عمليات فساد وسرقات.. منشقون يفضحون «تحرير الشام»
الأحد 29/سبتمبر/2019 - 10:21 ص
طباعة
آية عز
تعيش ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، حالة من الانشقاق والانقسام بين عناصرها وبالأخص قياداتها، ففي الآونة الأخيرة قام عدد من المنشقين عنها، بنشر مقاطع فيديو وعدة وثائق حول أدائها في المعارك الميدانية، متهمين إياها بالاستهتار بأرواح عناصرها.
وقال النائب العام العسكري السابق في الهيئة «عصام خطيب» إن قيادة الهيئة تتعمد تعريض عناصرها للقتل على جبهات غير محصنة ودون سلاح مناسب، كي تتاجر بدمائهم عبر استغلالها في الترويج لمزاعمها حول الدفاع عن "ادلب" فى الشمال السورى، وعدم تسليم المناطق إلا بالدم.
وأكد، أن "تحرير الشام" قامت بسحب العناصر المدربين مما يُعرف بــــ«العصائب الحمراء» وغيرها، واستبدلتهم بآخرين من «السرايا» من غير المعدين للمهمات القتالية في المحاور الصعبة.
وأزعجت تصريحات "خطيب" قيادة تحرير الشام، ما حدا بـ«أبومحمد الجولاني» زعيم الهيئة، بتسريب رسالة خاصة أرسلها له خطيب، يستجديه فيها لإعادته لعمله في صفوفها.
وتحدث "خطيب"، في وقت سابق عن الفساد والظلم والمحسوبيات في الهيئة، وبدأ حملته بعد أن ألقت «الهيئة» القبض على "أبو العبد" أحد القيادات المهمة بها.
ونشر "أبو العبد" مقطع فيديو في وقت سابق، بعنوان «كي لا تغرق السفينة»، موجهًا حديثه لقيادات الهيئة، وعلى رأسهم محمد الجولاني، إذ اتهم جميع القيادات بالفساد المالي والإداري والعسكري، والكذب والخداع وسرقة أموال الفقراء، وحملها مسؤولية الخسائر الميدانية التي حدثت خلال الفترة السابقة.
وأكد، أن عناصر الهيئة لا يتقاضون رواتبهم رغم توافر المال لدى القيادة، وعندما تتم المطالبة من قبل قادة التشكيلات بزيادة الدعم، تتذرع القيادة بأنها صرفت الأموال في قطاعات أخرى، وهي أكاذيب تم كشفها في أكثر من حادثة، وسياسة التجويع التي اتبعتها القيادات، أثرت بشكل كبير على معنويات وأداء العناصر، وتسببت في الخسارة الميدانية.
وتابع: «دخل الهيئة الشهري من الأموال يكفي لكل عناصرها، فقد استولت على أكثر من 10 ملايين دولار، وأكثر من 1100 آلية ومستودعات كبيرة من الأسلحة والأغذية والأدوية، مما تعرف بـ«حركة الزنكي»، وكل تلك الأموال يتحكم فيها قادة الهيئة.
وفي السياق ذاته، تسببت السياسات التي يتبعها زعيم الهيئة «أبو محمد الجولاني»، سواءً كان بالقتال مع الفصائل الأخرى، أو فرض سياسات هيئته عليها عنوةً، في تراجع كبير، إلى جانب انشقاق عدد من الفصائل عنها، ومنها فصيل يُعرف بـ«جند الملاحم»، وما يُعرف بـ«جيش الأحرار» و«نور الدين الزنكي».
من جانبه قال عبدالخبير عطالله، أستاذ العلوم السياسية، إن كل ما يحدث داخل "تحرير الشام"، بسبب غضب تركيا عليها وعدم مدها بالأموال اللازمة بعد المحادثات التي تمت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الوضع في إدلب.
وأكد عطالله في تصريح لـه، أن الغضب التركي تسبب فى اتخاذ الإرهابي «أبومحمد الجولاني» زعيم الهيئة قرارات خاطئة، وتغيير السياسات التي كان يتبعها، مما دعا عددًا من القيادات للانشقاق عنه وفضحه هو وتنظيمه.