إيران تستغيث.. هجمات أمريكا «السيبرانية» تهدد اقتصاد طهران
الإثنين 30/سبتمبر/2019 - 11:33 ص
طباعة
إسلام محمد
لم يقتصر الصراع بين طهران وواشنطن على استخدام الأساليب الاقتصادية والدبلوماسية والتلويح بالخيار العسكري كورقة ضغط، بل إن هناك حربًا خفية بين الطرفين، إذ تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على الهجمات السيبرانية (الإنترنت) كسبيل لتجاوز كلفة الخيار العسكري وتحقيق نفس الأهداف التي تحرزها الضربات الصاروخية وغارات الطائرات.
وقد أوعز وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة رسميًّا، الأحد 29 سبتمبر 2019، وضع قطاع النفط في بلاده في "حال تأهّب قصوى" في مواجهة تهديدات بهجمات "مادية أو إلكترونية" مبينًا أن هذه الاحتياطات ضرورية في ضوء العقوبات الأمريكية و"الحرب الاقتصادية الشاملة" التي تتهم بلاده واشنطن بشنّها ضدها.
واتّهمت الرياض والبحرين وواشنطن وبرلين ولندن وباريس، إيران بالوقوف خلف الهجمات الجوية التي استهدفت منشأتين نفطيتين في السعودية، أول مصدر للنفط الخام في العالم، رغم نفي طهران ضلوعها في الهجمات وإصرارها على أن الحوثيين في اليمن هم من نفذوا الهجمات.
وفي أعقاب تلك الهجمات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن بلاده تعدّ لردّ، ثم عاد ليشيد بعد بضعة أيام بـ"ضبط النفس" العسكري.
لكن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، أقر في وقت سابق بأن إيران تواجه "الإرهاب السيبراني، مثل ستاكس نت" في إشارة للفيروس الذي عثر عليه عام 2010 ويعتقد أنه من تصميم إسرائيل والولايات المتحدة لإلحاق ضرر بمنشآت طهران النووية.
واتهمت إيران حينها الولايات المتحدة وإسرائيل بإرسال هذا الفيروس لاستهداف أجهزتها للطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
كما كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن حرب سيبرانية خفية، قائلًا: إن "أمريكا هي من بدأتها" مهددًا في مقابلة مع قناة "أن بي سي" الأمريكية، السبت 28 سبتمبر 2019، بأنه "لو بدأت واشنطن الحرب ضد طهران فلن تكون هي من تنهيها".
وردًا على سؤال حول تنفيذ إيران هجمات سيبرانية للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال ظريف: "لا نرجح مرشحًا على آخر في انتخاباتكم لنتدخل فيها.. لا نتدخل في شؤون دولة أخرى إلا أن حربًا سيبرانية جارية، والولايات المتحدة هي من بدأت هذه الحرب بالهجوم على منشآت إيران النووية بصورة خطيرة كان بإمكانها أن تؤدي إلى مصرع الملايين.
بيما قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، السبت 28 سبتمبر 2019، إن" إيران تتعرض لـ 50 ألف هجوم سيبراني يوميًّا، ونحو 8 هجمات سيبرانية جدية سنويًّا"، ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عنه قوله خلال برنامج تلفزيوني، إنه بعد فيروس "ستاكس نت" تم اتخاذ إجراءات متعددة من أجل الهجوم على البنى التحتية النووية الإيرانية، لكنها فشلت.
وقد أدى "ستاكس نت" إلى تعطيل برنامج إيران النووي لعدة سنوات وأوقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
من جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني محمد عبادي: إن طهران تواصل منذ سنوات هجماتها السيبرانية ضد أهداف أمريكية وأوروبية، فهي تدرك أنها لن تستطيع مجاراة خصومها في تحديث سلاح الطيران مثلًا أو الدبابات، ولذا ركزت على تطوير عدد من الأسلحة النوعية التي تستطيع الاعتماد فيها على قدراتها الذاتية كالأدوات السيبرانية لكنها الآن تحصد ثمار الشوك الذي زرعته من قبل.
وتابع الباحث في الشأن الإيراني في تصريحاته لـه: أن الحكومة الإيرانية تعيش حالة من الرعب؛ خوفًا من هجمات إلكترونية على منشآت نفطية، وهو ما يكبد القطاع الراكد بالأساس خسائر فادحة.