بـ«السجن والتأهيل».. هل تواجه سنغافورة «الدواعش»؟
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 12:11 م
طباعة
شيماء حفظي
تتبنى سنغافورة سياسة "السجن والتأهيل" للتعامل مع مواطنيها المنتمين لتنظيم داعش، أو أولئك الذين يتبنون أفكارًا متطرفة على أراضيها من أصحاب الجنسيات الأخرى، فيما تنشر أيضًا برامج توعية من خلال المساجد لمواجهة انتشار الأفكار الإرهابية والمتطرفة.
وتقول حكومة سنغافورة، إن المتهمين بالتطرف والارتباط بالإرهابيين في الخارج يعدون تهديدًا أمنيًّا لسنغافورة "، وإنها تأخذ نظرة جادة لمواجهة أي شكل من أشكال دعم الإرهاب سواء من جانب المواطنين السنغافوريين أو الأجانب".
ويقول نور هدى إسماعيل، وهو باحث بالدراسات الدولية وزميل زائر في مدرسة إس. راجاراتنام بجامعة نانيانج التكنولوجية، في تقرير بعنوان "احتجاز عاملات بسبب تمويل داعش" إنه في الماضي لكي ينضم الأفراد إلى جماعة إرهابية كان يتعين عليهم الانضمام إلى مجموعة معينة إما من خلال التجمعات الدينية أو المدارس".
وأضاف خلال ندوة بمعهد جامعة نيويورك أبوظبي، بعنوان "ركائز التطرف الثلاث: الاحتياجات والسرد الإيديولوجي والشبكات"، في 22 سبتمبر الجاري، ضمن برنامج مطول للحوارات وورش العمل المجانية طوال الشهر، أن الإرهابيين الآن ينتقلون من العمل الجماعي إلى العمل المُجمع.. نحن نرى عددًا من الأشخاص الذين ذهبوا عبر الإنترنت وأظهروا فجأة دعمهم للإرهابيين" بحسب إسماعيل.
وتواجه 3 عاملات منزليات من أصل إندونيسي، اتهامات في سنغافورا باتباع تنظيم داعش، وتقول جهات التحقيق معهن إن "تعمّق تطرفهن بعد انضمامهن إلى مجموعات وقنوات دردشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لداعش".
وبحسب التحقيقات أصبح الثلاثي أيضًا على دراية بــ"اتصالات أجنبية مؤيدة للمتشددين على الإنترنت بما في ذلك أصدقائهن الذين شاركوا أيديولوجيتهم المؤيدة لداعش"، وإن إحداهن كانت مستعدة لحمل السلاح لداعش لتصبح انتحارية".
"كما تبرعن بأموال إلى الكيانات الخارجية لأغراض تتعلق بالإرهاب مثل دعم أنشطة داعش و الجماعة الإرهابية الإندونيسية جامع أنشارود دولاه. اعتقدت أن تبرعاتها ستكسبها مكانًا في الجنة " بحسب ما نقلته صحيفة "ذا ويك إن آسيا".
وكذلك في 16 سبتمبر، تم توجيه الاتهام إلى رجل سنغافوري يبلغ من العمر 34 عامًا، كان متطرفًا على نحو مماثل وأراد القيام بأعمال عنف مسلحة لدعم داعش، بتهمة "توفير الأموال لأغراض إرهابية".
وكشفت التحقيقات لاحقًا أن الرجل قدم 1145 دولارًا سنغافوريًا (830 دولارًا أمريكيًا) لفرد في الخارج كان يسهل الأعمال الإرهابية.
مثل عاملات المنازل الثلاثة، تم احتجاز الرجل بموجب قانون الأمن الداخلي في سنغافورة، والذي يسمح بالاحتجاز الوقائي دون محاكمة لضمان سلامة البلاد.
وبموجب قانون الأمن الداخلي، يتم اعتقال واحتجاز من يُعتقد أنهم متطرفون أو يُوضعون تحت أوامر تقيد حركتهم، وهو القانون الذي يصفه وزير القانون والشؤون الداخلية السنغافوري (ك. شانموجام) بأنه الأداة الوحيدة الأكثر أهمية ضد الإرهاب.
ويعاقب القانون، من تتم إدانتهم بالسجن لمن يقدمون "الممتلكات والخدمات" لأغراض إرهابية لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 500 ألف دولار سنغافوري (362 362 دولارًا أمريكيًا)، لكن سنغافورة تجري عمليات تأهيل لهؤلاء المسجونين، حيث يتم احتجازهم بشكل منفصل لمنعهم من نشر الأفكار المتطرفة على السجناء الآخرين، أثناء خضوعهم لإعادة التأهيل.
وعلى مدار سنوات صعود تنظيم داعش الإرهاب، ظلت جنوب شرق آسيا أرضًا خصبة للتنظيم المتشدد، رغم انكماش مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق بواسطة القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
ويقول المحللان زخاري أبوزا وكولين كلارك، في مقال بمجلة فورين أفيرز، إن داعش يتجه نحو نموذج لامركزي للتمرد العالمي، حيث يتوافد المتعاطفين والمقاتلين إلى الفلبين وإندونيسيا وماليزيا، مما أثار القلق بين السلطات في المنطقة.
واستقطبت المجموعة المتشددة آلاف النساء من جميع أنحاء العالم، حيث أخبرت الكثيرات أنه من خلال الزواج من مقاتلة وتربية الأطفال، سيكونون جزءًا من بناء نظام عالمي إسلامي جديد.
وفي 22 سبتمبر، شارك نحو 250 من المساعدين المنزليين في حوار وفحص وثائقي يهدف إلى تصحيح التفسير الخاطئ للمفاهيم الإسلامية.
ويقول الباحث نور إسماعيل، إن إظهار التعاطف والتفاهم مع عاملات المنازل يقطع شوطًا طويلًا في إظهار أننا نعيش في مجتمع عادل وسلمي أفضل من عالم الحرب الذي تقدمه داعش.
وأضاف أن المنظمات الإسلامية يمكن أن توسع نطاق جهودها للوصول إلى مزيد من المساعدين المنزليين الأجانب في برامجها، كما ينبغي إشراك وكالات الخدمة المنزلية، بما في ذلك توفير دروس محو الأمية الرقمية بالإضافة إلى مساعدة المساعدين على فهم الاختلافات الثقافية بين سنغافورة ودولهم الأم.
"بغض النظر عن الجنسية، فإن المتطرفين السنغافوريين أو الإرهابيين الوافدين هم بنفس القدر من القلق إذا كانوا يعتزمون شن هجمات.. يجب حماية كل من المساعدين المنزليين والسنغافوريين من أخطار التطرف" بحسب إسماعيل.