حالة بينهم أطفال ونساء، و90 حالة اختطاف أطفال ونساء تضاعفت حدتها مع مطلع 2018، بالإضافة إلى 70 حالة اغتصاب أطفال ونساء.

 

وعن إجمالي الخسائر البشرية خلال الخمس سنوات لانقلاب الحوثي، أوضح المنبر اليمني للدراسات والإعلام، أن إجمالي القتلى من (رجال، نساء واطفال) بلغ 10811 حالة، والجرحى نحو37888 حالة، أما المختطفون فبلغوا 16804 حالة، كما تم تجنيد نحو 10 آلاف حالة من الأطفال، ونزح نحو 3 ملايين يمني.

 

وعمدت ميليشيا الحوثي لإخفاء جرائمها؛ لإفراغ العاصمة من الإعلام والنشطاء من خلال إعلان حرب ضد الصحفيين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان ومارست بحقهم شتى الانتهاكات، سواء بالاختطاف أو التهديد بالقتل.

خسائر اقتصادية

وعن خسائر الاقتصاد اليمني أوضح «محمد الجماعي» الصحفي اليمني المتخصص بالشأن الاقتصادي في ورقة العمل التي قدمها في الندوة، أن إحصائيات عمليات النهب الواسعة التي تعرضت لها أموال وموارد الدولة على يد ميليشيات الحوثي  شملت من الايرادات خلال العام الواحد تريليون و292 مليارًا و500 مليون ريال وأكثر من 5 مليارات دولار، بما فيها ايرادات الضرائب والجمارك والاتصالات بالإضافة إلى ايرادات شركتي النفط والغاز.

 

واستولت ميليشيا الحوثي على ما يقرب من 400 مؤسسة وشركة ما بين تجارية وخيرية وتعليمية ورسمية، وأراضٍ وعقارات وغيرها، إضافة إلى ممتلكات أكثر من 3 آلاف شخصية يمنية بينهم وزراء في الحكومة الشرعية، ونشطاء سياسيون ومعارضون للانقلاب وقيادات حزبية عليا ومتوسطة.

 

وأظهرت النتائج الأولية لمسح حديث أجراه البنك الدولي في أكتوبر العام الماضي، أن الانقلاب الحوثي كبد الشركات المحلية خسائر فادحة، حيث إن ما يقرب من 35% من الشركات اليمنية أغلقت أبوابها، فيما عانى أكثر من 51 % من الشركات الناجية من تضاؤل حجمها وتراجع أعمالها.

 

وفي 25 أغسطس 2019، كشف أحدث تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء باليمني، أن الانقلاب ألحق بالاقتصاد اليمني خسائر قدرت بـ54.7 مليار دولار خلال الأربعة أعوام من 2015 إلى 2018، مقارنة بعام 2014، كما انكمش متوسّط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية من نحو 1287 دولاراً عام 2014 إلى 385 دولاراً عام 2018، بمعدل تغير تراكمي 70%، ويعني هذا الانكماش انزلاق مزيد من المواطنين تحت خط الفقر الوطني المقدر بـ600 دولار للفرد في العام، وارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 90% نهاية 2018 مقارنة بـ49% عام 2014.

 

وفي 19 يونيو 2018، كشفت تقارير موثقة، عن حجم النهب والتدمير الاقتصادي الذي أحدثه الحوثيون في مؤسسات الدولة وفي قطاعاتها المختلفة، فقد نهبوا نحو 4 مليارات دولار من موارد الدولة، (إيرادات الضرائب، والنفط، والاتصالات)، وامتنعوا عن دفع رواتب للموظفين في مناطق سيطرتهم.

موجة نزوح

عقب اجتياح الحوثي لصنعاء تلاشت ملامح الدولة، فوفقًا لإحصائيات أممية، فقد تسببت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في نزوح أكثر من 3 ملايين يمني، وفقد عشرات الآلاف أرواحهم جراء نيران الانقلابيين والأوبئة التي تفشت بعد انهيار المنظومة الصحية، وتسبب الانقلاب الحوثي في مغادرة كل البعثات الدبلوماسية من العاصمة صنعاء، ونقلت الشركات النفط الأجنبية مقرات عملها إلى عواصم عربية متفرقة.

 

وقال محمود الطاهر، الكاتب الصحفي والباحث المتخصص في الشأن اليمني، إنه قبل اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في 2014 كان سعر صرف الدولار بـ 215 ريالا، واليوم يتجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز 600 ريال.

 

وأشار «الطاهر» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أنه قبل الانقلاب الحوثي كانت تصدر أكثر من 50 مطبوعة، منها صحف يومية واسبوعية ومجلات شهرية ودورية، تتنوع تلك المطبوعات بين الرسمية والأهلية والخاصة والحزبية، لكن حاليًّا يفرض الحوثيون خطًا تحريريًّا واحدًا في صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

 وأضاف أنه قبل اجتياح الحوثيين صنعاء كانت توجد في العاصمة 41 بعثة دبلوماسية أجنبية وعربية، والآن لا وجود سوى سفارة ايران، مؤكدًا أنه قبل الانقلاب كانت اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام، تستعد لإعلان اليمن خالية من الألغام بحلول عام 2015، لكن اليمن أصبح واحدًا من أكثر المناطق على وجه الكرة الأرضية ملوثة بالألغام.

 

وأوضح «الطاهر» أنه قبل سيطرة الحوثي على العاصمة صنعاء كان هناك نحو 29 مقرًا لأحزاب سياسية، لكن في الفترة الحالية تخلو العاصمة من التنوع الحزبي ولا وجود إلا لتلك الأحزاب التي سلبت الجماعة قرارها، أو فرغتها وتعمل وفق أجندتها.

شارك