بعد مقاطعة نواب المعارضة.. سريلانكا تفتح تحقيقات جديدة في مجزرة «عيد الفصح»
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 11:48 ص
طباعة
آية عز
أمرت الحكومة في سريلانكا، بفتح تحقيق جديد في الاعتداءات التي نفذها متطرفون خلال عيد الفصح وأوقعت 258 قتيلًا وحوالي 500 جريح، في شهر أبريل 2019.
وشكل الرئيس «مايثريبالا سيريسينا» لجنة تحقيق مستقلة الأحد 22 سبتمبر 2019، لها صلاحيات قضائية واسعة مكلفة بجمع أدلة حول المنفذين لهذه الاعتداءات والتحقيق في ثغرات الجهاز الأمني والاستخباراتي.
واستهدفت الاعتداءات في 21 أبريل 2019 كنائس كان يقام فيها القداس وفنادق فخمة، وحينها أعلنت ما تُعرف بـ«جماعة التوحيد الوطنية» (تنظيم متطرف محلي في سريلانكا) وتنظيم داعش المسؤولية عن الحادث.
وتقرر فتح التحقيق الجديد بعد أن شككت الكنيسة الكاثوليكية السريلانكية في استقلالية تحقيقات البرلمان والأجهزة الأمنية.
والتحقيق البرلماني الذي أجرته عينة تمثيلية من النواب قاطعه العديد من نواب المعارضة، مؤكدين أن الأحزاب السياسية تستغله لتفادي تحميلها مسؤولية عدم منع وقوع الاعتداءات.
ووفقًا لتقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن تلك الجماعة انشقت عن جماعة إرهابية أخرى تدعى «جماعة التوحيد السريلانكية»، التي تعد أكثر تنظيمًا وذات قيادات معروفة.
وفي عام 2016، اعتقلت الحكومة السريلانكية الأمين العامة لجماعة «التوحيد السريلانكية» «عبد الرازق» بسبب التحريض ضد البوذيين، لكنه اعتذر عن التحريض حينها.
وتتخذ تلك الجماعة من العمل الخيري ستار لها، وتأسست في مدينة «كاتنكودي» (ذات الأغلبية المسلمة بسريلانكا) عام 2014.
وبحسب البي بي سي، فقد أظهرت صور متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب «مجزرة الفصح»، عن لقاءات يوسف القرضاوي مفتي جماعة الإخوان الإرهابية، مع أحد مؤسسي جماعة التوحيد المدعو «سلمان الندوي»، ما يكشف عن علاقة تلك الجماعة بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وانفصلت جماعة التوحيد الوطنية عن جماعة التوحيد الهندية (إحدى الجماعات الإرهابية في الهند) عام 2016.
وعرفت الجماعة الإرهابية بتصريحاتها المسيئة والمتطرفة خاصة للبوذيين، ففي عام 2016 هاجمت الجماعة المعروفة اختصارًا بـNTJ، رهبان البوذية من خلال المتحدث باسمها والمدعو عبدالرازق، ما أدى إلى تقديم شكوى ضده و6 من أعضاء الجماعة إلى السلطات التي ألقت القبض عليه وبعد فترة أفرجت السلطات عنهم بكفالة عقب اعتذار أعضائها إلى المحكمة.
وتزعم جماعة التوحيد الوطنية، تطبيق الشريعة الإسلامية، ففي عام 2017 تورطت الجماعة المتشددة في موجة أعمال عنف وتخريب استهدفت معابد بوذية في «موانيلا» بوسط سريلانكا، وتم تخريب تماثيل لبوذا أمام المعابد.
وفي عام 2018، ارتبطت جماعة التوحيد الوطنية بتخريب التماثيل البوذية مرة أخرى في سلسلة ثانية من أعمال تخريبية وعنف.
عقب تفجيرات عيد الفصح، بثت وكالة «أعماق»، التابعة للتنظيم الإرهابي، فيديو يظهر فيه ثمانية من عناصر التنظيم الذين نفذوا الهجمات الأخيرة في سريلانكا بتعاون مع جماعة التوحيد الوطنية، ويظهر في الفيديو سبعة من العناصر وهم يغطون وجوههم، ويقف في وسطهم شخص كاشف الوجه، وهو بحسب البي بي سي وواشنط بوست، « يدعى زهران هاشم»، وهو من أبرز عناصر التنظيم في جنوب آسيا.
ويؤيد زهران هاشم منذ سنوات داعش بشكل علني، عبر صفحته في «فيسبوك» ، ومقاطع نشرها له في « يوتيوب».
وهاشم يبلغ عمره 40 عامًا، ينحدر من مدينة « باتيكالو» شمالي شرق سريلانكا.
وفي أواخر عام 2016، انضم هاشم لجماعة التوحيد الوطنية، ومنذ ذلك الحين بدأت الجماعة الإرهابية تغير من منهجها وتسير على نهج داعش، إذ بايعت الجماعة الإرهابية أبو بكر البغدادي في العام نفسه.