جنوب أفريقيا.. بيئة العنف الطائفي تغذي احتمالات الوجود الداعشي
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 10:07 ص
طباعة
أحمد عادل
تحاول جنوب إفريقيا، تأمين حدودها بعيدًا عن توغل عناصر التنظيمات الإرهابية، التي تحاول استغلال المشهد المتأزم؛ نتيجة الصراع العرقي في البلاد.
وبدأت قوات الجيش في جنوب إفريقيا، نشر جنودها فى بعض المناطق لكبح العنف العرقى؛ إذ شهدت الأيام الماضية، موجة عنف جديدة ضد الأجانب خلفت سبعة قتلى.
واندلعت أعمال العنف في البلاد، مطلع الشهر الحالي، واعتقلت قوات الأمن نحو 300 شخص، بحسب بيان الشرطة، كما دمرت عشرات المتاجر، وتم إحراق شاحنات يشتبه بأن سائقين أجانب كانوا يقودونها.
وكانت عدد من الدول الإفريقية، نددت بـأعمال العنف، ففي نيجيريا تم تعزيز الرقابة حول المصالح الجنوب إفريقية بعد دعوات للمقاطعة والعنف، وحاول بعض الأشخاص تخريب متجرين في العاصمة الاقتصادية للبلاد «لاجوس»، كما ندد العديد من الفنانين النيجيريين بأعمال العنف ضد الأجانب في جنوب إفريقيا.
وفي زامبيا، تظاهر عدد من الاشخاص أمام سفارة جنوب أفريقيا في «لوساكا»؛ تعبيرًا عن غضبهم ورفعوا لافتات كتب عليها «لا لكراهية الأجانب»، كما ندد إيمرسون ماناناجاجوا رئيس زيمبابوي، بكل أشكال العنف التي تغذيها الكراهية، مشيدًا في المقابل برد فعل السلطات الجنوب إفريقية السريع؛ سعيًا لعودة الهدوء.
وبالرغم من اعتبار جنوب إفريقيا، من الدول التي لم تئن في يوم من الأيام من وطأة الإرهاب، أصدرت الحكومة البريطانية في فبراير 2018، تحذيرًا لمواطنيها من خطر جرائم الخطف وتزايد العمليات الإرهابية المحتملة فيها، في أعقاب عملية خطف شخصين من مواطنيها في منطقة «كالزولونتال»، وتتكهن بريطانيا بأن خاطفيهما يعتنقون الفكر الداعشي، ولهم صلة وثيقة به.
وبحسب دراسة لمعهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا، فإن الدولة أصبحت ضمن عشر دول، الأهم على بوصلة الاستهداف الداعشي داخل القارة السوداء، ومن أهم الدول الجاذبة للجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأرجعت ذلك لأسباب عدّة، منها الخسائر التي مُني بها التنظيم في معقله بسوريا والعراق، ولذلك يجتهد في البحث عن مكان آخر ينشر به التطرف والعنف.
وتتعدد الهجمات الإرهابية التي أصابت جنوب إفريقيا، فتؤكد الإحصائيات أن البلاد لم تشهد منذ عام 2016، سوى 27 عملية قُتل علي إثرها 21 شخصًا، بينما أُصيب 11 آخرون.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن تنظيم «داعش» يبحث عن البيئة الطائفية؛ لأنها بيئته نموه المثالية والتي يجد فيها حاضنته ومركز لتقوية نفوذه، بما يصنعه بعملياته من استقطابات مذهبية ينحاز بعضها إليه عبر ترويج مزاعم أنه انتصر لأحد طرفي الصراع القائم.
وأكد «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن التنظيم يري نفسه حامي هذا الطرف والمدافع عنه، كما فعل مع سنة العراق من قبل، وبالتالي يبحث عن نماذج مشابهة لهذا الحال في آسيا وإفريقيا سواء صراع «سني شيعي» أم «إسلامي مسيحي»؛ لطرح نفسه كحامي ومدافع عن حقوق طائفية لطائفة ما.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن كل المعطيات السابقة تعطي التنظيم فرصة لتنفيذ أيدولوجيته بتجنيد الكثير، متوهمين أنه سندهم وداعمهم وحاميهم.