مواجهة الأصولية الإسلامية.. ألمانيا تستضيف مهرجانًا يتناول تجارب أفريقيا مع الإرهاب
السبت 28/سبتمبر/2019 - 11:54 ص
طباعة
شيماء حفظي
استضافت مدينة كولونيا الألمانية «مهرجان الأفلام الأفريقية»، شارك فيه عدد من الأفلام العربية التي تتمحور حول تأثير الإسلام السياسي في تلك البلاد.
وخلال المهرجان، عُرض 6 أفلام، تناولت قصص شباب انضموا إلى تنظيمات إرهابية ومتطرفة وتأثير ذلك على حياتهم اليومية والعائلية.
فيلم «فتوى»
هذا الفيلم التونسي فاز بجوائز مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ويركز الفيلم على الإرهاب، من خلال قصة والد يكتشف بعد توديع ابنه المتوفى بحادث سيارة، أن ابنه كان أحد الناشطين داخل جماعة إسلامية سياسية في تونس، ويروي الفيلم رحلة الأب في البحث عن إجابات تضعه في مواجهة خطرة.
فيلم «المحارب الضائع»
يستعرض الفيلم حياة محمد الصومالي، الذي ترسله عائلته وهو في الثالثة من عمره إلى بريطانيا من أجل حياة أفضل، لكن بعد عودته إلى الصومال بعمر التاسعة عشرة ينضم إلى حركة الشباب الإرهابية، ويروي الفيلم تفاصيل رحلة محمد للهروب من الحركة بعد اكتشافه أنها لا تقاتل من أجل السلام ولا الحرية.
فيلم «تحقيق في الجنة»
"تحقيق في الجنة" فيلم وثائقي يبحث حول "كيف يرى مسلمو الجزائر الجنة؟"، وهو ما يسلط الضوء على بعض الأفكار الرائعة والمسلية والمثيرة للاشمئزاز في أحيانٍ أخرى، بالأبيض والأسود يعود علينا مرة أخرى المخرج مرزاق معلوش، ليتناول الأصولية الإسلامية من جانب مختلف تمامًا.
فيلم «ريح رباني»
يسرد الفيلم قصة شاب وفتاة سلفيين متشددين، أمين ونور، أثناء تخطيطهما لعملية إرهابية في الصحراء الجزائرية، ولكن خلال التحضيرات نرى جانبًا آخر من شخصيتهما، كما أن الفيلم يغوص في تفاصيل المشاعر الإنسانية، ويرويها باللونين الأسود والأبيض.
فيلم أخوان: العودة إلى «الغربة»
فيلم قصير يروي تفاصيل حياة أحد المتطوعين بالقتال مع داعش بعد عودته إلى تونس، وبأسلوب درامي شيق تتناول المخرجة مريم جبور حياة راعي الأغنام محمد بعد عودة ابنه الأكبر مالك مع فتاة سورية، واستطاعت "جبور" من خلال الفيلم أن تقدم صورة جديدة لانعكاسات الإسلام السياسي على حياة الأفراد العائدين وعائلاتهم.
باب العود
فيلم جزائري كلاسيكي تم إنتاجه عام 1994، يروي قصة خباز استيقظ ذات ظهر على صوت الإمام، فقام بكسر مكبر الصوت ورميه بالبحر، ويسرد الفيلم الحياة الاجتماعية وأحلام الجزائريين بعد المواجهات ما بين الحكومة وجماعات إسلامية في نهاية الثمانينيات.
مواجهة الإرهاب بالفن
وفي مقابل استخدام القوة العسكرية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، يطالب تيار عريض من المثقفين بضرورة مواجهة التطرف بالفكر والفن.
ويقول المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، في مقال بعنوان «الفن في مواجهة التطرف»، متحدثًا عن تجربة أن تتناول الأفلام يمكنها أن تتصدى لمنطق تكفيري وأن الفن قادر على مجابهة التطرّف.
وأشار إلى أن فيلم «تمبكتو» سبق وتعامل مع هذه الإشكالية؛ حيث حاول أن يخبرنا أن الجهاديين لم يكونوا قطعًا من مدينة تمبكتو، بل جاءوا من مناطق أخرى بعيدة.
وقال الكاتب الصحفي غازي عيسى، في مقال بعنوان «الفن في مواجهة الفكر التكفيري»: إن الإرهاب التكفيري أصبح واحدًا من المحرمات الكبرى التي انخدع عامة الناس فيه وتزايدت خطورته مع الشعارات "الوطنية" التي يرفعها والعباءة "العقائدية" الدينية التي يتلفح بها.
وأضاف أن هذه الجرائم التي ترتكب باسم الدين أصبحت تسئ إلى الأمة في مرحلة تستوجب الحفاظ على ذاكرتها التي لو فقدنا شيئا منها فإننا نكون قد بددنا قيما ثقافية وفنية سوف تحاسبنا عليها الأجيال القادمة، وهذا يتطلب كشف الحجاب عن أعداء التنوير، إما بالدعوة التي تنقي ما تعكر، وتصوب ما أصابه الزلل، أو حتى بالقوة التي تغير المجتمع وتبدله تبديلًا.
وأشار إلى أن جرائم الظلاميين الإرهابين تتطلب من المثقفين المؤمنين بقدسية وحرية الكلمة، التصدي لممارسات التكفيريين الإرهابية ضد كنوز الوطن وطلائعه الثقافية، وأن الإرهاب آفة خطيرة تجاوزت الحدود وتخطت قيم المجتمع وسلامته.
وأوضح أن هذا يتطلب وضع ميزانيات وخطط استراتيجية من قبل وزارات الثقافة العربية لدعم المؤسسات الثقافية لتقوم بدورها على أكمل وجه في مواجهة كافة الأفكار المتطرفة وسلوكيات العنف، وهذا يساهم في تفعيل التنمية وقطع الطريق على أصحاب الفكر الرجعي من نشر ثقافتهم في أوساط المجتمع.