مصرع 30 مقاتل بحركة الشباب.. متى تنتهي القاعدة في الصومال؟
الخميس 26/سبتمبر/2019 - 10:35 ص
طباعة
روبير الفارس
أعلنت الحكومة الصومالية في بيان لها أن قواتها قتلت ليلة الاربعاء أكثر من 30 عنصرًا من مقاتلي حركة الشباب خلال عمليات نفذها الجيش الصومالي في المناطق الواقعة بين “عيل سليني” و”غندرشي” في إقليم شبيلي السفلي المجاور للعاصمة مقديشو.
ولم يكشف البيان الحكومي عن المعلومات بشأن الضحايا في صفوف الجيش الصومالي في حين لم تعلق حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة على ما أعلنته الحكومة الصومالية.
ويأتي إعلان الحكومة بعد هجوم كبير شنته حركة الشباب يوم الأحد الماضي على قاعدة للجيش في منطقة “عيل سليني” في ضواحي مدينة مركا مركز إقليم شبيلي السفلى ما أسفر عن مصرع 20 جنديا حكومي على الأقل وإصابة آخرين بجروح.
يذكر أن حركة الشباب تنشط في مناطق من الأقاليم بجنوب ووسط الصومال ما حول تلك الأقاليم إلى ساحة مواجهات بين مقاتلي الشباب وقوات الحكومة المدعومة بالقوات الأفريقية “اميصوم” إلى جانب الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأجنبية على مواقع الحركة. التى يظل السؤال عن نهايتها مفتوح وبلا اجابة
وفي سياق متصل نجا حسن علي نور”شوتي ” رئيس المحكمة العسكرية الإبتدائية من محاولة اغتيال عقب انفجار نجم عن لغم أرضي استهدف موكبه في ضواحي العاصمة مقديشو.
وبحسب مصادر فإن السيارة التي تعرضت للانفجار والتي احترقت تعود ملكيتها لمدعي المحكمة العسكرية.
ولم تتضح بعد الخسائر الناجمة عن الهجوم على موكب رئيس المحكمة العسكرية الذي كان متجها الي العاصمة مقديشو قادما من قاعدة للجيش الصومالي في منطقة “عيل سليني” بالقرب من مدينة مركا مركز إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو
وحركة الشباب هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري .
الحركة التي تأسست في أوائل 2004 كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف بـ"تحالف المعارضة الصومالية".
لا يعرف تحديدًا العدد الدقيق لأفراد هذه الحركة إلا أنه عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية التي خلفتها حركات إسلامية من قبيل حركة الشباب قدر عدد الأولى بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبًا. ويعتقد أن المنتمين إلى الحركة يتلقون تدريبات في إريتريا حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات.
كما أن هناك من يقول بأن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال . كما يتواجد مقاتلين أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الصليبيين الإثيوبيين. كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق العقيد عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر". والزعيم الحالي لتلك المنظمة هو "أحمد ديري أبو عبيدة" والذي خلف "أحمد عبدي غودني" (تزعم الحركة من 2008 إلى 2014) المشهور ب (الشيخ مختار عبد الرحمن أبو الزبير) والذي قُتل بغارة جوية أمريكية في سبتيمبر 2014م جنوب الصومال، والذي تولى زعامة التنظيم خلفاً ل"آدم حاشي فرح عيرو" الذي لقى حتفه 1 مايو 2008 في غارة جوية أمريكية على منزله في مدينة غوريعيل وسط الصومال.
وفي عهد غودني وصلت الحركة إلى ذروة قوتها حيث سيطرت على ثلاثة أرباع العاصمة مقديشو وكادت تقضي على الحكومة الصومالية برئاسة شيخ شريف أحمد والمدعومة غربيا وإفريقيا لولا انسحابها المفاجئ من العاصمة إثر ظهور خلافات بينه وبين المتحدث السابق باسم الحركة الشيخ مختار علي روبو أبو منصور الذي انسحب بمعظم قواته من العاصمة وانعزل عن الحركة إلى الآن ويعمل بشكل مستقل وهو أكثر اعتدالا من القادة الآخرين
ممارسات
تقوم الحركة بالتضييق على المواطنين حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها. كما قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشو، وذلك عبر "جيش الحسبة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي استحدثته لهذا الغرض.
كما قام تنظيم الشباب باعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم عن الألف) منذ عام 2005، وكذلك قامت الميليشيا التابعة لهم باعدام أشخاص اشتبه في تعاونهم مع الاستخبارات الإثيوبية. كما قامت الميليشيا بهدم أضرحة تابعة لمسلمين صوفيين في المناطق التي تسيطر عليها إضافة إلى اغلاق مساجدهم وجامعتهم بدعوى "أن ممارسات الصوفيين تتعارض مع مفهوم هذه الجماعة للشريعة الإسلامية".
كذلك تقوم المجموعة من خلال ما تسميه "محكمة إسلامية" بالحكم على نساء ورجال بالجلد من قبيل "الزنا" . فيما يتهمهم الرئيس الصومالي "بتشويه الإسلام ومضايقة النساء".