بعد المدارس والمستشفيات.. الحوثي يسيطر على البنوك وشركات الصرافة
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 10:01 ص
طباعة
نورا بنداري
تعمل ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن على إحكام سيطرتها على المؤسسات كافة، كي تتمكن من بسط نفوذها على البلاد، فبعد أن جعلت المدارس تحت سيطرتها، وأيضًا المستشفيات، توجهت الميليشيا الانقلابية إلى المصارف والبنوك، إذ أصدرت عبر المصرف المركزي الخاضع لسيطرتها بصنعاء في 22 سبتمبر الجارى؛ قراراً قضى بإيقاف العمل بالتراخيص الممنوحة لست شركات صرافة، تعد من الأشهر والأكثر انتشاراً في البلاد.
وبحسب المصرف التابع للحوثيين، حظر القرار على كل شركة أو منشأة صرافة أو بنك التعامل مع هذه الشركات المذكورة، متوعدًا من يتعامل معها بإجراءات قانونية، مع التأكيد على أن المصرف الحوثي يحتفظ بحقه في فرض الغرامات على الشبكات الموقوفة أو أي كيان مالي يتعامل معها.
ودعا الحوثيون هذه الشركات إلى تصفية كل الحوالات الخاصة بالمواطنين والتجار الموجودة فيها بإشراف مفتشي البنك المركزي المكلفين رسميًا خلال يومي 23 و24 سبتمبر الحالي، كحد أقصى، كما دعت اليمنيين إلى سحب حوالاتهم وأموالهم منها.
وكشفت مصادر مصرفية، عن أسباب هذا القرار قائلة إنه يعود إلى رفض تلك الشركات الابتزاز الحوثي، بدفع غرامات مالية خيالية، إذ أعلنت «جمعية الصرافين اليمنيين» عقب صدور هذا القرار، رفضها لقرارات الحوثيين، وطالبت الجمعية البنك المركزي اليمني الخاضع لسلطة الجماعة الحوثية؛ بإعادة النظر في القرار.
ليست المرة الأولي
الجدير بالذكر أنه بعد أن سيطرت ميليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، قامت في ديسمبر من العام نفسه، بإغلاق البنك المركزي اليمني في منطقة التحرير في وسط صنعاء، ومنعت دخول وخروج الموظفين، وسحبت منه أموالًا طائلة تقدَّر بمئات الملايين ونقلتها إلى مكان مجهول.
بيد أنه بداية من يناير الماضي بدأت ميليشيا الحوثى فرض إتاوات على البنوك اليمنية، وتقاضي حصة من أرباحها عن طريق الإجبار وبنسب متفاوتة قد تصل إلى 30%، بهدف التحكم في العملات الصعبة لتمويل أنشطتها العسكرية، ومن يرفض دفع النسب المقررة له تقوم الميليشيا بالزج به إلى السجن وتقيد نشاطه المالى.
وبالفعل قامت الميليشيا الإرهابية بسجن «عباس ناصر» نائب مدير بنك "اليمن والبحرين الشامل"؛ بحجة أن البنك قام بتقديم طلب فتح اعتمادات لاستيراد مواد غذائية أساسية لدى البنك المركزي في عدن.
إقامة دولة حوثية
ويقول «صالح أبو عوذل» رئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن» اليمنية، إنه لا يمكن تفسير قيام الحوثيين بإغلاق مصارف في المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلا في إطار رفضهم لكل من لا يؤمن بالفكر الحوثي، فهم يمضون في إقامة دولة خاصة بهم، ومن هو معهم ويؤمن بفكرهم سيسمح له بالإقامة والعمل، ومن هو خارج الفكر سيتم إزاحته وربما قتله، فهذه الجماعة هي حركة سلالية ما تقوم به شيء كان متوقعًا، لكن المثير للاستغراب هو صمت اليمنيين في الشمال على كل ذلك.
وأضاف «أبو عوذل» في تصريح لـ"المرجع"، أن الهدف من سياسات الجماعة الانقلابية هو تقسيم اليمن طائفيًا، وهذا ما يقوم به الحوثيون والإخوان معًا، فما يفعله الحوثيون في صنعاء يتشابه مع ما يفعله الحوثيون في مأرب، وما يحدث الآن في شبوة التي نجحت ميليشياتهم في السيطرة عليها عسكريًّا، فالجماعة الانقلابية تريد تأسيس دولة حوثية شيعية في المناطق الشمالية وإخوانية متطرفة في بعض مدن الجنوب.
ولفت رئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن» إلى أن هذا الوضع لن يستمر وهناك مقاومة مسلحة لعملية الإخونة في شبوة، فالأطراف التي تريد فرض مشاريعها على الناس بقوة السلاح لن تستمر طويلًا، وأعتقد أن ما يحدث في شبوة وأجزاء من أبين هي جزء من عملية الرفض لتلك القوى المتطرفة.