هل يدفع العراق الثمن بسبب الصراع «الأمريكي - الإيراني» على أرضه؟
الأحد 29/سبتمبر/2019 - 01:58 م
طباعة
إسلام محمد
في ظل اشتعال التوتر بين طهران وواشنطن وتشديد الأخيرة قيود العقوبات على نظام الملالي لإجباره على تغيير سلوكه في المنطقة، يقف العراق حائرًا بين المعسكرين؛ حيث تتحكم الميليشيات في قراره بشكل سافر.
وهدد السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، خلال مقابلة أجراها مع إحدى القنوات التلفزيونية العراقية، بقصف القوات الأمريكية في العراق إذا تعرضت بلاده لأي هجوم؛ لافتًا إلى أن خروج قوات واشنطن من المنطقة مطلب إيراني؛ لأن هذه القوات لا تُنفذ بأي شيء بنّاء أو إيجابي.
لكن وزارة الدفاع العراقية رفضت تصريحات مسجدي، وأكد المتحدث باسمها اللواء تحسين الخفاجي، أن بلاده ترفض أن تصبح ساحة للصراع بين أي متصارعين؛ مبينًا أن بلاده ترفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أمريكا، مؤكدًا أن «الأراضي العراقية خط أحمر ولن نسمح باستخدامها ضد أحد»، وأن «العراق لن يكون منطلقًا للاعتداء على إيران، كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأمريكية على أراضيه».
ولفت الخفاجي خلال مداخلة مع قناة «الحدث» إلى أن حكومته تعمل على التهدئة بين إيران والولايات المتحدة، وأنه ليس هناك «قوات أمريكية قتالية» في بلاده.
وكانت وزارة الدفاع السعودية قد أعلنت أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت النفط انطلق من الشمال؛ مما أثار شكوكًا آنذاك بأن الأراضي العراقية كانت منطلقًا له.
وتثور هذه الأيام مخاوف جدية من تزايد هيمنة طهران على القرار العراقي لاسيما بعدما تم الكشف عن مساعي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لإضعاف الجيش العراقي وعزل قادته، وبالمقابل تحويل ميليشيات الحشد الشعبي إلى نسخة جديدة من الحرس الثوري الإيراني.
وقد أثارت قرارات رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، حيال عزل وتجميد عدد من القيادات العسكرية التي شاركت في المعارك ضد تنظيم داعش، غضب عدد من القيادات العسكرية التي وصفت ما يحدث بأنه مخطط إيراني لإضعاف الجيش، بعد عزل 9 قادة من أبرز الضباط الذين قادوا المعارك ضد داعش، خلال التسعة أشهر الماضية.
وكان قرار إحالة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد قوات مكافحة الإرهاب إلى إدارة الضباط في وزارة الدفاع كفيلًا بتغيير الشكوك إلى شبه يقين بعمل ممنهج يستهدف المؤسسة العسكرية النظامية لإفراغها وإضعافها مقابل تنامي قوة هيئة الحشد الشعبي والميليشيات المدعومة من إيران.
من جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن العراق في موقف حرج نظرًا لوقوعه في جوار إيران وكونه به أقلية شيعية ولاءها لطهران مما يجعله ساحة مفترضة للصراع بين واشنطن وأبناء الملالي.
وتابع الباحث في الشأن الإيراني في تصريحاته للمرجع، أن إيران لن تتوقف حتى تضطر إلى دفع الثمن الباهظ لنشاطها، وإن لم تتحد دول المنطقة لكبح جماحها سيطال إرهابها جميع الدول الأخرى في المنطقة، والعراق يعد أولى الدول التي يجب أن تتطهر من التدخل الإيراني في شئونها.
وأكد أن كلُّا من الولايات المتحدة، وإيران لهما مصالح ووجود عسكري في العراق وأي تصادم بين الدولتين على أرض العراق سيكون سيناريو كارثي على هذا البلد العربي المنكوب.