الفضائح تلاحق الحركة.. «النهضة» تقاضي قناة فضائية بعد فضح تنظيمها السري

الإثنين 30/سبتمبر/2019 - 10:21 ص
طباعة الفضائح تلاحق الحركة.. محمد عبد الغفار
 
مع مرور الوقت، تبرز إلى السطح فضائح الجهاز السري لحركة النهضة التونسية، والتي سعت طوال الوقت وبشتى الطرق إلى إخفائه خشية من رد فعل الشعب التونسي.

 كل الطرق متاحة للإخفاء


حاولت الحركة إخفاء ذلك عبر جميع الطرق، ومنها الطرق القضائية، حيث أعلنت حركة النهضة في بيان رسمي، 28 سبتمبر 2019، عن اتخاذ المكتب القانوني للحركة في اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لمقاضاة قناة العربية، دون أن يذكر التصريح اسم القناة.



كما رفض بيان الحركة ما وصفه بـ«التدخل الخارجي في الشأن الوطني التونسي»، معتبرًا أن هذا الفيلم «زعزعة للاستقرار وتشويه للفاعلين السياسيين، وإرباك للعملية الانتخابية بالتأثير السلبي على الناخب»، وفقًا لما نشره بيان الحركة.



واعتبرت الحركة أن ما يحدث يعد «تزييفًا لوعي الناخبين قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في تونس»، معتبرة أن هناك من يريد التحكم في إرادة الشعب التونسي خلال الانتخابات. 



ماذا حدث؟

نشرت قناة العربية فيلمًا وثائقيًا تحت عنوان «غرف سوداء.. عودة التنظيم السري لحركة النهضة»، الجمعة 27 سبتمبر 2019، وتناول الفيلم ما حدث إبان حكم حكومة الترويكا، التي قادتها حركة النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان في عام 2013، وشهدت هذه الفترة مقتل الزعيمين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.



وتناول الفيلم اعتراف أحد أفراد حركة أنصار الشريعة المتحالفة مع حركة النهضة بتنفيذ الاغتيالين، ورغم ذلك لم يتم تقديم أي من الأطراف التي خططت وأمرت بمقتل الزعيمين اليساريين إلى المحاكمة، وكلاهما كان معروفًا بأعداء الحركة الإسلامية.



ويتناول الفيلم مضمون الوثائق والمستندات السرية التي تم العثور عليها في مخزن كبير تابع لوزارة الداخلية التونسية، عام 2014، وتضمن المخزن وجود أجهزة تجسس وتنصت وحواسب آلية تضمنت تقارير أمنية خطيرة.

 هيئة الدفاع تفضح الإخوان

فضحت هيئة الدفاع عن القياديين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي جماعة الإخوان في فرعها الأم وذراعها التونسي، حيث نشرت وثائق جديدة عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الثلاثاء 24 سبتمبر 2019.



وتبرز الوثائق المعلنة علاقة رئيس تنظيم حركة النهضة السري مصطفى خذر مع تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، وأظهرت الوثائق طلبًا من حركة إخوان مصر لذراعها السياسية في تونس بضرورة اختراق أجهزة الاتصال الرسمية في تونس، وتشفير الاتصالات الصوتية بين عناصرها، بهدف اختراق خصومهم في تونس والعمل على تصفيتهم.



كما أظهرت الوثائق طلبًا بضرورة اختراق جهاز الداخلية في تونس خلال عام 2012، مع العمل على ضرب الأحزاب اليسارية في تونس، من خلال إخافتهم أو إرهابهم أو حتى قتلهم إن لزم الأمر.



«النهضة» تواصل الصمت



على الرغم من الوثائق الأخيرة التي أظهرتها هيئة الدفاع عن القياديين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وكذلك فيلم قناة العربية حول التنظيم السري لحركة النهضة، فإن كليهما يفضح العلاقة الواضحة بين الحركة واغتيال القياديين اليساريين.



وعلى الرغم من ذلك، فإن الحركة ما زالت تواصل الصمت وعدم التعليق على الأحداث، ولم يصدر منها أي تعليق بمعلومات يمكن أن يوضح طبيعة علاقتها بالتنظيم الإرهابي، أو يبعد عنها هذه الاتهامات.

شارك