مؤسسة استخباراتية: «داعش» يعتمد على لقطات سابقة في تصوير إصداراته بأفريقيا
الأحد 29/سبتمبر/2019 - 10:26 ص
طباعة
أحمد سلطان
في نهاية أبريل الماضي، خرج زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي في لقاء مرئي بعد نحو شهر من هزيمة تنظيمه في قرية الباغوز فوقاني السورية، ليعلن استمرار العمل ضمن ما سمي بحرب الاستنزاف، وقبوله بيعات جديدة لتنظيمه من أفريقيا.
وأثنى «البغدادي» للمرة الأولى على عدنان الصحراوي المكنى بـ«أبي الوليد»، مثمنًا العمليات الإرهابية التي تقوم بها مجموعته في منطقة الساحل والصحراء.
وقبيل انهيار خلافة «داعش» المزعومة في سوريا والعراق، ركزت الآلة الدعائية للتنظيم على قارة أفريقيا، باعتبارها المعقل الجديد الذي سيتمدد فيه التنظيم الإرهابي، وعقب هزيمة الباغوز بدأت فروع داعش في أفريقيا مرحلةً جديدةً من العمل.
في شهر يونيو الماضي بثت المكاتب الإعلامية التابعة لما يسمى بالولايات الداعشية في أفريقيا، عددًا من الإصدارات المرئية لمقاتلي التنظيم في دول أفريقية عدة، وهم يجددون بيعتهم لزعيم داعش، ضمن ما عُرف بحملة «والعاقبة للمتقين».
ثم ظهر المدعو «أبوسلمة المنجاوي» برفقة عدد من مقاتلي «داعش غرب أفريقيا» في إصدار من إصدارات «والعاقبة للمتقين»، وقال: إن الحملات المتتابعة للقوات الحكومة النيجيرية والقوات الأفريقية المكلفة بمكافحة الإرهاب فشلت في استعادة الجزء الخاضع لسيطرة تنظيم ولاية غرب أفريقيا، في بحيرة تشاد، مضيفًا أن التنظيم تمدد في النيجر، وتشاد.
وعقب الإصدار الذي بثته ولاية غرب أفريقيا، بثت مجموعات موالية لداعش في مالي وبوركينا فاسو إصدارات تظهر أداء مجموعات من المقاتلين التابعين لهم لـ«بيعة البغدادي».
وبحسب مؤسسة «Mena stream» المعنية بشؤون الاستخبارات، ومراقبة النشاط الإرهابي في أفريقيا فإن تنظيم داعش نشط بصورة أكبر في منطقة الساحل والصحراء، مشيرةً إلى وجود تواصل وتنسيق بين فرع داعش في الساحل والصحراء، وبين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المحسوبة على تنظيم القاعدة.
وذكرت المؤسسة في تقرير جديد أصدرته، بعنوان «إرهابيو الساحل يبايعون البغدادي»، أن هناك تعاونًا بين مجموعات القاعدة وداعش فيما يخص تهريب المقاتلين، لتنفيذ هجمات إرهابية كبرى في المنطقة.
ووفقًا لتحليل المؤسسة فإن المجموعة التي ظهرت تبايع زعيم تنظيم داعش في الساحل والصحراء، سجلت الإصدار الذي بثته من إحدى المناطق الصحراوية في مالي.
وظهر الإرهابي أبوبكر ولد أبو بادي المعروف أيضًا بأبي الزبير، وهو الشقيق الأصغر لسلطان عابدين أحد عناصر تنظيم القاعدة البارزين في المغرب، وأحد المشاركين في تأسيس وتمويل جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.
وأبوبكر ولد أبو بادي هو أحد الأعضاء السابقين في حركة تحرير أزواد، وأحد الضباط السابقين الذين شاركوا في تسيير الدوريات المختلطة على الحدود مع الجزائر.
ووفقًا لتغريدة سابقة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للصحفي الموريتاني محمود محمد أبو المعالي المختص في متابعة الشأن الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء، فإن ولد أبو بادي بايع هو وكتيبة صلاح الدين -مجموعة منشقة عن جماعة الإسلام والمسلمين- تنظيم داعش في 2017.
وأكدت «Mena stream» أن تحليل الصور والمقاطع المرئية التي بثها تنظيم داعش يكشف أن المجموعة الإرهابية كانت في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر، وأنها حصلت على السلاح الذي بحوزتها من داخل نيجيريا.
وأوضحت المؤسسة أن تنظيم داعش استخدم في الإصدار الأخير الذي بثه في يونيو الماضي، لقطات لمجموعات إرهابية بايعت التنظيم في فترة سابقة من مالي وبوركينا فاسو، مضيفًا أن تلك المجموعات انتهت الآن، ولم يعد لها وجود.
وذكرت المؤسسة المعنية بمراقبة النشاط الإرهابي في أفريقيا أن التنظيم الإرهابي سعى لإظهار المجموعة التابعة له بمظهر القوة، مؤكدةً أنها اعتمدت على لقطات سابقة لجماعات إرهابية أخرى في منطقة الساحل والصحراء.