«طالبان» تتوسع في عملياتها الإرهابية.. ومساعٍ «صينية روسية» للسلام بأفغانستان
الإثنين 23/سبتمبر/2019 - 11:55 ص
طباعة
معاذ محمد
أعلن متحدث باسم حركة طالبان، أن وفدًا التقى مبعوث الصين الخاص إلى أفغانستان في بكين، الأحد 22 سبتمبر 2019، لمناقشة محادثات السلام بين طالبان والولايات المتحدة.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان في قطر، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن الوفد المكون من تسعة أعضاء سافر إلى بكين، واجتمع مع مبعوث الصين الخاص إلى أفغانستان دنغ شين جون.
وأضاف المتحدث باسم طالبان: «إن المبعوث الخاص الصيني أوضح أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يمثل إطارًا جيدًا للحل السلمي للقضية الأفغانية ونحن ندعمه».
وأكد سهيل شاهين، أن الملا بارادار، رئيس وفد طالبان «قال إنه أجرى حوارًا وتوصل إلى اتفاق شامل».
«طالبان» تواصل الإرهاب
رغم إعلان سهيل شاهين، المتحدث باسم الحركة، التوصل إلى ما سماه «اتفاق شامل»، لكن مسؤولين أمن ذكروا أن انفجارًا وقع بإقليم باروان شمال أفغانستان، أسفر عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين بعد ظهر السبت 21 سبتمبر 2019، طبقًا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد 22 سبتمبر 2019، متهمين «طالبان» بالمسؤولية عنه.
من جهته، قال نصرت رحيمي، أحد المتحدثين باسم وزارة الداخلية الأفغانية، إن عبوة ناسفة انفجرت السبت في قرية «شاه ماست كالاندار»، وأسفرت عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين على الأقل، متهمًا حركة طالبان بزرع العبوة الناسفة، لكن مسلحي الحركة لم يعلقوا على الحادث حتى الآن.
وتستخدم «طالبان» كثيرًا العبوات الناسفة لاستهداف قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين، ومعظم تلك الهجمات تسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.
في الوقت ذاته، تمكنت قوات الأمن الأفغانية، السبت 21 سبتمبر، في تصفية 11 مسلحًا من حركة طالبان خلال عملية في إقليم لوجار الواقع وسط البلاد.
وبحسب وكالة (خامة برس) الأفغانية، نقلًا عن مسؤولين بالجيش، فإن القوات الخاصة نفذت العملية في منطقة بل علم، ودمرت مستودع أسلحة تابع للحركة.
وخلال الشهور الأخيرة تدهور الوضع الأمني في «لوجار»، وينشط مسلحو طالبان في عدد من ضواحيه، وينفذون أنشطة إرهابية، وفي المقابل تواصل قوات الأمن الأفغانية عمليات مكافحة الإرهاب ضد الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في الإقليم ذاته.
كما تشن القوات الأمريكية ضربات جوية بصورة منتظمة على مناطق نائية في الإقليم بهدف دحر «طالبان» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وعلى الرغم من إعلان «طالبان» مسؤوليتها عن تفجير كابول، والذي كان سببًا مباشرًا لامتناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الجلوس على مائدة المفاوضات لحل النزاع بين بلاده والحركة، فإن الأخيرة لم تتوقف عن العمليات الإرهابية الدموية في أفغانستان.
السلطات المحلية الأفغانية، أعلنت الجمعة 20 سبتمبر، أن نحو 40 شخصًا لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون، جراء تفجير سيارة مفخخة أمام مستشفى في مدينة قلات، مركز محافظة زابل جنوب البلاد، وفقًا لوكالة رويترز، وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنه استهدف مكتب مديرية الأمن الوطني الواقع قرب المستشفى.
التدخل الروسي
في ظل الأوضاع المتأزمة بين طالبان وواشنطن، خصوصًا بعدما ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة، 7 سبتمبر 2019 المفاوضات بينهما، على خلفية تبني الحركة هجومًا في كابل، قتل فيه جندي أمريكي و11 آخرون، توجد مساعٍ أخرى لمحاولات التهدئة غير التي أتت من بكين، كانت موسكو على رأسها.
وكان كثيرون يأملون في أن تمهد المفاوضات بين طالبان وواشنطن الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام أوسع نطاقًا مع الحكومة الأفغانية، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عامًا.
من جهته، أعلن زامير كابولوف، المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان، الجمعة 20 سبتمبر 2019، أن بلاده تتوقع عقد جولة جديدة من المشاورات حول كابول في وقت لاحق من الشهر الجاري مع الصين والولايات المتحدة وباكستان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال «كابولوف» في تصريحات صحفية: «إننا نقدم المساعدة الدبلوماسية»، متعهدًا بإجراء مشاورات مع الجانبين والشركاء الإقليميين لإعادة التفاوض، مؤكدًا أن موسكو تشدد على ضرورة مواصلة الحوار، في حين أكدت «طالبان» جاهزيتها لاستعادة مكانها على طاولة المفاوضات.
وأضاف المبعوث الروسي: «نعول على إجراء مشاورات مع شركائنا الأمريكيين في المستقبل القريب، ونحثهم على العودة إلى الحوار»، مشيرًا إلى أنهم أيضًا على اتصال مع شركاء من دول أخرى- لم يسمها- حول التسوية الأفغانية، ومناقشة توقف الحوار بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان».
وأوضح «كابولوف» أن بلاده واثقة من أنه لا يوجد بديل للمسارين السياسي والدبلوماسي من أجل التسوية الأفغانية، وتتطلع إلى استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» بتوقيع اتفاق سلام نتيجة لذلك.
وحذر الدبلوماسي الروسي من اندلاع دورة جديدة من العنف، والذي سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، والمعاناة لشعب أفغانستان، وكثير من اللاجئين والدمار، داعيًا جميع الأطراف إلى الامتناع عن تصعيد الأعمال العدائية، والعودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن.
وأشار «زامير كابولوف»، إلى أن ثمة تأثيرًا آخر للأزمة الراهنة على الحياة السياسية الأفغانية، يتمثل في إحياء الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر الجاري، مقترحًا اتفاق الولايات المتحدة وطالبان على تشكيل حكومة مؤقتة مع إتاحة تمثيل الحركة.
وأشار المبعوث الروسي، إلى أن التوقيع المزمع لاتفاقية سلام بين الولايات المتحدة و«طالبان» كان من شأنه أن يؤجل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، موضحة أنه كانت هناك احتمالية لإلغائها، بسبب تشكيل حكومة مؤقتة بمشاركة الحركة.
ورجح «كابولوف» أن الولايات المتحدة ربما تستخدم وقف المحادثات للضغط من أجل الحصول على مزيد من التنازلات من «طالبان»، غير أنه استبعد تقديم الحركة لها، خصوصًا أن «لديها موقفًا متشددًا».
وكانت حركة «طالبان» توعدت بمواصلة القتال ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المحادثات مع المتمردين باتت في حكم «الميتة»، مؤكدة أن واشنطن ستندم على تخليها عن المفاوضات.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد حينها: «كان لدينا طريقان لإنهاء احتلال أفغانستان، الأول الجهاد والقتال، والثاني المحادثات والمفاوضات»، مضيفًا: «إن أراد ترامب وقف المحادثات، سنسلك الطريق الأول وسيندمون قريبًا».
وعلى الرغم من ذلك تراجعت نغمة التهديد التي تبنتها «طالبان»، عقب قرار «ترامب» بإلغاء المفاوضات، ، فشدد شير محمد عباس ستانيكزاى، كبير المفاوضين في الحركة على أن المحادثات ستظل هى «السبيل الوحيد للسلام فى أفغانستان».
وقال «ستانيكزاى» إن أبواب الحركة مفتوحة إذا أراد الرئيس الأمريكى استئناف محادثات السلام فى المستقبل، وفقًا لما نشرته «BBC».