المأزق الإيراني في مواجهة الحشد الدولي

الخميس 26/سبتمبر/2019 - 01:35 م
طباعة المأزق الإيراني في نورا بنداري
 
قبيل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ أجرى وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» مساء 24 سبتمبر الجاري، حديثًا مع شبكة «CNN» الأمريكية، أكد خلاله، أن بلاده لم تقم بالهجوم على منشآت النفط السعودية، وأن الحوثيين صرحوا بمسؤوليتهم عن هذه العملية، مؤكدًا أن لديهم وثائق تثبت ذلك، الأمر الذي يؤكد أن الوزير يريد أن إبعاد التهمة عن دولته.
وأكد «ظريف»، أن طهران لم تمد ميليشيا الحوثي بالطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم، بل إنهم تمكنوا من ضرب المنشآت النفطية في السعودية بعد أن زودوا بأنفسهم من مدى صواريخهم؛ إذ إن الحوثيين لديهم تكنولوجيا متطورة سمحت لهم بتحسين وتطوير الأسلحة التي بحوزتهم، حسب قوله، مشيرًا إلى أن السعودية لم تقدم أي أدلة على تورط إيران في الهجوم منشآتها النفطية.
هناك بعض الأدلة التي تؤكد أن طهران هى المسؤولة عن الهجوم على منشأت النفط السعودية، يأتي من بينها ما أوضحته الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية «NPR» في 18 سبتمبر الجاري، أن صورًا التقطتها أقمار صناعية تظهر تجهيز إيران للهجوم، ورغم أن الصور لم تنشر للعلن بعد، إلا أن مسؤولين أمريكيين قالوا لـ«NPR»: إن الاستخبارات الأمريكية ترى أن هذا النشاط يعد «دليلًا ظرفيًّا» على أن إيران أطلقت الهجوم من داخل البلاد.
وفي 20 سبتمبر الجاري، وبعد أن وجهت العديد من دول العالم أصابع الاتهام إلى طهران بالتورط في الهجوم على منشآت أرامكو النفطية، تزايدت الضغوط على نظام الملالي؛ ما دفعه للبحث عن مخرج من هذه الورطة، ولهذا كان من اللافت، بل والمفاجئ، إعلان ميليشيات الحوثي، وقف جميع هجماتها على الأراضي السعودية.
وفي 22 سبتمبر، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن النظام الإيراني أجبر ميليشيا الحوثي على تبني الهجوم، ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى، أن قيادات من الحوثيين اعترفوا بأنهم أُجبروا من إيران على تبني العمليات السابقة.
من جانبه، أشار «أحمد قبال» الباحث في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن استهداف ميليشيا الحوثي لركيزة من ركائز الاقتصاد السعودي، ألقى بظلاله على مواقف إقليمية ودولية تخشى من اتساع نطاق المواجهة والوصول إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة بعد معلومات استخباراتية، أكدت ضلوع إيران بشكل مباشر فى العملية.
وأشار «قبال»، إلى أنه رغم تأكيد مسؤولين وعسكريين إيرانيين مرارًا، أن نظام الملالى يدعم ميليشيا الحوثي من خلال مستشاريه ومن خلال حزب الله اللبناني، إلا أن وزير خارجية الإيرانى يناقض تلك المواقف بإدعائه أن جماعة الحوثي هي التي طورت ترسانتها الصاروخية والعسكرية ذاتيًّا، نافيًا أن تكون طهران وراء تلك الهجمات ولو بشكل غير مباشر.
وأكد أن تطوير منظومة صواريخ وطائرات مسيرة على هذا النحو في ظل حصار إقليمي ودولي وحرب طاحنة استمرت لسنوات، أمر مستحيل دون دعم مباشر وقوي وعلى أعلى المستويات من النظام الإيراني، إذا أخذنا في الاعتبار أن تلك الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت للمنشآت النفطية رغم منظومات الصواريخ الاعتراضية وأنظمة الدفاع الجوي السعودية الأكثر تطورًا في العالم.
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أن وزير الخارجية الإيراني الذي يجيد العمل الدبلوماسي، يحاول جاهدًا الرد على الاتهامات التي تتعرض لها طهران؛ لنزع فتيل التوتر مع المملكة العربية السعودية، التي أعلنت مؤخرًا انضمامها للتحالف الدولي لحماية الملاحة بالخليج تحت مظلة القيادة الأمريكية، وللحد من ردود فعل إقليمية ودولية تمضي في اتجاه مزيد من الحشد العسكري في الخليج العربي.

شارك