لإنقاذ مشروع الجماعة الإرهابية.. أنقرة تدعم «إخوان ليبيا» بقوات خاصة

الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 09:58 ص
طباعة لإنقاذ مشروع الجماعة أسماء البتاكوشي
 
في الوقت الذي يخوض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حربًا شاملة ضد الميليشيات الإرهابية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يتوقف عن دعم الجماعات المتطرفة؛ إذ ألقى بثقله في دعم إخوان ليبيا، التي تقاتل ميليشياتها إلى جانب قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.


وزاد هذا الدعم خلال الأشهر الأخيرة، وأصبح علنيًّا؛ إذ ذهبت أنقرة من تسليح الميليشيات إلى المشاركة الميدانيّة بقوات خاصة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي، وفقًا لما أعلنه مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب.


ليبيا مناسبة لإعادة التمركز

ويسعى الرئيس التركى إلى تعزيز ودعم «الإخوان» وأذرعها العسكرية في ليبيا، التي أصبحت ساحة مناسبة؛ لإعادة التمركز في ظل النكبات والهزائم المتوالية التي مرت وتمر بها الجماعة في عدد من الدول العربية.


وفي وقت سابق، نشرت أنقرة قوات خاصة في سوريا؛ دعمًا للجماعات المسلحة هناك؛ ما يلفت إلى أنها تفعل المثل مع ليبيا.


وتعتبر تلك هي المرة الأولى، التي يكشف فيها الجيش الوطني الليبي عن وجود قوات خاصة تركية تقاتل جنبًا إلى جنب مع ميليشيات الإخوان والجماعات المتطرفة في العاصمة طرابلس.


ويعكس الدعم التركي للإخوان في ليبيا حجم المأزق، الذي تواجهه الجماعة الارهابية سياسيًّا وميدانيًّا، خاصة مع إصرار الجيش الوطني الليبي على هزيمة مشروعها وتفكيك خلاياها.  


ووفق وسائل إعلام أجنبية، فإن الرئيس التركي «اردوغان» انتقل من التسليح السري للميليشيات المتطرفة إلى التسليح العلني، منتهكًا القرار الدولي بحظر السلاح إلى ليبيا؛ إذ أرسل طائرات مسيرة وشحنات ذخيرة، في محاولة لقلب موازيين القوى لصالح حكومة السراج.


القضاء على الإخوان 

ويقول العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي: إن المعركة الآن في طرابلس بين الجيش الوطني وبين تنظيم الإخوان، مؤكدًا أن الجيش قرر القضاء عليهم مهما تلقوا دعمًا خارجيًّا، متابعًا: «إن الدعم التركي للجماعات المسلحة في طرابلس لم يتوقف».


يذكر، أن الجيش الوطني الليبي أطلق في أبريل الماضي، عملية عسكرية واسعة؛ لتطهير العاصمة الليبية من الميليشيات المسلحة.


وفي نهاية أبريل الماضي، أعلنت تركيا تدخلها في الأزمة بدعمها لحكومة الوفاق وميليشياتها، عن طريق إرسال تعزيزات عسكرية، شملت في البداية شحنات ذخيرة وأسلحة خفيفة، وصولًا إلى إرسال طائرات مسيرة؛ لاستشعارها الخطر على المشروع الإخواني.  

آخر حصون التنظيم

من جانبه، قال المستشار حامد فارس، الخبير في الشؤون العربية: إن الميليشيات المسلحة جزءٌ لا يتجزأ من حكومة الوفاق، خاصة في مصراتة، مُضيفًا، أنها مسيطرة سيطرة فعلية على مصادر النفط في طرابلس بشكل قوي مدعومة بقوى قطرية وتركية.


وأشار «فارس» في تصريح لـ«المرجع»: أنه من مصلحة تركيا وقطر استمرار النزاع في ليبيا؛ لأن ثرواتها تذهب إليهما، خاصة النفط، لافتًا إلى أن لدى «أردوغان» توجسًا وخوفًا من انهيار آخر حصن للتنظيم الدولي، الذي أقر في مؤتمر إسطنبول قبل أقل من أسبوعين، والذي شارك فيه نحو 500 من قادة التنظيم ومفكريه، بأنه لم يعد قادرًا على تخريج سياسيين.

شارك