بمروحيات روسية.. النيجر تؤمن حدودها من خطر الإرهاب
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 12:21 م
طباعة
أحمد عادل
أعلن وزير خارجية النيجر، كالا أنكوراو، الإثنين 23 سبتمبر، أن بلاده في احتياج كبير لمروحيات؛ بهدف محاربة الإرهابيين في المناطق الشرقية والشمالية.
وقال وزير الخارجية فى تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية: إنه سيتم توقيع عقد لشراء مروحيات روسية، في أكتوبر المقبل، مضيفًا أن أكثر من مائة طالب من النيجر يستكملون الآن دراستهم في الأكاديميات العسكرية الروسية، وربما سيفضلون العمل مع المعدات الروسية عندما يعودون إلى بلادهم للخدمة.
وفقًا لبيانات، تمتلك النيجر الآن مروحيات من طراز «مي-24» و «مي-17».
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أكد خلال مباحثاته مع نظيره من النيجر، أن البلدين لديهما آفاقا جيدة لتنمية التعاون العسكري التقني، وهناك اهتمام بتطوير التعاون لمساعدة النيجر في تجهيز وإجراء التدريب على مكافحة الإرهاب، ومحاربة التنظيمات المسلحة.
ومؤخرًا أوضح رئيس النيجر، محمد إيسوفو، في كلمة خلال ذكرى استقلال بلاده، أن جميع النزاعات في بلدان الساحل الأفريقي تأتي بسبب تربص التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.
وأكد في مقابلة خاصة مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن بلاده تتصدى أكثر من أي وقت مضى لأنشطة الجماعات الإرهابية، لافتًا إلى أن هذا الأمر مرتبط بعدة أمور: الأول هو التهديدات الأمنية في غرب أفريقيا منذ تسعينيات القرن الماضي؛ بسبب تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في الجزائر، فيما يعرف آنذاك بحقبة «العشرية السوداء» وظهور جماعة بوكوحرام في نيجيريا منذ نحو 10 سنوات.
أما الثاني فيتعلق بتعاظم سطوة هذه الجماعات الإرهابية بانهيار الدولة الليبية إبان أحداث فبراير 2011، بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، وهو ما وصفه رئيس النيجر بـ«الخطأ الفادح الذي تورطت فيه قوى غربية»، وثالثهما انتشار الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد وبخاصًة إرهاب جماعة بوكوحرام، ورابعًا الحدود الغربية مع مالي ضد التنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة.
وأعلن إيسوفو رفضه التام الدخول في مفاوضات مع الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن هذا الأمر غير قابل للنقاش، ويجب مواصلة المعركة على محورين مرتبطين ببعضهما البعض وهما: تحقيق الأمن والتنمية معًا.
جدير بالذكر، أن السلطات النيجرية أعلنت في ديسمبر 2018، حالة الطوارئ في محافظتي تيلابيري وجوتاي، لمدة ثلاثة أشهر؛ بسبب الوضع الأمني المتدهور الذي تشهده منذ بدء الأزمة الليبية، وجددت بعدها لمدة مرتين حالة الطوارئ؛ حتى تتمكن من القضاء على الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.
تقول الدكتورة أميرة عبدالحليم، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن روسيا تسعي للوجود على ساحة الصراع في منطقة الساحل والصحراء، بإبرام عدد من اتفاقيات التعاون مع دول المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد أن دول الساحل والصحراء الأفريقي، تعاني من ارتفاع وتيرة الإرهاب مرة أخري، وخاصًة بعد زيادة الاشتباكات في عدد من الجبهات وتحديدًا في ليبيا ونيجيريا أو في منطقة بحيرة تشاد.
وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن دول منطقة الساحل والصحراء، تلجأ الآن إلى القوى الدولية والإقليمية؛ لوقف زحف التنظيمات الإرهابية إليهم والقضاء عليها أولًا بأول، مشيرةً إلى أن، هناك العديد من العوامل التي تساعد التنظيمات المسلحة على الوجود في منطقة الساحل والصحراء ضاربةً المثل بالصراعات العرقية أو القبلية.