دول الساحل الأفريقي تستغيث.. التنظيمات الإرهابية تتوسع في المنطقة
السبت 28/سبتمبر/2019 - 09:47 ص
طباعة
أحمد عادل
تشهد منطقة الساحل والصحراء اهتماما كبيرًا من قبل القوى الإقليمية الكبرى، بعد تنامي العمليات الإرهابية من قبل التنظيمات المسلحة، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء 25 سبتمبر2019، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا: إن منطقة غرب أفريقيا والقوى الدولية، تسعى إلى معالجة التهديد المتنامي الذي تمثله جماعات الإرهاب في منطقة الساحل، والذي يمتد باتجاه خليج غينيا.
وأضاف، أننا نتكلم بوضوح وشفافية تامة، نحن نواجه خسائر في مواجهة جماعات العنف في منطقة الساحل والصحراء.. إننا قلقون من تصاعد العنف المستمر في الساحل وامتداده إلى دول خليج غينيا.
النيجر
وطالب رئيس النيجر، محمد إيسوفو، بأن يكون لبعثة الأمم المتحدة اليد الطولى من أجل السيطرة على الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، وذلك لتحقيق الاستقرار النسبي في المنطقة بأكملها.
وشدد محمد إيسوفو، على توفير المعدات والأسلحة الكافية لمحاربة جماعات الشر في منطقة الساحل، مضيفًا أن الوضع الأمني في مالي يشهد تدهورًا، والخطر أخذ في الانتشار والتمدد.
وأوضح أن بعثة الأمم المتحدة المعروفة بـ«مينوسما» موجودة منذ سنوات في مالي وهي مفوضة لحفظ السلام، ولكنها في الفترة الأخيرة تعرضت لهجمات مستمرة؛ ما أدى إلى مقتل عدد كبير من عناصرها، لذلك يجب علينا تقويتها لإحكام السيطرة على الأوضاع الأمنية في مالي.
وأكد رئيس النيجر، أنه لابد من تظافر الجهود الدولية والإقليمية للخروج بحل سياسي سلمي إبان الأوضاع في ليبيا، والخروج من الأزمة التي اجتاحت البلاد بعد أحداث فبراير 2011، مشيرًا إلى أنه لا يمكن حل المشكلة الليبية من خلال تهميش الاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أهمية تعيين مبعوث خاص لليبيا، مشترك من الاتحاد الأفريقي جنبًا إلى جنب مع مبعوث خاص للأمم المتحدة.
التشاد
من جانبه، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية كاملة عن الأحداث الجارية في ليبيا.
وأضاف إدريس، أن خطر عدم حل المشكلة الليبية، سيحمل منطقة الساحل والصحراء، عواقب لا حصر لها بالنسبة لدول تلك المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرب في ليبيا لن يكون فيها فائز أو خاسر بل جميعنا خاسرون.
مالي
وأعرب رئيس مالي إبراهيم أبوبكر كيتا، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قلقه إبان تأزم الأوضاع في ليبيا.
وأكد كيتا أن الأوضاع أثرت بشكل مباشر على مالي، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي أحرزته قواته في وقف العمليات الإرهابية من الجماعات المسلحة.
ودعا كيتا إلى تعيين مبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لليبيا؛ لحل تلك الأزمة والخروج منها بشكل آمن.
موريتانيا
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: إن حكومته وضعت استراتيجية فعالة وناجعة في مكافحة الإرهاب ومختلف أشكال التطرف ضمن مقاربة شمولية تراعي الأبعاد الأمنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أن بلاده انخرطت مع أشقائها في منطقة دول الساحل الخمس، وعبر مشاركتها ضمن قوات حفظ السلام الأممية، في العمل على استتباب الأمن والسلام في منطقة الساحل والقارة الأفريقية عموما.
وبحسب موقع سكاي نيوز، عززت جماعات الإرهاب المتصلة بتنظيمي القاعدة وداعش، وجودها في منطقة الساحل والصحراء خلال العام الجاري؛ ما جعل مساحات كبيرة من الأراضي غير المؤمنة، وأثار عنفًا طائفيًّا خاصة في مالي وبوركينا فاسو.
وتسعى القوى الإقليمية والدولية، التي تأسست عام 2014، والمعروفة باسم قوات الـ«G5»، وتضم بوركينا فاسو، ومالي، وموريتانيا، وتشاد، كوت ديفوار، النيجر؛ للحد من انتشار التنظيمات المسلحة، ودحر الإرهاب، لكون منطقة الساحل الأفريقي، بمواردها القيمة محورًا مهمًّا للدول الكبرى، كما أن استقرارها الأمني نقطة مفصلية لاستقرار عدد من الدول الأخرى.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن منطقة الساحل والصحراء الأفريقي أصبحت في الفترة الأخيرة مصدرًا مهمًّا للغاية بالنسبة للجماعات المسلحة، مشيرًة إلى ضرورة وقف زحف تلك الجماعات إلى منطقة لعدم تمددها، وإشعالها للأوضاع في المنطقة.
وأكدت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع» أن هناك عددًا من العوامل التي أدت إلى تمدد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، لعل أبرزها اتساع مساحة الرقعة الصحراوية، مستغلة الوجود الكبير لشبكات الاتجار بالمخدرات والبشر في تلك المنطقة، ثانيًا الأحداث الجارية في ليبيا منذ عام 2012.
وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي أنه لابد من تضافر الجهود من القوى الإقليمية والدولية للتنمية الاقتصادية والعسكرية في تلك المنطقة؛ لوقف زحف وتمدد التنظيمات الإرهابية.