شيطنة داعش تتجدد.. التنظيم الإرهابي يخطط لإخراج عناصره من السجون
الخميس 26/سبتمبر/2019 - 10:50 ص
طباعة
أميرة الشريف
بدو أن فشل الحكومات في إدراة مرحلة ما بعد داعش جعل التنظيم الإرهابي داعش يواصل تحركاته السرية بخلاياه النائمة، وبالأخص بعد خسائره المتتالية في العراق وسوريا، حيث كشف تقرير أميركي، أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول التحرك، لأجل فك أسر الآلاف من عناصره الذين اعتقلوا في سوريا والعراق، في مسعى إلى استعادة "الخلافة المزعومة" التي جرى إعلانها في يونيو 2014.
ويري مراقبون أن الحكومة العراقية لم تنجح في إدارة مرحلة ما بعد "داعش"، فضلا عن عجزها عن تطبيق برامج خاصة بالمجتمعات التي عاشت تحت حكم التنظيم المتطرف لسنوات، بالإضافة إلى فشل السياسات الاقتصادية في استقطاب هؤلاء وتأمين حياة كريمة لهم.
وقالت صحيفة "الصن" البريطانية، إن عناصر داعش تحركت لإخراج متطرفيها من السجون، بعد تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي قال فيها إن بلاده ستنقل متشددي داعش المعتقلين من قوات حليفة، إلى حدود أوروبا، إذا لم تبادر فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى استعادة رعاياها من بينهم.
وترفض فرنسا، استعادة مواطنيها الذين التحقوا بداعش، لكنها تتيح إمكانية رجوع الأطفال، وفي الوقت نفسه، تقول باريس إنها حريصة على أن يحظى متشددوها بمحاكمة عادلة، رافضة أن يدانوا بأحكام الإعدام.
وقال ترامب بلهجة تهديد مخاطباً الأوروبيين، في حديثه لصحفيين: "في نهاية المطاف سأقول أنا آسف لكن إما أن تقوموا باستعادتهم أو سنعيدهم إلى حدودكم".
وأوضح أنه سيفعل ذلك "لأن الولايات المتحدة لن تسجن آلاف الأشخاص الذين وقعوا في الأسر، في غوانتانامو ولن تبقيهم في السجن طوال 50 عاماً" لأن ذلك سيكلّفها "مليارات ومليارات الدولارات".
ودعا تسجيل صوتي منسوب إلى زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، إلى تحرير سجناء التنظيم.
ووفق التقديرات، يوجد ما بين 8 آلاف و10 آلاف معتقل من تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، فيما تحتجز قوات سوريا الديمقراطية الحليفة لواشنطن نحو ألفي عنصر من الإرهابيين.
وكان، أكد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، وجود محاولات لتحرير عناصر معتقلين من تنظيم داعش المتشدد وذلك من خلال محاولات لاختراق مراكز ومخيمات الاحتجاز.
ويسعي التنظيم الإرهابي داعش إلي استعادة نفوذه مجددا، وترتيب صفوفه، فيما أعلن البغدادي، مؤخرا، اختيار عبد الله قرداش خليفة له، وفق ما نقلت الذراع الإعلامية لداعش "أعماق".
وترجح معلومات استخباراتية غربية، أن يكون البغدادي مختبئا في منطقة صحراوية من الشرق السوري، ومن المحتمل أن يكون قد أوعز لقرداش بقيادة التنظيم لأنه يعاني وضعا صحيا صعبا من جراء إصابته في غارة جوية عام 2017.
ونشأ قرداش إلى جانب البغدادي، وقبعا معا في سجن واحد بالبصرة سنة 2003 إثر اعتقالهما من القوات الأميركية على خلفية صلات مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وتخشى الدول الأوروبية أن تؤدي استعادة مواطنيها الذين التحقوا بداعش، إلى شنهم هجمات في قلب الغرب، لاسيما أن كثيرين منهم يدانون بعقوبات في حدود خمس سنوات وسرعان ما يستعيدون حرياتهم.
ويواصل داعش استعراض حجم عملياته التخريبية في العراق، متباهيا بين الحين والآخر بالكشف عن تعداد العمليات التي ينفذها في ذلك البلد، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة عن أسباب استمرارية التنظيم الإرهابي.
ويأتي تصاعد عمليات التنظيم الإرهابي في العراق مخالفا للمنطق وفق محللين، فهناك عدة دول أخرى كانت مرشحة لتكون الملاذ للتنظيم بعد القضاء عليه في العراق وتراجع نفوذه في سوريا، بسبب عدم استقرار تلك الدول مثل المناطق النائية في أفغانستان وباكستان والصومال.
ويعزو خبراء تصاعد هجمات التنظيم لأسباب عدة، منها هيمنة الميليشيات الطائفية على المشهد الأمني في العراق، وضعف عمليات إعادة إعمار المناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش" سابقا.
وبحسب مستشار المركز العراقي للدراسات السياسية، مؤيد الونداوي، فإن هناك أسبابا كثيرة لمواصلة "داعش" عملياته في العراق، أبرزها حجم المنطقة الجغرافية الكبيرة التي ينشط فيها من بغداد وصولا إلى سوريا، الأمر الذي مكّنه من الظهور عبر "خلايا نائمة"، عملت على تدمير البنى التحتية وترويع المواطنين.