بالانتخابات الرئاسية المقبلة.. «أوغلو» يخوض حرب تكسير عظام مع «أردوغان»
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 10:02 ص
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
ذكرت مصادر صحفية، أن رئيس الوزراء التركي الأسبق المستقيل من حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد والمقرر عقدها في العام 2023.
وقالت صحيفة «يني تشاج» التركية، أن تلك المعلومات تم الحصول عليها من البرلماني التركي سلجوق أوزاج الذي يعتبر أحد ابرز الشخصيات المقربة من «أوغلو»، لدرجة أن البعض يعتقد أنه سوف يكون له دور كبير في حزب «أوغلو» السياسي الجديد.
وأوردت الصحيفة تأكيد «أوزداج»: «نحن نعلم أن النظام الرئاسي الحالي خاطئ، وأننا سندخل الانتخابات بنظام مليء بالأخطاء، ونهدف إلى أن نحصل في هذه الانتخابات على (50+1) من الأصوات».
وتطرق «أوزداج» إلى ضحايا حالة الطوارئ ومراسيمها خلال الفترة من 2016 وحتى 2018 قائلًا: «إعمال حقوق الإنسان، وتفعيل ديمقراطية كاملة غير منقوصة، وإعلاء سيادة القانون، أهم أهدافنا؛ من أجل حل ملفات حالة الطوارئ وقضايا ضحايا مراسيم قرارات أردوغان».
وعن الحريات، قال: «سنشكل وحدة داخل كياننا السياسي تعمل جاهدة على تحقيق حرية الإعلام والصحافة وحرية الرأي والتعبير، نحن لن نقود سياسة أيدولوجية اعتيادية، وإنما أيدولوجيتنا ستكون العدالة، وهي ما يجب أن تكون عليه الدولة نفسها».
وجاء في مقال الصحفي، أورهان أوغور بالصحيفة، أن الإعلان الجديد عن الحزب السياسي سيكون بنهاية شهر نوفمبر المقبل، وأنه من المخطط أن يكون في يوم 25، تزامنًا مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
دلالة التوقيت
واختيار هذا توقيت 25 نوفمبر المقبل لإعلان الحزب السياسي الجديد، يدل على أن حزب «أوغلو» سينتهج طريقًا داعمًا للحريات العامة والسياسية؛ ما يعني أنه ربما يحصل على أصوات المعارضة دون أن يقوم بالتنسيق معها.
وبعبارة أخرى، بما أن «أوغلو» قرر خوض الانتخابات الرئاسية؛ من أجل هزيمة أردوغان وإبعاده عن هرم السلطة، وبما أنه يرفض طبيعه النظام السياسي الحالية ويري فيه أداة مقيدة لممارسة الشعب التركي لديمقراطيته، فإنه من المتوقع أن يكون تحالفًا مع المعارضة بشكل غير رسمي، على غرار التفاهم الذي وقع بين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري، فرغم عدم صدور بيان من حزب الشعوب الكردي يؤكد فيه دعم إمام أوغلو، إلا أن أصوات الأكراد لعبت دورًا بارزًا في ترجيح كفته مرشح المعارضة في البلدية الأهم في تركيا.
وتشكيل داود أوغلو حزبه السياسي سيدفع حركة كبيرة من أعضاء «العدالة والتنمية» الغاضبين من سيطرة «أوردغان» على إدارة الحزب بشكل سلطوي إلى الاستقالة، خاصة أن إحالة داود أوغلو للجنة التأديب مع التوصية بفصله، جعلت الجميع يدرك أن من يخالف توجهات أردوغان السياسية سوف يلقى المصير نفسه، ولذلك من المرجح أن تزداد حدة الانشقاقات مع مرور الوقت.
صندوق الأسرار
يرى محمد حامد الباحث فى الشأن التركي، أن نجاح حزب «داود أوغلو» يتوقف على مدى إقناعه لقاعدة «العدالة والتنمية» بضرورة الانحياز له، باعتباره رمزًا مؤسسًا في مشروع العدالة والتنمية.
وأكد «حامد» فى تصريح لـ«المرجع»، أن داود أوغلو لديه من الأسرار ما يمكنه من هدم المعبد كاملًا على العدالة والتنمية، في حالة ما أراد ذلك، لكننا نرجح عدم دخول «أوغلو» في صدام مباشر مع العدالة والتنمية، وتفضيله لخطاب سياسي يركز أكثر على الإصلاحات السياسية والاقتصادية.