تهديد كولومبي لفنزويلا بفضح علاقة «كاراكاس» بالإرهاب
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 10:00 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في خطاب جديد حول رعاية الإرهاب في أمريكا اللاتينية، قال الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي الأحد 22 سبتمبر: إن نظيره الفنزويلى نيكولاس مادورو، يسخر مقدرات بلاده لحماية الإرهابيين والمتطرفين وأفراد العصابات.
واتهم «دوكي» «نيكولاس مادورو»، بحماية عناصر تنظيم «القاعدة» والتعاون مع جماعة «حزب الله» التي تمثل الذراع العسكري لإيران، إلى جانب التعامل مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك» (مجموعة مسلحة لديها أفكار يسارية وتم تأسيسها في 1964، وكانت قد تم إدراجها على لائحة الإرهاب في 2005 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وأغلب الدول اللاتينية باستثناء فنزويلا وكوبا)، كما يتعاون أيضًا مع أفراد العصابات المنتشرة بالقارة.
فيما شبه الرئيس الكولومبي موقف نظيره الفنزويلي بموقف حركة «طالبان» الأفغانية التي تحمي تنظيم «القاعدة» وتوفر له الموارد لمهاجمة الكيانات المعادية لها، مؤكدًا أن علاقات «مادورو» تتجاوز ذلك وتمهد كل قطاعات الدولة للجماعات الإرهابية.
كما هدد إيفان دوكي بفضح ممارسات «مادورو» الديكتاتورية أمام «الجمعية العامة للأمم المتحدة» ودور ذلك في نشر الإرهاب في البلاد، والذي بات يهدد الحدود المشتركة بين البلدين، ويستنزف موارد «بوجوتا» ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على كولومبيا لاستقبالها لاجئين، وصل عددهم إلى حوالي مليون و400 ألف لاجئ فنزويلي.
علاقات داخلية
تمثل تلك الاتهامات مجموعة من الروابط المتشابكة، التي تؤثر على علاقات البلدين داخليًّا وخارجيًّا، فداخليًّا تتأثر كولومبيا بموجات المهاجرين القادمة من فنزويلا؛ هربًا من صعوبة الأوضاع المعيشية وغيرها من العوامل؛ ما يؤدي إلى إحداث ضغوط على الحالة الاقتصادية للبلاد.
وفي 3 أغسطس 2018، اتهم الرئيس الكولومبي الأسبق خوان مانويل سانتوس نظيره الكولومبي بالفساد السياسي والاقتصادي المسبب لنزوح الشعب، وفي 5 أغسطس 2018 اتهمه مادورو بتدبير محاولة اغتيال فاشلة، وقعت أثناء حضوره إحدى الاحتفالات العسكرية.
ويبقى «الإرهاب» من أبرز المتغيرات المؤثرة على التخوفات بين البلدين، فمن المعروف أن كولومبيا تحتضن «فارك» إلى جانب «جيش التحرير الوطني» «ELN» والذي ظهر أيضاً بفترة الستينيات من القرن الماضي وحملت عناصره السلاح؛ ما يؤثر بدوره على الاستقرار السياسي والاجتماعي بالبلاد، ويعرضها دائما لحالة من الاضطرابات.
إلى جانب دور هذه المجموعات المسلحة في تجارة المخدرات وغسيل الأموال كمصدر للتمويل، وتعتمد في ذلك على باقي المجموعات الإرهابية المنتشرة بالقارة، إذ تشتهر «طالبان» أيضًا بوجود قوي في القارة عبر تجارة المخدرات والأفيون.
وطبقًا لدراسة قدمتها الدورية الفرنسية لمكافحة المخدرات حول العلاقات بين «فارك» و«طالبان» و«تجارة المخدرات» تم الإشارة إلى تربحهما الكبير من الأموال العائدة من هذه التجارة واستغلالهما لضعف الإجراءات الأمنية بالمنطقة؛ لتمرير المواد المخدرة عبر الحدود، إلى جانب ضلوع القاعدة أيضًا في ذات الإشكالية.
ونظرًا للعلاقات الموثقة التي تربط فنزويلا بإيران وأذرعها العسكرية وما إلى ذلك من ارتباط بالمجموعات الإرهابية الأخرى، التي تتعامد مصالحها مع طهران، تتخوف كولومبيا من الدور الفنزويلي بحدودها وإمكانية تدعيم هذه الروابط أكثر بداخلها؛ استغلالًا للمجموعات المسلحة اليسارية.
علاقات خارجية
تدفع أمل مختار الباحثة في وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن علاقات الأنظمة الجديدة في أمريكا اللاتينية بالولايات المتحدة الأمريكية وتبنيها للمنهج اليميني، يؤثر على تعاطيها مع الملفات المختلفة، وبالأخص ملفات التعامل مع إيران ودول الجوار التي تتعامل معها.
وأشارت في تصريح لـ«المرجع» إلى أن الدول اللاتينية أصبحت تعول على واشنطن لإنقاذها من أزماتها المالية، وعليه بدأت بعض السياسات في التغير وتبني نفس المواقف تجاه الموضوعات الجدلية، ومنها علاقات الأنظمة بالمجموعات المتطرفة؛ ما سيؤثر مستقبلًا على تشابك العلاقات بين المجموعات الإرهابية في القارة والمصالح المتبادلة.