بالأدلة.. نظام «أردوغان» ضالع في دعم الإرهاب
الجمعة 27/سبتمبر/2019 - 09:58 ص
طباعة
معاذ محمد
لا تخلو اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية، من اتهامات لتركيا بدعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وكان آخرها الدورة الحالية، عندما أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، كشفت فيه عن بعض الحقائق التي تمثل دليلًا على عبثية حديث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن العدالة والحريات، إضافةً إلى إحصائيات عن انتهاكات مورست ضد الشعب التركي من سجن واعتقال، بجانب احتضان أنقرة الإرهاب في المنطقة.
إرهاب تركيا في سوريا
في 7 سبتمبر 2019، كشف تقرير لموقع «إنفيستيجيتف بروجكت» عن دور أكبر جمعية خيرية تركية في دعم الإرهاب، برعاية استخباراتية حكومية، مؤكدًا أن عباس برزيجار، مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية «كير»، وافق على دعم الجمعية، التي لها سوابق في دعم الإرهاب.
وأوضح التقرير، أن «برزيجار»، قدم على امتداد سنوات دعمًا لمؤسسة الإغاثة الإنسانية «آي إتش إتش»، التي تتخذ من تركيا مقرًّا لها، على الرغم من تأكيد الوقائع تقديمها للدعم المالي واللوجستي والسياسي للإرهاب، عبر العالم.
وبحسب التقرير، فإن الجمعية ساعدت عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين إلى تركيا وغيرها من الدول، معتبرة أن «برزيجار» إما أنه لا يعرف أو يتجاهل أدوارها في دعم وترويج الأيديولوجيات المتطرفة.
ووفقًا للتقرير، لم تتوان المنظمة عن نقل الأسلحة والمقاتلين إلى ساحات المعارك، تحت ستار تقديم المساعدات الإنسانية، بجانب عملها عن كثب مع وكالة الاستخبارات التركية، لتنفيذ الكثير من تلك المخططات، إضافةً إلى أنها تربطها علاقات وطيدة بحزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويشتركان بالأيديولوجيا نفسها، ويعملان معًا لتحقيق الأهداف ذاتها.
كما أوضح التقرير، أن هناك روابط تجمع الجمعية الخيرية بتنظيم الإخوان الإرهابي، وكثير من الحركات التابعة له عبر العالم.
وجاء هذا التقرير، بعد أيام من تحقيق استقصائي، أجراه موقع «إنفستيجيتيف جورنال» الأمريكي، والذي كشف ضلوع تركيا في إنشاء وتمويل خلايا لتنظيم القاعدة وداعش في سوريا خلال السنوات الماضية.
الموقع لم يكتف بذلك، بل أذاع تسجيلًا صوتيًّا باللغة التركية، لاجتماع كان وزير الخارجية حينها، أحمد داوود أوغلو، جزءًا منه، وظهر فيه «هاكان فيدان»، مدير المخابرات التركية، وهو يتحدث عن 4 نقاط أساسية، قائلًا: «أرسلنا نحو ألفي شاحنة إلى سوريا، سأرسل 4 رجال إلى سوريا لو كان ذلك ضروريًّا، سنطلق 8 قذائف تجاه تركيا؛ لإيجاد تبرير لغزو سوريا، لابد أن نهاجم قبر سليمان شاه».
ومنذ عام تقريبًا، نشرت صحيفة «جمهوريت» التركية، صورًا ولقطات فيديو، وتقارير تكشف أن مسؤولين من المخابرات التركية، يساعدون في نقل أسلحة ومسلحين بالشاحنات إلى سوريا، وأوضحت تورط جهات محلية في نقل وتسليح المتطرفين.
وفي مايو الماضي، نشر موقع «نورديك مونيتور» الاستقصائي السويدي، تقريرًا عن تساهل الحكومة التركية مع المقاتلين المتشددين الأجانب الذين تعتقلهم، وأنها أطلقت سراح الغالبية العظمى منهم، الذين تم اعتقالهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، والذين قدموا إلى البلاد كمحطة عبور للالتحاق بعمليات قتالية في سوريا والعراق، ومعظمهم ينتمي لتنظيمات متطرفة مثل «داعش والقاعدة»، ويجري تحريرهم بعد محاكمات سريعة.
وفي تحقيق أجرته مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، كشف مسؤول عراقي، أن الجزء الأكبر من الأصول المالية لـ«داعش» نقل إلى تركيا، رغم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية، وطالت شركات للخدمات المالية في سوريا والعراق، مؤكدًا أنها وصلت أنقرة إما نقدًا أو بعد تحويلها لذهب، بجانب تغاضي السلطات التركية عن بيع عناصر من تنظيم داعش النفط المهرب لمشترين أتراك.
تركيا تدعم الميليشيات في ليبيا
وبالانتقال إلى ليبيا، ففي 22 سبتمبر الجاري، كشف العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، عن وجود قوات تركية خاصة تقاتل إلى جانب الميليشيات المتطرفة في العاصمة طرابلس.
ولطالما أعلن قادة الجيش الوطني الليبي عن الدعم التركي لميليشيات طرابلس، وكان آخرها في 25 أغسطس المنصرم، عندما أكد «المحجوب» في تصريحات صحفية، أن أنقرة أرسلت دفعة جديدة من المقاتلين الأجانب لدعم الميليشيات، وصلوا إلى مدينة مصراتة شرق العاصمة، إلا أن هذه تعد المرة الأولى التي يصرح فيها «المحجوب» بوجود قوات على الأرض.
وبحسب مدير إدارة التوجيه المعنوي، فإن المقاتلين يصلون إلى تونس من تركيا، ومن تونس يتم نقلهم إلى مطار مصراتة، وهو تحرك تركي يأتي في محاولة لإنقاذ الميليشيات في ظل الخسائر التي يواجهونها داخل العاصمة.
كما اتهم اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في 29 يوليو 2019، تركيا وقطر بالتدخل بشكل مباشر في معركة طرابلس، مؤكدًا أن أنقرة وفرت غطاءً جويًّا بطائرات مسيرة خلال اقتحام الميليشيات مدينة غريان.
دعم «داعش» في العراق
وبحسب كتاب «الدور الخليجي في العراق دراسة حالة أحداث الموصل 2014»، للدكتور جاسم يونس الحريرى، فإن أنقرة وعلى الرغم أنهما حليف استراتيجى لواشنطن، وأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي، إلا أنها قدمت لـ«داعش» أكثر من مجرد ممرات حدودية آمنة، بل وفرت التمويل والخدمات اللوجستية والتدريب والأسلحة والعلاج بالمستشفيات التركية.
وكشفت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، في أبريل 2019، أنها أطلعت على مجموعة من الوثائق، تثبت أن تركيا كانت بلد العبور المثلى للعناصر الأجنبية التابعة لتنظيم «داعش» الراغبة فى الانضمام للتنظيم في العراق، إذ عثر فريق استقصائي للمجلة على جوازات سفر لأتباع التنظيم مختومة بختم الدخول التركي الرسمي.
وأكدت المجلة، أن الشيء المشترك بين كل جوازات السفر، وجود ختم واحد على الأقل لدخول تركيا، وأحيانًا اثنان أو 3، وهو ما يتوافق مع تقارير أكدت أن الكثير من المتطرفين قدموا إلى سوريا والعراق عن طريق تركيا، التي أقاموا بها فترة قصيرة قبل دخولهم العراق وسوريا.
أكثر دولة بها سجناء رأي
وكشفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تصدر تركيا قائمة أكثر الدول في عدد سجناء الرأي خلال العام القضائي ألفين وثمانية عشر، كما أكد التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات أن «رجب طيب أردوغان» هو المسؤول الأول عن انتهاك الحقوق في تركيا.
كما أصدرت منظمة العفو الدولية «أمنيستي»، في أكتوبر الماضي، تقريرًا سلطت فيه الضوء على ممارسات النظام التركي بقيادة «أردوغان» خلال الفترة التي طبقت فيها حالة الطوارئ، التي أعلنت بزعم التصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016.
وبحسب المنظمة، كشفت المعطيات الرسمية عن خضوع 402 ألف شخص لتحقيقات جنائية، واعتقال ما يقارب 80 ألفًا، بينهم 319 صحفيًا، وإغلاق 189 مؤسسة إعلامية، وفصل 172 ألفا من وظائفهم، ومصادرة 3003 جامعات ومدارس خاصة ومساكن طلابية، وأكثر من ألف شركة منذ الانقلاب الفاشل.
استراتيجية واحدة
وفي تصريح لـه، قال محمد حماد، الباحث في الشأن التركي: إن «أردوغان» يحاول دائمًا التشبث بأحاديث عن مواجهة الإرهاب في المحافل الدولية؛ لينفي التهم الموجهة إليه بدعمه له، موضحًا أن الإرهاب الذي يقول «أردوغان» أنه مهتم دائمًا بمحاربته، يتمثل في مواجهته للأكراد على الحدود السورية، مؤكدًا أن الرئيس التركي يتبع استراتيجية واحدة، تتمثل في نفي التهم الموجهة إليه، وإلقائها على دول أخرى.