«بن قرنية» و«شنين».. إسلاميو الجزائر والسعي نحو التمكين
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 12:18 م
طباعة
دعاء إمام
رغم الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر خلال الأشهر الأخيرة؛ للمطالبة بإسقاط كل رموز النظام السابق، أعلن رئيس حركة البناء الوطني، عبدالقادر بن قرينة، المحسوب على جماعة الإخوان، ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ ليصبح أول مرشح بشكل رسمي لخلافة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وتسعى الشخصيات المنتمية لجماعة الإخوان لاصطياد الفرص التي تمكنهم من تحسين موقعهم في المشهد السياسي، عبر استغلال الصراع الدائر بين المحتجين، خاصة من الشباب المتطلعين إلى تغيير جذري.
وبذلك يصبح «بن قرنية»، أول مرشح بشكل رسمي لخلافة «بوتفليقة»، وقال في مؤتمر صحفي: «أعلن أمامكم اليوم تقدمي للترشح لرئاسة الجمهورية في الاستحقاق الانتخابي المقرر يوم 12 ديسمبر 2019»، زاعمًا أن ترشحه يهدف إلى إحداث قطيعة مع الاستبداد والفساد، وإعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات دولته.
وفي سياق متصل، لم يحسم عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية، موقفه من الانتخابات بعد، ومن المنتظر أن يعلن قراراه خلال أيام.
في يوليو الماضي، وبعد ضغط من الكتل السياسية في الجزائر، تقدم رئيس البرلمان معاذ بوشارب، المُنتمي إلى حزب جبهة التحرير الوطني «الحاكم» باستقالته؛ ليضطر نواب البرلمان البالغ عددهم 462 بينهم 160 نائبًا عن الحزب الحاكم، لاختيار خليفة لرئيس البرلمان المستقيل، لكن الجلسات شهدت خلافًا حادًّا، وانتهى الأمر بانسحاب جميع المرشحين لصالح سليمان شنين، مرشح حزب حركة البناء الوطني، والمحسوب على الإخوان؛ ما أفضى إلى انعقاد الجلسة وفوز «سليمان شنين» بالتزكية.
وأعلن البرلمان الجزائري، أن نوابه انتخبوا مرشح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، ليتولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني «البرلمان»، مُشددًا على أن انتخاب «شنين» تم بالتزكية؛ أي عن طريق التصويت برفع الأيدي في جلسة علنية، إذ قررت المجموعات البرلمانية التي شاركت في العملية الانتخابية سحب مرشحيها الستة وتزكيته بالإجماع.
ويمثل رئيس البرلمان الجزائري، الجبهة المهادنة من الإخوان، لاسيما أن الجماعة تعتمد خطابين مختلفين: أحدهما قائم على التصعيد وتهييج الرأي العام ممثلًا في حركة مجتمع السلم «حمس»، والاتجاه الثاني لا يكف عن مغازلة الجيش؛ أملًا في تولي عدة مناصب هامة.
وقالت المحللة السياسية الجزائرية، حدة حسن: إن التيار المهادن من الإخوان يسعى إلى التقارب مع السلطة؛ رغبةً في تحقيق مكاسب والخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
وتابعت، قائلةً في تصريحات صحفية: «من يظن أن التيار الإسلامي يسيطر على الحراك أو الشارع فهو واهم، فالمشاركون في التظاهرات ليسوا مؤدلجين ولم يسمحوا لأي تيار -يساري أو إخواني- أن يظهر على حسابهم؛ ما ينفي حدوث مقايضات نظير تهدئة الشارع»
وأوضحت المحللة السياسية الجزائرية، أن الإخوان تقاربوا مع السلطة في كثير من المواقف، والآن هم يريدون الخروج من اللعبة السياسية بأقل خسائر ممكنة، بعد أن كانوا أكبر الخاسرين من قبل.