رئيس نواب «طاجيكستان»: محاربة «داعش» صعبة.. ومخاوف من تحول «أفغانستان» لأرض خصبة

الأربعاء 25/سبتمبر/2019 - 01:45 م
طباعة رئيس نواب «طاجيكستان»: معاذ محمد
 
أعلن شكورجان زوخوروف، رئيس مجلس النواب في طاجيكستان، أن تنظيم «داعش» الإرهابي يتلقى أموالًا من بيع وتهريب المخدرات والأسلحة في أفغانستان، مما يجعل من الصعب محاربته.
وقال «زوخوروف» متحدثًا في الاجتماع الرابع لرؤساء برلمانات الدول الأورآسية، بمدينة نور سلطان الكازاخستانية: إنه «لا يزال هناك وضع عسكري وسياسي غير مستقر في أفغانستان المجاورة، حيث توجد الجماعات المتطرفة وقواعد تدريب الإرهابيين والمخربين.. لقد وصل إلى المنطقة ما يسمى إرهابيو تنظيم داعش».
وأضاف رئيس مجلس النواب: «هي تقوم بجرائم عابرة للحدود، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والأسلحة، والتهريب، وهو مصدر لتمويل المنظمات الإجرامية، وهذا يجعل المعركة ضدها صعبة للغاية».
في يوليو 2019، أكد تقرير يحمل عنوان: «العودة الثانية لداعش»، صدر عن المعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، امتلاك تنظيم داعش القدرة على العودة بقوة إلى سابق عنفوانه.
وأشار التقرير، إلى أن «حلم بناء دولة الخلافة»، لا يزال هو الهدف الرئيسي للتنظيم، مؤكدًا أنه في سبيل ذلك يتبنى استراتيجية الهجوم والانسحاب وإعادة التموضع في مناطق أخرى من العالم بعد فشل مشروعه الأول في سوريا والعراق.
وأكد تقرير المعهد، أن أفغانستان مرشحة لكى تكون قاعدة التنظيم العدوانية الجديدة، موضحة أن التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية مع منتسبي تنظيم داعش ممن تم ضبطهم على الأراضي الأمريكية، كشفت عن مخطط داعشى كبير ينطلق من أفغانستان لاستهداف المصالح الأمريكية والغربية.
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أن أحد منتسبي التنظيم، كشف كذلك عن نشاطات تجنيد واسعة النطاق تقوم بها عناصر تنظيم داعش في الجامعات الأفغانية، تستهدف تجنيد المبتعثين الغربيين بها وتكليفهم بمهام داخل بلدانهم الأصلية حال العودة اليها بعد انتهاء دراستهم في كابول.
وبحسب التقرير، فإن تلك الوقائع وغيرها تؤكد أن تنظيم داعش المنهزم في الشرق الأوسط لم يتخل عن مشروعه بل يواصل تعزيز مواقعه على الأراضي الأفغانية وإعادة تجميع صفوف مسلحيه، وباتت منطقة شمال أفغانستان معقلًا لفلول «داعش» المنهزمين القادمين من منطقة الشرق الأوسط منذ أواخر عام 2014.
وأوضح تقرير المعهد الأمريكي لدراسات الحرب، أن «داعش» تطلق على وجودها في شمال أفغانستان مسمى «ولاية خوراسان»، مؤكدًا أن عدد مسلحيها قد تزايد في تلك المناطق، فبعد أن كان عددهم لا يتعدى 150 مسلحًا فروا من الشرق الأوسط عام 2015، صاروا الآن بالمئات واستطاعوا اجتذاب العشرات من مسلحي الفرع الباكستاني لـ«طالبان».
كما أكد تقرير موسع لدورية «انتلجنس أونلاين» (مجلة دورية فرنسية معنية بشؤون الاستخبارات) حول أنشطة التنظيم في أفغانستان، توغل مقاتلي تنظيم داعش في شمال أفغانستان، وتحولهم من حالة التخندق وبناء الملاذات الآمنة والدفاع عن وجودهم إلى حالة الهجوم النشط الذي يهدف إلى تمدد وجوده على الأرض.
وأشار التقرير، إلى أن «داعش» يتخذ من أقاليم «نورستان، ونانجارهار، وكونار، ولجمان» في شمال شرق أفغانستان مناطق ارتكاز لعناصره، وجميعها تقع على الحدود الأفغانية الباكستانية الوعرة فضلًا عن كونها قريبة من العاصمة الأفغانية كابول.
وشدد تقرير المعهد الأمريكي، على أن عناصر التنظيم تحاول بسط سيطرتها على مدينة «جلال أباد» التي تعد القلب الإداري لإقليم «نانجارهار» وهي مدينة يسكنها قرابة 400 ألف أفغاني، مؤكدًا أنه مع تنامي القدرة التسليحية لعناصر التنظيم في أفغانستان وحصولهم على أسلحة متطورة عبر أسواق السلاح السوداء تصاعدت مخاطر تمدده وتنامي قدرته على تنفيذ العمليات التكتيكية، وصارت أقرب إلى تحقيق هذا الهدف.
وتشير التقديرات المخابراتية الأمريكية، إلى أن مسلحي تنظيم داعش يستهدفون في عملياتهم المناطق المدنية والأهداف ذات الطابع المدني، على خلاف مقاتلي طالبان الذين عادة ما تتركز عملياتهم فى ضرب الأهداف العسكرية والأمنية.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإنه رغم الضربات الاستباقية التى شنتها الولايات المتحدة ضد بؤر تنظيم «داعش» في أفغانستان ومصرع عدد من قياداته عام 2015، جاء إعلان الحركة الإسلامية في طاجيكستان بمثابة قبلة الحياة للتنظيم في العام ذاته، موضحًا أنها الحركة التى ينتمى إليها آلاف المسلحين من آسيا الوسطى و بلدان عربية والشيشان والهند وبنجلاديش وإقليم الإيجور في الصين.
وأوضح التقرير، أنه بفضل هذا التحالف تعززت مواقع تنظيم داعش في منطقة نانجارهار شمال شرقي أفغانستان وقويت شوكته في مواجهة «طالبان أفغانستان» المتوجسين من هذا التنظيم الوافد إلى مناطقهم محملا بهزائم الشرق الأوسط، ومعه أمواله أيضًا.

أمراء تسقط وعنف مستمر

وفي 16 سبتمبر 2019، أصدر مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، دراسة جديدة بعنوان «قطع رأس القيادة.. سقوط أمراء داعش في أفغانستان»، قالت فيه: إنه تم قتل 4 من أمراء التنظيم الإرهابي في كابول منذ عام 2015، غير أنه واصل شن هجمات إرهابية عنيفة في عدد من المناطق.
وأشارت الدراسة، إلى أنه لا يمكن حتى الآن التوصل إلى تفصيلات دقيقة حول الهيكل التنظيمي لـ«داعش خراسان»، ولا معلومات عن سلسلة القيادة فيه، مؤكدة أنه تأثر نسبيًّا بمقتل واعتقال عدد من قياداته خلال السنوات الماضية، لكنه استمر في شن الهجمات الإرهابية.
وبحسب الدراسة، يواصل التنظيم تجنيد قيادات وعناصر جديدة لمواجهة مقتل واعتقال عناصره، ومن المتوقع أن يستمر في النشاط خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه يسعى للتخلص من النظام المركزي في إدارة الولايات، وهو ما دفعه إلى فصل ما يسمى بولاية «الهند، وباكستان» عن خراسان، معتبرةً أن عملية قطع رأس القيادة، لن تنهي وجود التنظيم بالرغم من فاعليتها الكبيرة.
في 18 أغسطس المنصرم، تبني تنظيم داعش الإرهابي تفجيرًا انتحاريًا وقع بإحدى قاعات الأفراح في العاصمة الأفغانية كابول، ووصل عدد ضحاياه إلى 63 قتيلًا و182 مصابًا.
وأصدر مركز الدراسات الدولية في واشنطن تقريرًا، قال فيه: إن الحكومة الأمريكية يجب ألا تقلل من خطر «داعش» في أفغانستان، وقدر عدد المقاتلين «الداعشيين» في أفغانستان بما بين 2.500 و4 آلاف مقاتل، مشيرًا إلى أنهم «يتركزون في إقليم نانجارهار، لكن التفجير الذي وقع في كابول أوضح مدى تنامي التنظيم».
وقال التقرير: إن التنظيم بدأ «كفرقة صغيرة من المقاتلين، معظمهم باكستانيين في إقليم نانجارهار، شرق أفغانستان، ثم انضم إليهم بعض المجندين من حركة طالبان».
وحذر التقرير من أن أفغانستان «يمكن أن تكون أرضًا خصبة لداعش لإعادة تجميع صفوف التنظيم».

شارك