لماذا تسعى التنظيمات الإرهابية للتوغل في خليج غينيا؟
الأحد 29/سبتمبر/2019 - 03:06 م
طباعة
أحمد عادل
بدأت عناصر التنظيمات المسلحة مؤخرًا فى التسلل في منطقة خليج غينيا لفتح جبهات جديدة لها، وخاصًة في دولتي بنين وكوت ديفوار، وأصبحت المنطقة في مرمى جماعتي «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش» و«نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة»، إذ يتسابق كلاهما على الموارد الطبيعية والنفطية الغنية في تلك المنطقة.
في مايو الماضي، شن مسلحون عملية إرهابية في أقصى شمال بنين، إذ قاموا باختطاف أربعة سياح فرنسيين وأمريكيا وكوريا جنوبيا، ثم تمكن الخاطفون من عبور الحدود تجاه بوركينا فاسو؛ حيث توجد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن قوات «برخان» الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل الأفريقي، نجحت في تحرير الرهائن، والقضاء على الخاطفين، كما أسفرت العملية عن مقتل جنديين فرنسيين، ما لفت الانتباه إلى توسع التنظيمات الإرهابية نحو بلدان خليج غينيا.
وتكمن أهمية دول منطقة خليج غينيا، وهي «غانا. توجو. بنين. نيجيريا. الكاميرون. غينيا. غينيا الاستوائية. الجابون» في أنها تنتج ما يقرب من 5.4 مليون برميل نفط يوميًّا، وتشرف شركة «شيفرون» عملاق البترول الأمريكي على الاكتشافات في تلك المنطقة.
وفي ظل حالة الفراغ الأمني نجحت التنظيمات الإرهابية، في تحقيق أمنيتها بالتمدد والانتشار في تلك المنطقة، مستغلة عدة عوامل سمحت لها بذلك، كالعنف القبلي، وهشاشة الحدود.
وكانت البداية الحقيقة لتمدد تلك الجماعات، في شمال مالي؛ حيث احتضنت تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» عام 2003، وأقامت فيه مخيمات ومعسكرات تدريب أقبل عليها موريتانيون وعرب وطوارق من سكان منطقة أزواد، قبل أن يبدأ التنظيم في الأعوام الأخيرة في تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش الموريتاني والمالي.
وتعتبر منطقة شمال مالي حاليا، منطقة نفوذ وحضور لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» وهي جماعة إرهابية تكونت في مارس 2017 بعد اندماج أربع حركات مسلحة، وهي جماعة أنصار الدين، وكتيبة المرابطين، وإمارة منطقة الصحراء الكبرى، وكتائب ماسينا.
محوران استراتيجيان
خلال الفترة الماضية، اتبعت الجماعات المسلحة الموجودة في منطقة الساحل والصحراء محورين استراتيجيين من أجل الوصول إلى خليج غينيا، أولهما هو بحيرة تشاد: وهو المحور الشرقي، ففي عام 2014، تخلت «بوكو حرام» عن تنفيذ عمليات عسكرية في الداخل النيجيري، وسعت منذ ذلك التاريخ إلى التوسع والانتشار خارج البلاد، وخاضت معارك كبيرة مع الجيش الكاميروني والتشادي الذين حاولوا منع توغلها، ولكن في النهاية سيطرت الجماعة على شمال الكاميرون، ومن ثم أصبحت المناطق الجنوبية والشرقية من خليج غينيا تحت سيطرتها.
المحور الثانى هو بوركينا فاسو: وهو المحور الغربي، فأصبحت بوركينا فاسو هدفًا لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم داعش الإرهابي وخاصًة بعد إعلان أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم في أبريل الماضي إقامة دولة وسط وغرب أفريقيا؛ حيث تعد هي المدخل الشمالي لدول ساحل خليج غينيا كتوجو وبينين وغانا.
وبحسب تقارير صادرة من المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، فقد تحولت بؤرة الأحداث الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، من شمال مالي إلى شمال بوركينافاسو؛ بسبب النشاط المتزايد لمسلحي جماعة أنصار الإسلام، والتي تأسست على يد إبراهيم معلم ديكو، والتي تشير الدلائل إلى أن هناك علاقة وطيدة بينها وبين تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث بسطت الجماعة سيطرتها على العديد من مناطق شرق وشمال بوركينا فاسو، وفرضت قانونها هناك، ومنعت التدريس في المدارس، وأغلقت مراكز الشرطة الموجودة هناك.
ويقول ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، إن منطقة خليج غينيا غنية بالموارد الطبيعية، وحقول النفط، والتنظيمات الإرهابية في العالم أجمع تنشط في المناطق الحيوية والغنية، ولذلك حتى يتم استغلالها كأحد مصادر التمويل، ومن ثم تنفيذ عمليات مسلحة.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي في تصريح لـه، أن تلك المنطقة لوجستية، وتعبر عن وجود داعش والقاعدة بقوة، وخاصة أن الولايات المتحدة لها وجود استثمارى في نفط تلك المنطقة، وبالتالي فوجود داعش والقاعدة يأتي لمواجهة الوجود الأمريكي في تلك المنطقة.