«أردوغان» يهدد بـ«خطط خاصة» في الشمال السوري

الخميس 26/سبتمبر/2019 - 01:01 م
طباعة «أردوغان» يهدد بـ«خطط معاذ محمد
 
قالت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء 24 سبتمبر 2019: إن الولايات المتحدة وأنقرة سيرتا دورية ثانية مشتركة شمال شرقي سوريا، كجزء من الخطط لإقامة «منطقة آمنة».
وأوضحت الوزارة، أنه تم نشر طائرات مسيرة، كما عبرت 4 مدرعات الحدود؛ للانضمام إلى القوات الأمريكية، لتسيير دوريات في محيط بلدة تل أبيض.
وانطلقت الدورية المشتركة الأولى، صباح الأحد 8 سبتمبر، في «تل أبيض»، قرب الحدود التركية، في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا؛ تنفيذًا للاتفاق المشترك المبرم بين واشنطن وأنقرة بإنشاء «منطقة آمنة».
وجاء انطلاق الدوريات بموجب المحادثات الثنائية المكثفة بين أنقرة وبين واشنطن في 7 أغسطس 2019، التي تم التوصل فيها لإنشاء منطقة آمنة تكون فاصلًا بين سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبر أبرز مكونات «قسد»، والحدود التركية، على أن يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كيلومترًا.
وعلى الرغم من بدء واشنطن وأنقرة، دوريات مشتركة الأحد 8 سبتمبر، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد في نفس اليوم بتنفيذ ما أسماه «خطط خاصة» في البلد المجاورة، حال عدم بدء إنشاء المنطقة المتفق عليها مع الجنود الأتراك، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي لحماية إرهابيين أكراد.
وأشار «أردوغان» إلى وجود خلافات كبيرة بين تركيا وبين الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة، واتهم الرئيس التركي واشنطن بالعمل على تغطية وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها بلاده تنظيمًا إرهابيًّا وذراعًا لحزب العمال الكردستاني، مهددًا بتنفيذ ما أسماه «خطة خاصة» إذا لم تتعاون معه نيويورك.
ويرجع غضب «أردوغان»، بحسب تصريحات سابقة له، إلى أنه يرى أنه لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق 3 إلى 5 مروحيات، أو تسيير 5 إلى 10 دوريات، أو نشر بضعة مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري، ما يؤكد أن تهديداته بتنفيذ ما يسميه «خطط خاصة» لن تنتهي، خصوصًا أن الدورية التي تم تسييرها لم تتجاوز الأرقام التي حددها.
ومنذ تسيير الدورية الأولى في 8 سبتمبر، لم يتوقف «أردوغان» عن تهديداته بتنفيذ تلك «الخطط»، التي لم يعلن عن طبيعتها، وكان آخرها الأربعاء 18 سبتمبر، عندما صرح بأنه في حال لم يتم التوصل إلى «نتيجة» بشأن المنطقة الآمنة في سوريا خلال أسبوعين، فإن بلاده «ستنفذ خططها»، مضيفًا: «التصريحات لم تعد تطمئننا.. نريد إجراءات ملموسة على الأرض».
كما أنه هدد السبت 21 سبتمبر، في مؤتمر صحفي، بإطلاق عملية عسكرية أُحادية في شمال سوريا في حال لم يتم إقامة «منطقة آمنة» مشتركة مع الولايات المتحدة، محددًا لها نهاية الشهر الجاري.
وشدد «أردوغان» على أن الجيش التركي «أكمل كل الاستعدادات على الحدود» مع سوريا لفرض منطقة آمنة ممكنة، ومن أجل احتمالية هجوم أُحادي في حال لم تقم المنطقة.
وفي مقابل تلك التهديدات، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في تصريحات للصحفيين، مطلع أغسطس الماضي: إن بلاده تعتزم منع أي غزو تركي أحادي الجانب في شمال سوريا، مضيفًا أن أي تحرك من هذا القبيل سيكون «غير مقبول».
خلال تصريحات صحفية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنه إذا تم تحويل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات إلى منطقة «آمنة»، فسيكون من الممكن «بناء على حجم المنطقة الآمنة، توطين ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ ما زالوا يعيشون في بلدنا أو في أوروبا».
وفي وقت سابق، أشار «أردوغان» إلى أنه يرغب في «ممر سلمي» يمتد عبر شمال سوريا وحتى دير الزور والرقة، موضحًا أن ذلك سيسمح لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ بالعودة»، داعيًا أوروبا إلى تقديم «المزيد من الدعم»؛ لتحقيق هذه الخطة.
وفي جميع المقابلات الصحفية والأحاديث التي تتطرق إلى المنطقة الآمنة، يصر الرئيس التركي على تمسكه بالتبرير، أنه يريد إقامتها لصالح اللاجئين السوريين في بلاده وأوروبا، غير أنه في الحقيقة يسعى إلى إقامتها في شمال سوريا؛ بسبب تخوفه من المقاتلين الأكراد .
الخلاف الذي يتحدث عنه «أردوغان» مع الولايات المتحدة، يرجع إلى تضارب المصالح في المنطقة الآمنة، فأنقرة تعتبر المقاتلين الأكراد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، «إرهابيين» وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني، بينما تعدهم واشنطن شريكًا رئيسيًّا للتحالف الدولي الذي تقوده في قتال تنظيم «داعش»، وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، ومنذ عام 2013 تقدم واشنطن الدعم العسكري لهم؛ لمواجهة التنظيم الإرهابي.
وتسعى تركيا لإنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»؛ لخشيتها من توسع الأكراد، لذلك شنت منذ عام 2016، عمليتين عسكريتين في سوريا، سيطرت خلالها على مناطق حدودية، وتمكنت في العام الماضي من السيطرة مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين.
وإضافةً إلى وجود خلافات بين واشنطن وأنقرة بشأن «المنطقة الآمنة»، فإن الحكومة السورية، تعتبر تسيير الدوريات انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضيها.
وعقب انطلاق الدورية الأولى 8 سبتمبر 2019، نددت دمشق بالوضع، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية للدولة «سانا» عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الخارجية، قوله: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأمريكية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية»، متابعًا: «تؤكد سوريا أن هذه الخطوة تمثل عدوانًا موصوفًا بكل معنى الكلمة، وتهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سوريا».

شارك