بحجة «الانقلاب» الوهمي.. أردوغان يعتقل 70 عسكريًّا و40 موظفًا
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 12:14 م
طباعة
محمد عبد الغفار
يواصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قراراته القمعية لتوطيد نظام حكمه، والقضاء على المعارضة والزج بمن يخالفه الرأي في السجون بتهم مختلفة، مستغلًا في ذلك الانقلاب الوهمي الذي جرى في يوليو 2016.
ويزعم حزب العدالة والتنمية التركي أن الانقلاب الذي جرى في صيف 2016 كان بتخطيط من المعارض فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من أن هناك أدلة كثيرة تدعم أن الانقلاب كان بتخطيط من أردوغان نفسه.
على الرغم من مرور 3 سنوات على المحاولة الانقلابية الفاشلة في صيف 2016، ما زالت السلطات التركية تلقي القبض على مواطنين بتهمة المشاركة في الانقلاب، حيث أصدرت السلطات التركية، الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، قرارًا باعتقال 110 أشخاص من بينهم 70 عسكريًّا.
ووجهت السلطات التركية تهمًا إليهم تتعلق بالانتماء إلى جماعة المعارض فتح الله جولن، والمشاركة في انقلاب 2016، وذلك عبر التواصل مع حركة جولن من خلال نظام الاتصال الدوري عبر الهواتف العمومية، والتي يتم استخدامها في التواصل بين الجنود الموجودين داخل الجيش.
ووفقًا لما نشره موقع صحيفة صباح التركية، الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، فإن المقبوض عليهم ينقسمون إلى 20 عسكريًّا من قيادة القوات البحرية وخفر السواحل بينهم 7 في الخدمة حاليًا، بالإضافة إلى 50 عسكريًّا من القوات البرية بينهم 26 ما زالوا في الخدمة، و40 موظفًا حكوميًّا تم إلقاء القبض عليهم بتهمة تسريب امتحان الالتحاق بوظائف في جهاز الشرطة لصالح عناصر جماعة فتح الله جولن.
وفقًا للإحصائيات الرسمية التي أعلنها وزير الداخلية التركي سليمان صولو، الإثنين 23 سبتمبر 2019، فإن عدد من تم فصلهم من وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية بلغ 33 ألف شخص بتهمة الانضمام والتواصل مع جماعة فتح الله جولن.
ويأتي هذا الإعلان بعد إحصائية أخرى أعلن عنها وزير الداخلية، 10 مارس 2019، كشف خلالها عن توقيف 511 ألف شخص، تم اعتقال 30 ألفًا منهم، واعتبر صولو أن هذه الملاحقات الأمنية تأتي بهدف استهداف جماعة جولن وأعضاء جزب العمال الكردستاني المنتشرين داخل البلاد.
وفي وقت سابق، وتحديدًا 3 يناير 2019، أعلن سليمان صولو أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفًا و239 شخصًا في تركيا، منهم 52 ألف شخص تم اعتقالهم بتهمة الانتماء لجماعة فتح الله جولن
ويتضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغل عملية الانقلاب المزعوم في يوليو 2016 بإجراء عملية تطهير كامل للوزارات التركية، وتصفيتها من معارضيه وإحلال أنصاره بها، وذلك حتى يضمن لنفسه البقاء لأطول فترة ممكنة في سدة الحكم بالبلاد.