مخططات إيرانية خبيثة لإضعاف المؤسسة العسكرية العراقية
الأحد 29/سبتمبر/2019 - 01:24 م
طباعة
قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي
فاطمة عبدالغني
تتفاعل قضية نقل قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب في العراق الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي من الميدان إلى إحدى إدارات وزارة الدفاع، القرار اتخذ من دون إيضاح الأسباب الموجبة له لكن مصادر عراقية تحدثت عن وجود شبهات حول تورط إيران بالقرار، وتقول المصادر أن الساعدي لا يحظى بدعم من الفرقاء السياسيين المؤيدين لطهران، لكنه في المقابل يحظى بقبول واسع لدى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة,
وتؤكد المصادر العراقية أن إبعاد الساعدي هدف إيراني قديم بتصفية الضباط والأجهزة القريبة من الأمريكيين، أما أخرون فيعتبرون أن الأمر مرتبط بخلافات داخل قيادات جهاز مكافحة الإرهاب نفسه.
ولم يستبعد الساعدي فرضية وجود ضغوط إيرانية وراء قرار إبعاده عن جهاز مكافحة الإرهاب من خلال أقطاب حكومية وحزبية مقربة من طهران.
وأشار الساعدي في تصريحات صحفية إلى أطراف لم يسمها تحاول إفراغ جهاز مكافحة الإرهاب من القادة الميدانين الذين شاركوا في المعارك ضد داعش.
وأكد القائد العسكري المبعد أنه يفضل إحالته على التقاعد عوضًا عن هذا القرار الذي وصفه بالإهانة لتاريخه وتضحياته.
هذا وقد انتقد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي القرار في تغريدة على تويتر قائلا "ما هكذا تكافئ الدولة مقاتليها الذين دافعوا عن الوطن (...) هل وصل بيع المناصب إلى المؤسسة العسكرية والأمنية".
وانتقد وزير الدفاع العراقي الأسبق خالد العبيدي الطريقة التي تم فيها "إقصاء قائد ميداني شجاع ومهني تشهد له ساحات المعارك في مقاتلة الإرهابيين".
واعتبر الخبير في شؤون الجهاديين هشام الهاشمي أن "الحرب على داعش لا تزال مستمرة، واستبعاد رموز النصر في هذا الوقت خلل كبير، يحفز معنويات العدو، ويضعف ثقة المواطن بقرارات القيادة العسكرية".
وقد برز الساعدي خلال المعارك ضد تنظيم داعش حيث قاد عمليات تحرير "بيجي" عام 2015، وشارك أيضًا في عملياتي تحرير تكريت والفلوجة، ومطلع عام 2017 تولى قيادة عمليات تحرير مدينة الموصل وخلال هذه السنوات استبعد 3 مرات منصبه ونجى من محاولات اغتيال عدة.
كما كان من بين العسكريين، الذين أبعدوا بضغوط إيرانية عبد الغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب بعدما خاض معارك آمرلي وبيجي وتكريت والرمادي والفلوجة والموصل.
كما أبعد رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، في سبتمبر الجاري، بعدما خاض معارك بيجي وتكريت والرمادي والموصل.
أما سامي العارضي قائد العمليات الخاصة الثالثة بجهاز مكافحة الإرهاب فقد أحيل إلى التقاعد لـ"بلوغه السن القانوني للتقاعد الوجوبي"، في نوفمبر الماضي.
وجرى أقصاء قائد العمليات الخاصة الثالثة في جهاز مكافحة الإرهاب بمحافظة البصرة، معن السعدي، بعد تعيينه قائدا للعمليات الخاصة الثانية في كركوك في أكتوبر 2017، بعد أن شارك في معارك الموصل والأنبار وصلاح الدين.
ويرى المراقبون أن قرارات تصفية الضباط والقادة العسكريين والسياسيين والشخصيات العراقية المناهضة لإيران ربما أتى بناء على ضغوط مارستها قيادات مقربة من طهران لأجل إبعاد الشخصيات والقيادات التي لا تنسجم مع رؤيتها السياسية والعسكرية