الصين.. حلقة جديدة من مسلسل الضغط الطالباني على واشنطن
الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 12:24 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تستكمل حركة «طالبان» الافغانية مساعيها الإقليمية؛ لتدارك التداعيات المصاحبة لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بإلغاء المفاوضات بين بلاده وبين الحركة؛ إذ نشر المتحدث باسمها «ذبيح الله مجاهد» الثلاثاء 24 سبتمبر، فيديو جديد لمغادرة وفد مكون من تسعة من قادة الحركة على رأسهم المسؤول السياسي للحركة «الملا بردار»، بكين، بعد اجتماعات استمرت لأيام مع بعض المسؤولين الصينيين.
وكان المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة، سهيل شاهين، أعلن على صفحته الشخصية بموقع التواصل «تويتر» في 22 سبتمبر، بدء مباحثات «طالبان» مع مسؤولين صينيين وعلى رأسهم مبعوث السلام في أفغانستان، دنج شيجون، كما كتب «سهيل»، أن المبعوث الصيني ارتأى في الاتفاق بين طالبان وواشنطن حلًّا سلميًّا للقضية الأفغانية، وأعرب عن دعمه له.
وشمل اللقاء عرض بنود الاتفاق وما توصل إليه الفريقان بالنهاية والمناقشة حولها، ومن ثم أخبر وفد «طالبان» المبعوث الصيني بأن الحركة تحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية إراقة الدماء التي ستحدث في أفغانستان خلال المرحلة المقبلة، وسبب ذلك – وفقًا لرؤيتهم- تراجع الجانب الأمريكي عن وعوده بشأن المفاوضات مع الحركة، كما أن «طالبان» هددت بأنها ستدافع عن مطالبها باستخدام شتى الوسائل مهما كانت.
تتلاقى مصالح «طالبان» حول الأوضاع في أفغانستان مع بعض ما تريده بكين من المنطقة، إذ تشترك الصين مع باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية في تحالف رباعي «QCG»؛ من أجل حل القضية الأفغانية، لكنه لم يؤت بثماره حتى الآن.
وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بحركة «طالبان» كطرف سياسي في البلاد، ويهمها بشكل كبير إحلال السلام في المنطقة من أجل استكمال مشروعها «الحزام والطريق» وتأمين جغرافية وجوده؛ إذ دفعت أموالًا طائلة من أجل إنشاء ميناء كبير في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان كجزء من مشروعها وغيره من الاستثمارات.
كما تسعى الصين لتأمين روابطها مع حركة «طالبان» وضمان عدم وجود أي بنود في الاتفاقية مع الولايات المتحدة تعيق مسار التعاون بالمنطقة، أو تضر مصالحها المتعددة.
لم تكن الصين هي الوحيدة على جدول زيارات «طالبان»، بل زارت الحركة قبلها روسيا والتقت مع مسؤولين في إيران، وطبقًا لتغريدة كتبها «سهيل شاهين» شكلت طالبان وفدًا من أربعة أعضاء تحت قيادة الملا عبد السلام حنفي لزيارة طهران، والتقى الوفد بكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، وتم النقاش بينهم حول تطوير المشاريع الاقتصادية في البلاد وسبل إحلال السلام الدائم ، عملية المفاوضات الأخيرة، وأمن المشاريع الاقتصادية الإيرانية في البلاد.
إلى جانب تقارير أخرى تشير إعداد الحركة لزيارات لعدد من الدول الأوروبية، وغيرها من الدول مثل باكستان وأوزبكستان وتركمانستان.
وتعليقًا على ذلك، يقول علي بكر، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إنه من المرجح أن تستأنف المفاوضات بين طالبان وواشنطن مرة أخرى، ولذلك تستخدم الحركة تحركاتها مع دول الجوار؛ للضغط على الجانب الأمريكي، وبالأخص أن واشنطن لم تغلق باب المفاوضات بشكل كامل، كما تستخدم الهجمات الإرهابية لاستكمال هذا الضغط.