«داعش الصومال» يعاود الظهور بتدريبات عسكرية في الجبال
الثلاثاء 24/سبتمبر/2019 - 02:17 م
طباعة
أحمد سلطان
نشرت منصات إعلامية محسوبة على تنظيم «داعش» الإرهابي صورًا لما قالت: إنه معسكر «داوود» بالصومال، وهو أحد مقرات التدريب التي يستخدمها التنظيم.
وتضمنت الصور المنشورة صورًا لتدريبات عسكرية يؤديها مقاتلون تابعون للتنظيم، أظهرت تأدية نحو 20 عنصرًا تدريبات اللياقة البدنية، وإطلاق النيران، إضافةً لتدريبات على تسلق الجبال والتلال.
وتعتبر هذه المرة، إحدى المناسبات النادرة التي ينشر فيها التنظيم الإرهابي صورًا لعناصر إرهابية، وهم يتدربون في معسكر «داوود» .
وتعود جذور تأسيس «داعش» في الصومال، إلى أكتوبر عام 2015، حينما أعلن عبد القادر مؤمن- وهو إرهابي صومالي عاش لفترة في السويد والمملكة المتحدة قبل أن يهرب منها؛ بسبب تدقيق أمني لجهاز الاستخبارات الداخلية MI5 - مع 20 آخرين من العناصر التي كانت منتمية لحركة الشباب الصومالية، مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي.
ومنذ ذلك الحين، بدأت تلك المجموعات في استقطاب عناصر جديدة وشن الهجمات الإرهابية داخل الصومال، بالرغم من عدم إعلان تنظيم «داعش» بصورة رسمية إقامة فرع له في الصومال أو قبول بيعة مجموعة عبد القادر مؤمن.
وبعد نحو 4 سنوات، خسر تنظيم «داعش» جميع المناطق التي كان يسيطر عليها داخل سوريا والعراق، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، على قرية الباغوز فوقاني السورية.
وفى أواخر أبريل 2019، بثت مؤسسة الفرقان -إحدى الأذرع الإعلامية الداعشية- لقاءً مرئيًّا لزعيم التنظيم من داخل مكان مجهول، وهو يتحدث إلى 2 من قادة التنظيم الإرهابي، وأشاد «البغدادي» في ذلك اللقاء بالمجموعات الإرهابية العاملة في مناطق «الساحل والصحراء، ووسط أفريقيا، والصومال» بعد أعوام من عدم التبني الرسمي لتلك المجموعات.
وفي يوليو الماضي، نشر تنظيم «داعش» فيديو ضمن حملة «والعاقبة للمتقين» وهي حملة إعلامية داعشية شاركت فيها جميع أفرع التنظيم، وكانت تركز على تجديد البيعة لأبي بكر البغدادي والتعهد بمواصلة العمليات الإرهابية، حتى بعد انهيار الخلافة المكانية، وظهر عبد القادر مؤمن، في الفيديو الذي خرج بتوقيع المكتب الإعلامي الداعشي في الصومال، وهو يؤدي البيعة للبغدادي مع عدد آخر من عناصر التنظيم الإرهابي.
تهديد متزايد
في أكتوبر 2016، سيطرت مجموعة عبد القادر مؤمن على مدينة «قندلة» الساحلية المطلة على خليج عدن، والتابعة لإقليم بونتلاند الصومالي، ورفعت المجموعة راية تنظيم «داعش» على المدينة، قبل أن ينسحبوا منها بعد فترة وجيزة.
وفي مقال سابق له، قال بيتر بام رئيس مركز أفريقيا في المجلس الأطلسي- وهو مؤسسة بحثية أمريكية، تأسست في عام 1961، وتدير عشرة مراكز متخصصة في الأمن الدولي-: «إن تهديد تنظيم داعش في الصومال يتزايد، مضيفًا أن التنظيم كان ينحسر في سوريا والعراق ويتمدد في أفريقيا».
وأشار «بام» إلى أن التنظيم الإرهابي ينشط في تجنيد السكان المحليين ويوسع من نشاطه داخل الصومال؛ ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار قرارات رئاسية تمنح قائد القوات الأمريكية في الصومال «أفريكوم» السلطة لشن جهود أكبر في مواجهة النشاط المتنامي لتنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية في الصومال.
توسيع العمليات
فى ذات السياق، أكدت صحيفة long war journal الأمريكية والمتخصصة في رصد الجماعات الإرهابية، أن تنظيم داعش وسع عملياته بشكل كبير في الصومال خلال الفترة القليلة الماضية.
وأضافت الصحيفة في تحليل لها بعنوان «تمدد داعش في الصومال»، أن التنظيم الإرهابي نقل عملياته من إقليم بونتلاند إلى مدينة أفجوي وإلى العاصمة الصومالية مقديشيو.
وأشارت إلى أن تنظيم داعش فرض ضرائب على الأعمال في مدينة بوصاصو الصومالية، موضحةً أن إجمالي مبلغ هذه الضرائب يصل لـ72 ألف دولار أمريكي شهريًّا، ويعتبر نفسه ولاية ذات سلطة.
مخاوف من انتقال المقاتلين الأجانب
أعادت صور تدريبات عناصر «داعش» في الصومال قضية انتقال المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق لأفريقيا، إلى الواجهة.
وقالت مؤسسة «صوفان جروب» المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي: إن الصومال قد يتحول لـ«معقل داعشي كبير،» بعد هزيمة التنظيم وطرده من معاقله الرئيسية في سوريا والعراق.
وأضافت في تقرير صدر عنها مؤخرًا، أن «داعش» ربما ينقل عناصره الأجنب إلى ما يسميه بـ«ولاية الصومال»، وهو ما يشكل تعقيدًا جديدًا لجهود مكافحة الإرهاب.
ولمواجهة هذه الأزمة، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بدء خطة جديدة لمكافحة الإرهاب وإعادة تأهيل قوات مكافحة الإرهاب الصومالية، بحيث تتولى مع حلفائها تدريب وحدات القوات الصومالية الخاصة المعروفة بـ«البرق»؛ ليحل الجيش الوطني تدريجيًّا محل القوات الأفريقية الموجودة في البلاد.