تقرير أمريكي يكشف تورط عائلة «أردوغان» في دعم وتمويل «داعش»
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 10:05 ص
طباعة
معاذ محمد
وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى نيويورك، الأحد 22 سبتمبر، في إطار زيارة تستغرق عدة أيام للمشاركة في أعمال الدورة الـ74 للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وبحسب وكالة الأناضول التركية، التقى «أردوغان» ممثلي الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، موضحة أن اللقاء تم حول مأدبة طعام في فندق هيلتون، بعيدًا عن وسائل الإعلام.
ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، تقريرًا يحمل عنوان: «لماذا لا يتناول الإعلام علاقة حكومة أردوغان بداعش؟»، أوضحت فيه كيفية دعم وتمويل الدولة التركية لعناصر التنظيم، وتغافل بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن هذه القضية.
وقالت الصحيفة: إن «أردوغان» حط رحاله في فندق «بينينسولا» الساحر في نيويورك هذا الأسبوع، وسيستضيف القادة المسلمين الأمريكيين لتناول الطعام على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
وأوضح التقرير، أنه خلال زيارة الرئيس التركي إلى نيويورك عام 2017، التقى النائبة الجديدة آنذاك إلهان عمر «الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا»، كما أنه في يوليو 2019، وجه رؤساء وسائل الإعلام التركية التي تديرها الدولة دعوتهم إلى الأتراك في جميع أنحاء العالم للتبرع لحملة إعادة انتخابها.
وأضافت «نيويورك بوست»، أن الشيء الذي ينبغي أن يزعج الأمريكيين أكثر حول «أردوغان» التزامه بـ«الجهاد العالمي» بحسب تعبير الصحيفة، وبالتحديد إرهابيي «داعش»، وليس «جهوده للتأثير على الكونجرس، ولا سجله المخزي كسجان للصحفيين، ولا حرب الإبادة الجماعية التي شنها ضد الأكراد، ولا حتى المسجد الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار، والذي قام ببنائه في لانهام بولاية ماريلاند».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، يقوم جهاز المخابرات التركية، تحت إشراف «أردوغان» منذ عام 2012، بتوفير الموارد والمساعدات المادية لـ«داعش»، بينما يغض مسؤولو الجمارك الأتراك الطرف عن مجندي التنظيم الذين يتدفقون عبر الحدود إلى سوريا والعراق.
وأشار، إلى أنه ظهر في جوازات السفر لعشرات من مقاتلي «داعش» الذين أسرتهم القوات الكردية «حليفة الولايات المتحدة في شمال سوريا» أختام خروجٍ تركية، وتفاخروا بالمساعدة المباشرة التي تلقوها من السلطات التركية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن أحد مقاتلي داعش ممن تم القبض عليهم، قال لآسريه من الأكراد مؤخرًا: إن المخابرات التركية تعرف كل شيء.
وأكدت «نيويورك بوست»، أن العديد من مقاتلي التنظيم السابقين انضموا الآن إلى القوات المدعومة من تركيا، والتي احتلت مدينة عفرين الكردية السورية، مشددة على أنهم شاركوا في الإبادة العرقية.
ونوهت الصحيفة، إلى أن اثنين من ضباط المخابرات التركية (تم أسرهما من قبل مقاتلي الأكراد في شمال العراق في عام 2017)، قدما روايات عن مساعدة أنقرة لـ«داعش» وغيرها من الجماعات الإرهابية العاملة في سوريا والعراق.
دعم عائلة أردوغان لـ«داعش»
وتقول صحيفة «نيويورك بوست»: إن مساعدة تركيا لـتنظيم «داعش»، تبدأ مباشرة من أعلى هرم السلطة، موضحة أنه في عام 2016، نشر موقع «ويكيليكس» أرشيفًا مكونًا من 58000 رسالة بريد إلكتروني توثق تورط بيرات البراق، صهر أردوغان، في مساعدة التنظيم لتسويق النفط المسروق من سوريا والعراق، مشيرة إلى أنه إلى حين نشر تلك الرسائل كان الأخير يُنكر أي تورط في تجارة النفط غير المشروعة هذه.
وتابع التقرير: «يقال: إن سمية أردوغان، ابنة الرئيس التركي، أنشأت هيئةً طبيةً كاملة، بما في ذلك مستشفى لعلاج مقاتلي داعش الجرحى في شانلي أورفة، وهي مدينة في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية»، موضحًا أن التنظيم أجلى المقاتلين المصابين بجروحٍ خطيرة عبر الحدود إلى المدينة المذكورة، في شاحناتٍ تابعةٍ للجيش التركي، ودون الخضوع لتفتيش جمركي.
وشددت الصحيفة، على أن الأدلة على دعم الرئيس التركي المباشر والشخصي والمؤسسي لتنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية المرتبطة بها كثيرة للغاية، متسائلة: «لماذا لا يهتم الإعلام الأمريكي بذلك بشكل أكبر؟!»، خصوصًا أن مجموعة جديدة تدعى «مشروع أبحاث تركيا وداعش»، قامت الأسبوع الجاري برعاية لوحات إعلانات حافلات لعرضها في أرجاء نيويورك.
وبحسب «نيويورك بوست»، فإن الرسالة كانت واضحة: «أردوغان، الأب الروحي للإرهابيين، غير مُرحب به في الولايات المتحدة».
دعم ورعاية طبية
في 14 يونيو 2019، نشرت صحيفة «ذَا انفيستيجيتيف جورنال» ومقرها «لندن»، صورة واقعية عن عمليات دخول الأجانب إلى سوريا، مستعينًا بالاتصالات السرية التى حصل عليها من مصادر خاصة في «أنقرة».
وتحت عنوان «الدعم والرعاية الطبية لداعش في تركيا»، ناقش التقرير التهريب عبر الحدود في اتجاه عكسي من سوريا إلى تركيا، خصوصًا المصابين الذين يبحثون عن الرعاية الطبية.
ونشر صور عبور الإرهابيين عبر مركبات خارج المعبر الحدودي السوري التركي الاستراتيجي في «تل أبيض»، مشيرًا الى أن تنظيم «داعش» يبدو أنه تعاقد مع مستشفى «دانيسمانليك» التخصصى بأنقرة لمعالجة مصابيه، ودفع مبلغ 62 ألف دولار نفقات علاج 16 مصاباً من مسلحي التنظيم بالمستشفيات التركية.
وتضمن التقرير البريطاني، تورط الاستخبارات التركية، في تنفيذ سياسة «أردوغان» بدعم الإرهابيين داخل تركيا وخارجها، وتوفير معلومات لهم لمساعدتهم على تفادي الوقوع في قبضة الشرطة التركية.
وبحسب التقرير، فإنه «يتم تنظيم شحنتين أو ثلاث أسبوعيًّا، يتم تسليمها عبر الشاحنات في مطار إيزنبوجا تحت غطاء الليل، دون تدوينها في السجلات الجمركية أو الشحن الجوى بالمطار، بحسب مصدر كان يعمل لصالح المؤسسة الأمنية فى تركيا»، كما أن المخابرات التركية تستخدم مهربي المخدرات لتهريب السلاح إلى سوريا.