الدرونز التركية.. سلاح الميليشيات الإرهابية في ليبيا
السبت 28/سبتمبر/2019 - 02:24 م
طباعة
نورا بنداري
تنتهك الدرونز التركية الأجواء الليبية- في تأكيد واضح لدعم الرئيس رجب طيب أردوغان لميليشيات حكومة السراج- إذ إن أنقرة حاضرة بقوة في المشهد الجوي الليبي، وهو ما أكده مرارًا المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتواصل تركيا العمل على دعم التنظيمات الإرهابية بكل الوسائل والمعدات الممكنة، ويأتي من أهمها الطائرات المسيرة التي لم تستطع الميليشيا الإرهابية تصنيعها، ومن ثم تلجأ للحصول عليه من بعض الدول، إلا أن الجيش الليبي ومن خلال «معركة طرابلس» التي انطلقت في 4 أبريل 2019 كشف بوضوح حقيقة الدور المشبوه الذي تلعبه أنقرة في دعم الميليشيات الإرهابية.
تصد ليبي
وكشف الجيش الليبي خلال الأيام الماضية، أن أوجه الدعم التركي للميليشيا الإرهابية بطرابلس؛ تتمثل في تدفق سفن الموت المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية، مرورًا بنقل العناصر الإرهابية من سوريا والعراق نحو الأراضي الليبية، وصولًا الى الطائرات المسيرة التي تسفك دماء الليبيين وتدمر بلادهم.
ويعمل الجيش الليبي على التصدي بقوة للدور التركي محذرًا الميليشيا الإرهابية من أن اللجوء لأنقرة لن يجدي أي فائدة، ولذلك أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي في بيان يوم 25 سبتمبر 2019، أن مقاتلات سلاح الجو شنت غارات جوية على قاعدة معيتيقة أسفرت عن تدمير طائرة تركية مسيّرة داخل القسم العسكري بالقاعدة، ومخازن ومواقع للعمليات العسكرية.
وتستخدم حكومة الوفاق التي تدعم الميليشيات المسلحة، مطار معيتيقة بطرابلس لأغراض عسكرية، واعتماده كقاعدة لإقلاع الطائرات المسيّرة، التي توفر غطاًء جويًا للميليشيات الإرهابية.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا «غسان سلامة» في 25 سبتمبر 2019 خلال مقابلة بثتها إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة: إن ليبيا تشهد أكبر حرب طائرات بدون طيار في العالم، وأنه منذ إطلاق العملية العسكرية لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، تمكنت دفاعات الجيش الليبي من إسقاط أكثر من 10 طائرات تركية مسيرة، كما نجحت قوات الجيش في تدمير غرفة التحكم الرئيسية بالطائرات المسيرة في مطار معيتيقة الدولي، وقصف قاعدة طائرات درون بمدينة مصراتة.
ماذا عن الدرونز التركية؟
وتمد تركيا الميليشيات الإرهابية بطرابلس بطائرات مسيرة من طراز «بايراكتار تي بي2»، وهذه الطائرات تعد الخيار الأول بالنسبة لأنقرة لدعم هذه الميليشيا، إذًا إنها الطائرات المسيرة العسكرية الوحيدة التي تنتجها تركيا، وتسمح بتصديرها للخارج، لاسيما لأوكرانيا وقطر، كما اعتمدت عليها في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في سوريا.
وهذا النوع من الطائرات تصنعه شركة «بايكار ماكينة» التركية، ويستخدم في عمليات الاستطلاع التكتيكي والمراقبة، وتعد منصة لإجراء المهام الاستخباراتية، وتم تصنيع نسخ مسلحة منها يمكنها حمل بعض الذخائر، لشن عمليات هجومية.
وأعلنت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير لها مايو الماضي، أن بعض المسؤولين في حكومة الوفاق الليبية، استغاثوا بالرئيس التركي «أردوغان» لتمويل الميليشيات المسلحة لمواجهة قوات الجيش الليبي.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن القيادي الإخواني «خالد المشري»، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، ومؤسس حزب العدالة والبناء الإخواني، أعلن في مقابلته مع «إندبندنت» عن حصول حكومة الوفاق على بعض الطائرات المسيرة من تركيا، وقامت بإجراء بعد التعديلات عليها، لمواجهة مقاتلات الجيش الليبي، ومنظومات المراقبة الجوية التابعة له.
تعويض الفشل
من جانبه، أشار الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية «هشام النجار»، أن إمداد تركيا، للميليشيا الإرهابية في طرابلس بطائرات مسيرة، محاولة من نظام «أردوغان» لتعويض فشل الميليشيات الموالية له على الأرض سواء التابعة للقاعدة أو لداعش أو للإخوان، الذين تعرضوا لخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية.
وأكد «النجار» في تصريح لـه، أن لجوء «أردوغان» للطائرات المسيرة هو محاولة لتعويض الهزائم على الأرض ومحاولة لموازنة القوة والضغط لإحراز مكاسب سياسية بعد نجاح الجيوش الوطنية في تحقيق انتصارات على الميليشيات الإرهابية المدعومة من النظام التركي.
وعن كيفية دخول الطائرات التركية إلى الأراضي الليبية، أكد «النجار» أنه لا تزال هناك ثغرات كبيرة تسمح باختراق الحظر الأممي، وتهريب أسلحة ومعدات ومقاتلين للداخل الليبي برًّا وجوًّا، ولاشك أن أنقرة تلعب على التراخي الأممي، وتناقض مصالح القوى الدولية في الساحة الليبية؛ ما أدى لغض طرف بعضها عن إرهاب ميليشيات طرابلس والمدن في الغرب الليبي، وعن ممارسات القوى الداعمة لها.