مخاوف من خسارة بريطانيا.. ما وراء القرار الإيراني بالإفراج عن ناقلة النفط
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 09:55 ص
طباعة
علي رجب
قررت السلطات الإيرانية إطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبرو» المحتحجزة من قبل الحرس الثوري منذ أكثر من شهرين، وذلك عقب ظهور بوادر تغير في الموقف البريطاني من الاتفاق النووي الايراني؛ ما يشكل خسارة فادحة للدبلوماسية الإيرانية على المستوى الدولي، وفي ظل الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، الإثنين 23 سبتمبر، بأنه يمكن لناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبرو» أن تغادر المياه الإيرانية، وأضاف: «إن الإجراءات القانونية لناقلة النفط البريطانية قد انتهت، ومع غض النظر عن المخالفة التي ارتكبتها، يمكنها المغادرة، وأن القرارات المتخذة تشير إلى انتهاء توقيفها».
وكانت وكالة «رويترز» للأنباء ذكرت، مطلع سبتمبر الجارى، أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التقى المدير الإداري لشركة «ستينا بالك» للملاحة في العاصمة السويدية ستوكهولم؛ لمناقشة وضع الناقلة البريطانية، التي تم الاستيلاء عليها في إيران.
يذكر، أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني احتجزت الناقلة «ستينا إمبرو» في مضيق هرمز يوم 18 يوليو الماضي؛ بسبب ما وصفته السلطات الإيرانية وقتها بأنه «انتهاك للقوانين واللوائح البحرية الدولية».
لماذا الإفراج عن الناقلة؟
إعلان الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية، يأتي بعد مؤشرات تهدد خسارة بريطانيا كداعم للاتفاق النووي، وأيضًا تحرك بريطانيا العسكري في الخليج العربي بعد تهديد إيران للملاحة الدولية، والاعتداء على موقع شركة أرامكو السعودية للنفط.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الإثنين 23 سبتمبر: إن بلاده تعزو مسؤولية الهجمات على «أرامكو» السعودية إلى إيران، وأن لندن قد تنضم إلى جهود عسكرية بقيادة أمريكية وستعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين؛ لتحديد رد مشترك.
وقال «جونسون» للصحفيين، على متن الطائرة التي تقله إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «نعتقد أن من المرجح جدًّا حقًا أن تكون إيران مسؤولة فعلًا.. سنعمل مع أصدقائنا الأمريكيين وأصدقائنا الأوروبيين؛ لوضع رد يحاول وقف تصعيد التوترات في منطقة الخليج».
وسئل جونسون عما إذا كانت بريطانيا تستبعد القيام بعمل عسكري، فقال: إنها ستراقب عن كثب اقتراح الولايات المتحدة لبذل المزيد للمساعدة في الدفاع عن السعودية.
وأضاف، أنه سيناقش أفعال إيران في المنطقة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماعات الأمم المتحدة، إضافةً إلى الحث على الإفراج عن عدة إيرانيين من مزدوجي الجنسية، الذين قال: إنهم محتجزون «بشكل غير قانوني وغير عادل».
الاتفاق النووي
من التطورات التي تقلق إيران، تغير موقف بريطانيا من الاتفاق النووي، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لطهران، إذ يعول نظام المرشد علي خامنئي على بريطانيا كدولة قوية في الاتفاق النووي، وإبقائه رغم التصريحات الإيرانية المهددة بالخروج من الاتفاق، إلا أنه يمثل «أوكسجين»؛ لبقاء النظام وإنقاذه اقتصاديًّا.
وأشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إلى أنه منذ قدوم بوريس جونسون، رئيسًا للوزراء، تجددت الضغوط الأمريكية على بريطانيا؛ بهدف أن تتبنى الموقف الأمريكي، وربما الانسحاب من الاتفاق أيضًا.
وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي؛ بسبب معضلة الانسحاب من «بريكسيت»، يبدو أن لندن لم تُعد مهتمة بالقيام بدور منقذ الاتفاق النووي الإيراني، أو ربما اقتنعت بوجهة النظر الأمريكية وتفكر في الانسحاب، ويتجلى ذلك من خلال تصريحات مسؤولين بريطانيين حول سلامة الاتفاق ومدى إمكانية الاستمرار في الإلتزام به، وهذه التطورات تشكل تهديدًا لإيران بخسارة دولة كبرى، ولاعب رئيسي في السياسة الدولية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.