دراسة أمريكية: «داعش» يستعد لإطلاق سراح المقاتلين المحتجزين في سوريا والعراق
الخميس 26/سبتمبر/2019 - 01:27 م
طباعة
معاذ محمد
تتزايد مؤشرات عودة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، خلال الأيام الجارية يومًا بعد يوم، كان آخرها تقرير أمريكي، الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، يقول: إن التنظيم يستعد لإطلاق سراح الآلاف من المقاتلين المحتجزين والقيام بمداهمات لمعسكرات المحتجزين في البلدين، الشهر المقبل.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن التنظيم يستعد لإطلاق سراح المقاتلين المحتجزين، وفقًا لما توصلت إليه دراسة جديدة حول عودة «داعش» من جديد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المنظمة الإرهابية «تستعد لتحرير مقاتليها الموالين وأتباعها من السجون ومخيمات النزوح في جميع أنحاء سوريا والعراق».
ونشر معهد دراسات الحرب الأمريكي، تقريرًا الإثنين 22 سبتمبر 2019، كشف فيه الأسباب التي أدت إلى تخطيط «داعش» لإطلاق سراح مقاتليه المحتجزين في سوريا والعراق.
وبحسب التقرير، فعندما أعلن أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، عن خطط الحملة في خطاب ألقاه في 16 سبتمبر 2019، بعد اختفاء 5 أعوام، سأل أتباعه كيف يمكنهم «أن يقبلوا العيش بينما تعاني النساء المسلمات في معسكرات الشتات وسجون الإذلال تحت سلطة الصليبيين؟».
ووفقًا للتقرير، يمثل مخيم الهول في شمال سوريا خطرًا خاصًا، حيث تنشط «داعش» به، وبدأت جمع التبرعات بالمخيم، عبر قنوات مشفرة «مثل Telegram» منذ يونيو 2019، مؤكدًا أنه من المحتمل أن تشهد باقي معسكرات النزوح الأخرى في سوريا والعراق نشاطًا مشابهًا، خصوصًا بعد كلمة «البغدادي».
ويشير تقرير المعهد الأمريكي، إلى أن الروايات المتنوعة التي حصل عليها، تشمل مقاطع فيديو قام بها أطفال ومتمردات «داعش داخل» المخيمات، وكانت نشطة منذ الأسبوع الماضي.
وأضاف التقرير، أنه من المحتمل أن يعتزم تنظيم «داعش» شن حملة من غارات على السجون في جميع أنحاء العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن «تنظيم القاعدة» في العراق شن حملة مماثلة أطلق عليها اسم «كسر الجدران» لدعم إعادة تشكيله في الفترة 2012-2013.
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي صعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومساعدوه شكاويهم من أن دولًا في أوروبا والشرق الأوسط ترفض استعادة آلاف من مقاتليها، الذين جرِحوا في الحملة لهزيمة «الخلافة» التابعة لتنظيم داعش، والمحتجزين الآن في معسكرات بسوريا والعراق.
خطوات العودة
منذ إعلان العراق القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في أرضه عسكريًّا، أواخر عام 2017، هدأت سطوة العمليات الإجرامية التي كان ينفذها التنظيم بها، غير أن هناك العديد من العمليات المحدودة التي تقع في مناطق متفرقة ببغداد، كـ«قتل عسكريين، وتفجير عبوة ناسفة، وتفخيخ الأبقار».
العمليات المحدودة التي وقعت في العراق خلال الفترات الماضية، يعتقد أنها من تنفيذ خلايا «داعش» النائمة في أنحاء متفرقة من البلاد، بحسب المصادر الأمنية، إلا أن التنظيم لم يكن يعلن مسؤوليته عنها.
وعلى النقيض من ذلك، أعلن التنظيم السبت 21 سبتمبر 2019، مسؤوليته عن الاعتداء الذي أدى لمقتل 12 شخصًا، قرب مدينة كربلاء العراقية، وهذه المرة تُعد الأولى منذ أكثر من 4 أشهر، التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته بشكل واضح عن الاعتداءات أو التفجيرات في العراق، مما يؤكد تزايد مؤشرات عودة وتمكين «داعش» في العراق.
وكانت المرة الأخيرة، التي تبنى تنظيم داعش الإرهابي، المسؤولية عن الأحداث الدامية في العراق، في 10 مايو 2019، عندما أعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف سوق «جميلة» التجاري، شرقي بغداد.
يأتي هذا في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير كثيرة عن عودة تنظيم داعش مجددًا في العراق، فبحسب إحصاءات لمرصد الأزهر للفتاوى، فإن التنظيم يسعى إلى العودة للواجهة مرة أخرى، خصوصًا أن نفوذه وأيديولوجيته ما زالت قائمة، مشيرًا إلى أنه يسعى جاهدًا إلى إعادة تشكيل صفوفه عبر تنشيط خلاياه النائمة داخل العراق وسوريا، وأن الإحصاءات أظهرت أن هجماته في بغداد بلغت الضعف مقارنة بغيرها من الدول، في حين أشارت بيانات صادرة عن الذراع الإعلامية للتنظيم إلى أنه نفذ 73 هجومًا بالبلاد ذاتها خلال أسبوع.
كما حذر تقرير للأمم المتحدة، من أنّ خطر الجماعات المتطرفة لايزال متصاعدًا، كاشفًا عن صورة مفزعة حول الحركة العالمية للجماعات المتطرفة، لا سيما التي تُمثل تهديدًا كبيرًا على الرغم من انتكاستها التي شهدتها في الآونة الأخيرة.
وأوضح التقرير القائم على المعلومات المُقدمة من قِبل أجهزة مخابرات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أنه رغم أنّ دولة الخلافة المزعومة لم يعد لها وجود على أرض الواقع، فإنّ العديد من العوامل التي أفرزت تلك الدولة المزعومة، والتي أدّت إلى ظهورها لا تزال قائمة.
وفي مطلع الشهر الجاري، قال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش: إن خلايا التنظيم بدأت مجددًا في إعادة تنظيم صفوفها، وشنت عمليات في عدد من المناطق العراقية.
وأكد «كاميرا» خلال لقائه مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، في أربيل، أن تلك الخلايا لاتزال تمثل خطرًا جديًّا في هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية؛ لمواجهة خطر تنظيم داعش.
من جهته، شدد مسرور بارزاني، على أن العوامل التي أدت إلى ظهور داعش ما زالت قائمة، مؤكدًا أن التنظيم بدأ بتنفيذ نشاطات إرهابية في عدد من المناطق؛ ما يشكل تهديدًا جديًّا لسكانها.
وفي 7 أغسطس 2019، أشار مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية، في تقرير صادر عن «البنتاجون»، إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي عزز قدراته في العراق خلال الربع الحالي من العام الجاري، برغم خسارته على المستوى الإقليمي.
وحذر تقرير أمريكي، أعده «معهد دراسة الحرب» في 2 يوليو 2019، من عودة تنظيم «داعش» مجددًا بشكل أشد خطورة في سوريا والعراق، رغم خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها هناك، مؤكدًا أن التنظيم لا يزال يقود نحو 30 ألف مسلح في البلدين، أي ما يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل ومدن أخرى في بغداد، وكذلك شرق البلد المجاورة في ثلاث سنوات فقط.