أصدرت مجموعة «لجنة دراسات سوريا» والتي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأمريكي تقريرًا جديدًا عن الانسحاب الأمريكي المقرر من سوريا خلال الفترة المقبلة، قائلةً إن الحرب الأهلية مستمرة، وأن الانسحاب يزيد من فرص عودة تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يناير الماضي، أن إدارته ستسحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بصورة ملائمة، مؤكدًا استمرار القتال ضد تنظيم داعش هناك.

وفي الوقت الحالي، توجد قوات أمريكية في شمال شرقي سوريا، وتشارك مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في تسيير الدوريات في داخل المدن السورية التي استولت عليها  «قسد» من تنظيم داعش، كما تواجد قوة أمريكية بالقرب من الحدود العراقية السورية، وتحديدًا في منطقة معبر التنف.

وانتقد تقرير الكونجرس الأمريكي الذي صدر أواخر الأسبوع الماضي، قرار الرئيس دونالد ترامب الخاص بالانسحاب من سوريا، معتبرًا أنه يقوض مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة Military times المتخصصة في شؤون الدفاع والأمن القومي الأمريكي.

واعتبر التقرير أن الانسحاب الأمريكي سيسلم سوريا على طبق من ذهب لتنظيم داعش الإرهابي، ولفرع تنظيم القاعدة في سوريا والمعروف باسم «حراس الدين»، كما أنه سيعطي سلطة أكبر لروسيا وإيران.

وقال المقدم إيرل براون المتحدث باسم القيادة المركزية العسكرية الأمريكية: إن شمال غرب سوريا يظل ملجأ آمنًا للتنظيمات الإرهابية وخاصة فرع القاعدة في سوريا «حراس الدين»، مضيفًا أن التنظيم يواصل تنسيق وتخطيط العمليات الإرهابية ضد الغرب انطلاقًا من معاقله الآمنة في سوريا.

وذكرت مجموعة دراسة سوريا في الكونجرس الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال تفتقر للقدرة على القيام بحملة عسكرية شاملة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا «إدلب»، مطالبًا إدارة الرئيس ترامب بإيجاد وسيلة لممارسة ضغط أكبر على الجماعات الإرهابية في إدلب.

ويؤكد التقرير أن تنظيم داعش في سوريا لم ينهزم، بالرغم من سيطرة القوات الكردية على المناطق التي كان يسيطر عليها «داعش».

ووفقًا لتقرير مجموعة دراسة سوريا فإن تنظيم داعش الإرهابي يعمل على تجنيد خلايا جديدة، وينتظر فرصة مناسبة للعودة إلى السيطرة على الأرض من جديد.

وأشار التقرير إلى أن مناطق الأكراد لا تزال غير مستقرة، وتواجه تحديات عدة أبرزها المخاوف من توغل عسكري تركي أو سوري في تلك المناطق، وهو ما قد يؤدي إلى هروب مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين لدى القوات الكردية.

ووافقت تركيا، قبل فترة، على تسيير دوريات مشتركة مع القوات الأمريكية لتأمين المناطق الحدودية بين تركيا ومناطق سيطرة الأكراد، ويوضح تقرير الكونجرس أن الانسحاب الأمريكي المتوقع يمكن أن يؤدي إلى انهيار «الهدنة» بين الأكراد وتركيا، وهو ما سيساهم في عودة تنظيم داعش وانبعاثه من جديد.

كما حذر تقرير مجموعة دراسة سوريا من ممارسات القوات الكردية ضد العرب في المناطق التي يسيطر الأكراد عليها، لافتًا إلى أن تنظيم داعش يلعب على وتر اضطهاد الأكراد للعرب، لجذب أنصار جدد له.

وفى وقت سابق، حذر المفتش العام للتحالف الدولي لحرب تنظيم داعش المعروف باسم «العزم الصلب» من أن الانسحاب الأمريكي من مناطق سيطرة الأكراد قد يؤدي إلى انهيار هياكل الحكم الكردية، وهو ما سيؤدي لعودة تنظيم داعش مجددًا.