«تغلغل متزايد».. مخاوف من سيطرة «الإخوان» على المجتمع الإسلامي في ألمانيا
الإثنين 30/سبتمبر/2019 - 01:48 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
تزداد التخوفات من اختراق جماعة «الإخوان» ومنظمة الاتحاد الإسلامي التركي «ديتيب»، التابعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، وعلى إثر ذلك طالب تقرير نشرته صحيفة «دي فيلت»، بوقف التعاون مع «ديتيب»، والمجلس؛ نظرًا لتغلل المنظمات الإخوانية فيه.
والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا هو اتحاد يضم في عضويته 19 منظمة إسلامية، ويتبع هذه المنظمات نحو 300 مسجد، ويضم مسلمين من جنسيات مختلفة، ويضم كل المذاهب الإسلامية.
وكشفت صحيفة «دي فيلت» أن جماعة الإخوان تسعى إلى تأسيس دولة دينية، معتبرة أن المنظمة الأكبر هي منظمة «التجمع الإسلامي»، العضوة في المجلس المركزي للمسلمين، ولفتت إلى أن المجلس المركزي يتعاون مع ولايات عدة، أبرزها شمال الراين ويستفاليا كممثل للمسلمين، وتشركه هذه الولايات في صياغة قواعدها في التعامل مع المجتمعات الإسلامية.
وتابعت «دي فيلت» أن هذا التعاون غير مقبول، ويجب ألا تتعاون الولايات مع كيان يخترقه المتطرفون، موضحةً أن الأمر لا يتوقف على جماعة الإخوان وحدها، فالمجلس المركزي مخترق أيضًا من قبل الاتحاد الإسلامي التركي «ديتيب».
وأشارت إلى أن حزب البديل لأجل ألمانيا، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، طالب في الفترة الأخيرة وقف التعاون مع المجلس المركزي إلى حين تخلصه من المتطرفين داخله.
وقالت الخبيرة الألمانية سوزان شروتر، مديرة مركز فرانكفورت للإسلام العالمي: إن جماعة الإخوان تملك نفوذًا كبيرًا داخل المجلس المركزي للمسلمين، كما رأى الباحث المختص في الإسلام السياسي، جيدو شتاينبرج: أن المجلس المركزي هو مشروع أسسه مجموعة من إخوان مصر وسوريا.
ونقلت «دي فيلت» عن رئيس فرع هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية الألمانية" في ولاية شمال الراين ويستفاليا، «بوكهارت فراير»، قوله: "الإخوان واحدة من المكونات الرئيسية والأكثر نفوذًا في المجلس المركزي للمسلمين، مضيفًا أنها تحاول استغلال كل المنظمات النشطة فيها لتحقيق أهدافها".
وفي وقت سابق قال تقرير لهيئة حماية الدستور إنها تضع منظمات وقيادات تابعة لجماعة الإخوان، في ولايات البلاد الـ16، تحت رقابتها، وتقدر عدد عناصر الجماعة الأساسية في ألمانيا بنحو 1600 شخص؛ لما تمثله من خطر على الديمقراطية والنظام في البلاد، وتابع أن هناك خطرًا متصاعدًا تمثله جماعة الإخوان لأنها تريد تغيير الهياكل البنيوية للمجتمع وصبغها برؤيتها للإسلام.
ولفت التقرير إلى أن الجماعة ترمي إلى تحويل الدول التي تنشط فيها إلى متطرفة وتستولي على الحكم فيها، مضيفًا: أنها لا تستبعد استخدام العنف لتحقيق هذا الهدف، فضلًا عن رفضها الأنظمة الديمقراطية، لكنها تقبل بها كحل مؤقت في طريق تحقيق أجندتها السياسية.
ووفق التقرير، تنشط الجماعة في ولاية شمال الراين ويستفاليا بين اللاجئين والمواطنين من أصل عربي والمسلمين بشكل عام، لتوسيع دائرة نفوذها، وتدير 14 مسجدًا في الولاية.
«الإخوان» تستخدم الإسلام كذريعة
يقول الدكتور مهند خورشيد القيادي الإسلامي البارز، ومدير معهد الدراسات الإسلامية وأستاذ التربية الدينية بجامعة مونستر في تصريحات صحفية: إن التقرير الصادر يعكس كيف أن جماعة الإخوان تسعى للوصول لمناصب مرموقة تحت ذريعة الإسلام.
وتابع «خورشيد» أن الجماعة من أجل جذب واستقطاب المزيد من الشباب المسلم، واللعب على عواطفهم، تروّج في خطابها الداخلي أن الغرب هو عدو للإسلام؛ وأشار إلى أن الجماعة تقدم نفسها للشباب على أنها حامية للدين الإسلامي والهوية الإسلامية، وأنها من تملك الحقيقة المطلقة.
خطر على السلم الاجتماعي
من جانبه قال سامح عيد، الباحث في حركات الإسلام السياسي: إن الإخوان تعمل في الخارج من أجل جذب مزيد من الاتباع، واصفًا إياها بأنها متطرفة وتشكل خطرًا على السلم الاجتماعي فى البلاد.
وتابع «عيد» في تصريح لـه: أن "الإخوان" تتخفى تحت مزاعم تمثيلها مصالح المسلمين، في أعين الرأي العام، ومن ثم فإن أيديولوجيتها الدينية من الممكن أن تنتشر في ألمانيا والولاية بشكل كبير.
وأشار الباحث في حركات الإسلام السياسي، إلى أن جماعة الإخوان لديها أجندة سياسية تتناقض مع الدستور الألماني، مقترحًا تنظيم حملات توعية واتصالات من وكالة الاستخبارات كإجراء وقائي فعال ضد جهود الاختراق التى تقوم بها جماعة الإخوان وغيرها.