سقوط زعيم «الفرقان».. انتصار عسكري جديد للجيش الوطني الليبي
الخميس 26/سبتمبر/2019 - 01:15 م
طباعة
نورا بنداري
في نصر عسكري واستخباراتي للجيش الوطني الليبي، ألقت قوات «لواء الموت - ترهونة» التابع للجيش في 23 سبتمبر الجاري، القبض على قائد ميليشيا «الفرقان» الإرهابية بمصراتة «علي بن جشير»، وهو ابن القيادي الإخواني «إبراهيم بن جشير».
ويمثل القبض على «بن جشير» نصرًا عسكريًّا للجيش الوطني، باعتباره قائد لكتيبة موالية لتنظيم القاعدة، وهذا النصر وجه ضربة لكل من تركيا وقطر اللذان يقدمان الدعم للميلشيات الإرهابية في ليبيا.
أعقب ذلك بيان للجيش الليبي، الذي قال: إن قواته ماضية في تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات صنيعة تنظيم الإخوان الإرهابي في مختلف الجبهات التي تسيطر عليها منذ سنوات.
في 22 سبتمبر الجاري، أشار المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء «أحمد المسماري» إلى أن المعركة ضد الإرهاب في بلاده أوشكت على الانتهاء، مؤكدًا أن قوات الجيش الوطنى الليبي ستلاحق جميع الدول الداعمة للإرهاب.
وفي 24 سبتمبر، أوضحت مصادر عسكرية ليبية لصحيفة «الاتحاد» أن ميليشيات الإخوان طالبت النظام التركي بدفعة جديدة من الطائرات المسيرة؛ لدعم صفوف المسلحين والمرتزقة في ضواحي طرابلس لعرقلة عملية تقدم قوات الجيش الليبي.
وأكدت المصادر، أن عناصر من جماعة الإخوان التقوا الرئيس التركي منذ أيام وطالبوه بالتوقيع على اتفاقية دفاع مشترك مع حكومة الوفاق، وإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية لها.
تولى «بن جشير» إمرة مليشيا الفرقان الإرهابية منذ مارس 2015، بعد مقتل قائدها السابق الارهابي «أسامة مكرم» في معارك بمدينة ورشفانة، بمحيط العاصمة طرابلس.
وتعد «ميليشيا الفرقان» إحدى أبرز الميليشيات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«الجماعة المقاتلة» في ليبيا، وتعد من أشرس كتائب مدينة مصراتة وأكثرها عنفًا.
وتتهم هذه الميليشيا بجانب ممارساتها الإرهابية بجرائم عدة، يأتي من أهمها الضلوع في التهريب المنظم للوقود، إذ سبق واحتلت مجمع مليتة للغاز قرب مدينة الزاوية - غربي طرابلس، ومارست القمع بقوة السلاح ضد الوسطيين من أبناء مدينة مصراتة، وتورطت في قضية مقتل عميد بلدية مصراتة.
وهناك علاقة بين ما يسمى «المجلس التركماني السوري» المدعوم من أنقرة، بــ«ميليشيا الفرقان»، ففي 23 أغسطس 2018 زار مجلس التركمان مقر «الفرقان» التي تضم مقاتلين تركمان، وبات لهم مقرات أيضًا في منطقة عفرين الكردية.
وتركمان ليبيا، ينتشرون في مساحة واسعة من البلاد، وخاصةً في مدينة مصراتة والتي تعد معقل الجماعات الإسلامية، أهم حليف لتركيا في ليبيا.
يوضح محمد أبوراس الشريف، الأكاديمي الليبي المختص في شؤون مكافحة الإرهاب، أن «على بن جشير» هو ابن أحد أكبر المجرمين في مصراته وهو المدعو «ابراهيم بن جشير»، الإرهابي الإخوانى المدعوم من تركيا وقطر، ويعتبر أحد المطلوبين في قضية قتل عميد البلدية، ويشترك مع آخرين في عملية تصفية كل المعارضين للميليشيات المسلحة، وساهم في عمليات تهريب الوقود والبشر؛ من أجل تمويل كتيبة الفرقان والتي تعد من أشرس الكتائب والتي تتحالف مع مجموعات القاعدة والليبية المقاتلة وجماعة الإخوان
وأكد «الشريف»، أن القبض على «بن جشير» حي سيساهم في معرفة العديد من الأسرار التي تخص تلك الجماعات الإرهابية وعدد مقاتليه الفعليين ومصادر التمويل الأجنبي، وماهي القدرات التي تمتلكها هذه الجماعات؛ ما يعزز موقف الجيش للتقدم والسيطرة على العاصمة ويسهل عملية الانقضاض على هذه الميليشيات.
ولفت الأكاديمي الليبي، إلى أن القبض على هذا الإرهابي يعد انتصار استخباراتي كبير لصالح الجيش الوطنى، إضافةً إلى أنه سيؤثر على أنقرة بشكل مباشر، فهي لديها تحالفات مع كل التنظيمات الإرهابية التي تخدم مصالحها، وعندما تفقد أحد هذه التنظيمات موقعه بالتأكيد ذلك يهددها.