على شفا حرب.. دلالات توقيت لقاء «خامنئي - نصرالله»
الجمعة 27/سبتمبر/2019 - 02:21 م
طباعة
علي رجب
نشر المكتب الإعلامي للمرشد الإيراني علي خامنئي، للمرة الأولى صورة للقاء الذي جرى بين المرشد الإيراني والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بحضور قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري قاسم سليماني، في ظل التوترات الأمريكية الإيرانية، والاتهامات الموجهة لإيران بالوقوف وراء عملية استهداف منشأتي شركة أرامكو السعودية.
ولم يكشف مكتب «خامنئي» الإعلامي، تاريخ التقاط الصورة، فيما تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن نصرالله زار إيران والتقي الخميني خلال إحياء ذكرى عاشوراء.
الإعلامي العراقي سفيان السامرائي، قال في سلسلة تغريدات له على «تويتر»: إن لقاء الخميني ونصرالله كان قبيل ذكرى عاشوراء؛ لافتًا إلى أن الاجتماع لم يكن مع نصرالله فقط، بل جمع كل قادة الميليشيا الطائفية في المنطقة، لافتًا إلى أن الاجتماع ضم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي نشر له من قبل صور مع المرشد الإيراني.
وفي حواره مع صحيفة «مشرق» الإيرانية، الأحد 22 سبتمبر، كشف نصرالله عن أهم الملفات التي بحثها مع خامنئي، والتي تمحورت حول السعودية والعراق واليمن ولبنان والبحرين.
وشنّ نصرالله كعادته هجومًا لاذعًا على المملكة العربية السعودية، زاعمًا أن المملكة تعيش ايامها الأخيرة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدعم وتحمي السعودية.
إيران تدعم «نصرالله»
بدوره، قال الخبير في الشؤون الإيرانية أسامة الهتيمي: «إن ما يتم الكشف عنه بشأن متانة العلاقة بين الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، لا يمثل أي مفاجأة للمتابعين للشؤون الإيرانية في المنطقة، فقد سبق لـ«نصرالله» أن صرح مرارًا وتكرارًا بطبيعة العلاقة؛ كما أن حزب الله يعتمد بشكل كامل في تمويله ومأكله ومشربه وملبسه على الدعم الإيراني، ومن ثم فإنه لا يمكن أن يسلك سلوكًا أو يتخذ قرارًا دون العودة للمرشد الإيراني الذي وفق اعتقاد نصرالله يعد ولي أمر المسلمين.
وأضاف «الهتيمي» في تصريح لـه: رغم أنه ليس هناك ما يؤكد موعد التقاط هذه الصورة وهل هي حديثة أم قديمة، فإن نشرها في هذا التوقيت يحمل بلاشك دلالة سياسية قوية؛ إذ أراد النظام الإيراني ومن خلال السماح بنشر هذه الصورة التي جمعت بين المرشد ونصر الله؛ إضافة إلى قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، أن يؤكد أن انخراط إيران في أي حرب يعني انخراط جميع الموالين لها في هذه الحرب واصطفافهم بجانب إيران، وبالتالي فلن تكون مثل هذه الحرب محصورة على إيران والأطراف المحاربة لها فقط، وهي الرسالة التي تؤكد على ما كان قد صرح به نصر الله قبل أسابيع.
وتابع: «نشر الصورة يحمل رسالتين أخريين، الأولى للداخل اللبناني والأخرى للكيان الصهيوني، فأما التي تخص اللبنانيين فهي رسالة دعم وتأييد لحزب الله وأمينه العام في صراع سياسي محتمل مع بقية الفرقاء السياسيين في لبنان، والذين بات يزعجهم بشدة السلوك السياسي المتعجرف لحزب الله والذي لا يبدي أي احترام للدولة اللبنانية ويعرضها للكثير من المهاترات بسبب ارتهان تحركاته بالأجندة الإيرانية».
وأردف: «أما التي تخص الكيان الصهيوني فربما أرادت إيران أن تذكر قادة الاحتلال على خلفية تصاعد التوتر بين الاحتلال وحزب الله سواء على أرض لبنان أو سوريا، بأن الحزب هو أحد أذرع إيران وأن المساس به بشكل يتجاوز حدود اللعبة المتعارف عليها يعني استدعاء إيران لتكون طرفًا في هذا الصراع، الأمر الذي يعني أن يفكر الاحتلال مرارًا قبل التصعيد».
واستكمل: «حول ما يمكن أن يربط بين ذلك اللقاء وبين التطورات السياسية التي تشهدها بعض البلدان العربية، فإننا لا نستبعد أن تكون لإيران ومعها حزب الله اللبناني دور فاعل في مسار الأحداث»، مشيرًا إلى تنامي الصراع بين إيران وأذرعها من ناحية، وبعض الدول الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى، موضحًا أن إيران تعمل على زيادة أجواء التوتر في المنطقة إذ إن تلك البيئة هي المناسبة والملائمة لتحركات طهران الهادفة إلى تخفيف حدة الضغوط على نظام الملالي.